تدخل ليزا تراس إلى مقر رئاسة الوزراء البريطانية في 10 داوننج ستريت غدًا لتصبح المرأة الثالثة من حزب المحافظين التي تتولى هذا المنصب بعد ” مارجريت ثاتشر ” و” تيريزا ماي ”
فازت وزيرة الخارجية ليز تراس البالغة من العمر 47 عاما اليوم بزعامة حزب المحافظين وبالتبعية برئاسة الوزراء البريطانية ضد منافسها وزير المالية ريشي سوناك بواقع 81 ألفا و326 صوتًا مقابل 60 ألفا و399 صوتا لتحل محل رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.
وعقب إعلان فوزها مباشرة ألقت تراس خطاباً شكرت فيه جونسون لتصديه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإنجازه عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بركسيت» وطرح لقاح كوفيد و«سحق» الزعيم السابق لحزب العمال المعارض جيريمي كوربين.. كما تعهدت بالوفاء بوعودها الانتخابية، قائلة إن لديها «خطة جريئة» لخفض الضرائب ودعم النمو الاقتصادي.
كتبت صحيفة “ميل أونلاين” البريطانية في تقرير أن نجاح تراس في الحصول على دعم النشطاء المحافظين من خلال تقديم نفسها على أنها من أشد المتحمسين للخروج من الاتحاد الأوروبي الذى يمثل الخطوة الأخيرة في سلسلة غير عادية من التحولات السياسية طوال حياتها.
وعلى الرغم من وصفها بأنها وريثة عرش السيدة الحديدية مارجريت ثاتشر .. انضمت ليزا تراس في شبابها لليساريين للمطالبة بإطاحة ثاتشر في الثمانينيات ودعمت البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016.
ولدت تراس في أكسفورد وتنقلت أثناء نشأتها ما بين بيزلي وليدز في بريطانيا وكندا مع والدها الأكاديمي. وكان والداها ينتميان لتيار اليسار.. وعقب مغازلة قصيرة مع الديمقراطيين الليبراليين انتقلت تراس إلى اليمين بعد مقابلة طلاب محافظين في جامعة أكسفورد.. وانتخبت عضوًا في البرلمان عن حزب المحافظين لجنوب غرب نورفولك في عام 2010.
وفي جامعة أكسفورد أصبحت ناشطة في السياسة الطلابية مع الديمقراطيين الليبراليين واعتنقت المشاعر المناهضة للملكية.. وقالت لبرنامج التفكير السياسي مع نيك روبنسون في (بي بي سي) في شبابي كنت محترفة مثيرة للجدل وأحب استكشاف الأفكار وإثارة الأمور .
ومن المقرر أن تلتقي بالملكة اليزابيث الثانية في بالمورال غدًا قبل دخولها مقر الحكومة بعد حملة انتخابية مريرة ومثيرة للانقسام ضد وزير الخزانة السابق ريشي سوناك الذي واجه غضبا من حزب المحافظين الذي اتهمه بإطاحة بوريس جونسون.
وعلى غرار ريشي سوناك عملت تراس لسنوات تحت قيادة بوريس جونسون في مناصب رفيعة في مجلس الوزراء كما عملت في عهد سلفيها تيريزا ماي وديفيد كاميرون في مهنة وزارية تعود إلى عام 2012.
وبعد عامين من دخولها البرلمان كانت تراس جزءًا من الحكومة حيث تم تعيينها وزيرة للتعليم في ائتلاف حزب المحافظين والديمقراطيين الليبراليين .. وعقب صدامات مع نائب رئيس الوزراء عن حزب الديمقراطيين الليبراليين نيك كليج تمت ترقيتها إلى منصب وزيرة البيئة في عام 2014.
ومن التحولات البارزة الأخرى التي شهدتها مسيرة تراس السياسية تحولها من مناصرة البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016 لتصبح مدافعًا قويًا عن قرار المغادرة (البريسكت).