في إطار من الحركة السريعة و الدراما قدم لنا المخرج مايكل باي و المؤلف كريس فيداك و لوريتس مونشن فيلم ، أمبيولانس ، بطولة الممثل المبدع جيك جيلنهال و يحي عبد المتين و الممثلة إيزاجونزاليز ،
يدور الفيلم حول صراع الخير مع الشر و لكن و لأول مرة في السينما العالمية يكون البطل ذو البشرة السمراء هو الطيب و ذو البشرة البيضاء هو الشرير ،،كما يطرح الفيلم الكثير من قضايا المجتمع بشكل غير متوقع بل و فجائي ايضا حتي ان المشاهد العادي يعتقد من الوهلة الاولي للمشاهده انه امام فيلم اكشن و مطاردات فقط و لكن عند التركيز في الحوارات فاننا نجد انفسنا امام فيلم عميق جدا يناقش عدة تساؤولات وأهمها لماذا كل هذا القتل و الدمار ،
يبدأ الفيلم بالبطل الأسمر ويليام ويتضح انه خدم بالبحرية الامريكية و لكنه يحتاج الي مبلغ مالي ضخم لعلاج ابنه و يتصل بشركة التأمين الصحي و لكنهم لا يتجاوبون معه وعليه ان ينتظر ،، وقرر ان يذهب لاخوه وهو بطل الفيلم و يدعي داني ليطلب مساعدته و من الحوار يتضح ان والد داني واحد من عصابات المافيا و انه تبني ويليام و اعتبره ابنه و ان داني ووليام نشؤوا مع بعضهم و كأنهم أخوه و لكن بعد بلوغ وليام قرر الانفصال عن الاسره و سلك الطريق السليم بعيدا عنهم و التحق بالبحرية الامريكية لانه يرفض منهج اخوه داني ،،
ولكن علاقة ويليام بأخوه داني قوية ،، ويدخل وليام للقاء أخوه بالتبني و يلتقي به في أحد الجراجات المخصصة للعربات الفاخرة ثم يظهر داني ويوجه الحوار لاخوه في جملة إعتراضية و لكنها عبقرية فيقول له لماذا تتواجد هنا فالأغنياء لا يحبون ان يطلع الفقراء علي أموالهم خوفا من الحسد ،، و يطلب وليام من اخوه المبلغ المالي لانقاذ ابنه من الموت ، ، و لكن داني يعرض عليه ان يساعده في سرقة احد البنوك و يأخذ مقابل ذلك الملايين من الدولارات و يرفض وليام ولكن مع الاصرار والضغط عليه بشده يوافق وليام و يصاحبه مع عصابة داني ،لتبدأ العملية الاجرامية و يصادف في موقع البنك بعربة الاسعاف و متواجد بها الممرضه المجتهدة و الممتازة في عملها و تدعي كيم ،، وبالفعل تنجح العصابة في السيطرة علي البنك و عند رؤيتهم لملايين الدولارات يقول داني لوليام في جملة عبقرية كاشفة للسياسة ،،هل رئيت من قبل كل هذه الاموال فرد عليه وليام نعم رئيتها في افغانستان عندما اعطيناها لطالبان ولكن تذداد الأمور تعقيدا بسرعة ،، وبعد محاولاتهم بالهرب بالاموال يدخل احد رجال الشرطة للبنك ويرافقه صديقه بالخارج و هو ما يكشف الجريمة و سريعا جدا تبدأ المطاردات ويضطر وليام و داني للسيطرة علي عربة الاسعاف للهروب بها من البنك و معهم الاموال ولكن يتلقي الشرطي رصاصة من وليام و ويصاب بحالة زعر لتسببه في اصابته و يحملوه داخل عربه الاسعاف و معهم الممرضه كيم و تبدأ المطاردات و الاكشن السريع جدا مما يضطر داني للاستعانة باحد رؤساء العصابات الخطرة مما ينتج عنه القتل و العنف بشكل مبالغ فيه و يضطو وليام بالاستعانه بداني لقتل افراد العصابة بعد مقتل ابن رئيس العصابة ،، وتحاصر الشرطه عربة الاسعاف و يقتل داني ،،ثم تنجو الممرضة كيم و تنقذ وليام من الموت لانه كان سبب في حمايتها و تبرع بدمه للشرطي المصاب و ينتهي الفيلم بان تعطي الممرضه كيم مبلغ مالي من الاموال المسروقه لزوجة وليام لعلاج ابنه ،
والفيلم يدخل الي الاحداث بشكل سريع من مشاهد الاكشن و التي برع المخرج في اظهارها بشكل حقيقي و دقيقي و لم يستخدم مؤثرات الكمبيوتر و المونتاج بشكل مكثف وهو فيلم ترفيهي بإمتياز لعشاق و محبي سينما الاكشن و المؤثرات الحقيقية من استخدام الطائرات و الكثير من المفرقعات و عربات الاسعاف وزوايا التصوير متميزة و عبقرية و غنية رغم سرعة الحركة ،وهو فيلم ملاحقات و عوامل معقدة و رهائن والمشاهد غنية جدا ،
كما يطرح الفيلم العديد من قضايا المجتمع ومن اهمها هل بالضرورة ان يصبح ابن رجل العصابات مجرما ،؟ و هل الرجل الاسود دائما هو المجرم ام الرجل الابيض ؟ ،، وهل الاحتياج الشديد للاموال لانقاذ حياة احد افراد الاسرة تجعل من الانسان مجرما في لحظة سريعة لايشعر بها رغم رفضه لعالم الجريمة ؟ ،، ثم حالة القتل و الاقتتال علي الاموال تجعل من رجال العصابات في حالة هياج شديدة فتتسبب في التدمير و القتل بشكل مبلغ فيه ،، ،ثم رمزية عربة الاسعاف في الفيلم وهي الاداة السريعة لانقاذ الارواح فتتحول الي اداة قتل و تدمير و كأنها رمزية لعالم الانسان الان ،، وبرغم ان الفيلم في مجمله ترفيهي بامتياز و لا يرقي لدرجة الاوسكار السينمائي الا ان ببعض من التأمل للاحداث فاننا نستطيع ان نقول انه فيلم به الكثير من المعاني الدقيقة حول الحياة و عالم الانسان