بعد أقل من ٥٠ يوما نحن على موعد مع حدث عالمى كبير على أرض مصر .. حيث تستقبل مدينة شرم الشيخ أكثر من ٣٠ الف مشارك من ١٩٦ دولة حول العالم للنظر فى أمر التغييرات المناخية والتى ضربت الكرة الأرضية وأثرت على البشر والحجر وربما ترسم خريطة عالمية جديدة للإنسان والحيوان والطيور والنباتات
هذا الحدث الكبير وهذا الاهتمام العالمى غير المسبوق والذى ربما يتفوق على تنظيم الشقيقة قطر لبطولة كأس العالم .. فعدد الدول أكثر بكثير .. والتداعيات تمس كل دول العالم .. الغنية منها والفقير .. المتقدمة وايضا النامية .. الصناعية وايضا الزراعية
كل هذا الزخم يجعلنا بل يدفعنا إلى الزهو اولا لاختيار مصر بالتحديد لهذه الدورة ال٢٧ .. وايضا يدعونا إلى اليقظة والانتباه لان مصر بالتحديد لا تمثل نفسها فقط فى هذه القمة ولكنها لا أبالغ إذا قولت أن مصر تمثل قارة أفريقيا ودول الشرق الأوسط بل تمثل كل دول العالم النامى والذى يبحث عن حقوقه وفرصه للتنمية .. خاصة وأن كل دول العالم النامى بصفة عامة ودول القارة السمراء بصفة خاصة هم الأكثر تضررا من التغييرات المناخية فيما أنها الاقل فى حجم الانبعاثات الكربونية الضارة .. فى المقابل تمثل الدول الصناعية الكبرى الجانب الأكبر فى التأثير وانتشار الانبعاثات الضارة والتى ضربت الكرة الأرضية فى مقتل بسبب استخدام الفحم فى الصناعة خلال القرن الماضي وقبل الماضى
وعلى مصر استغلال الحدث العالمى الكبير للفت الأنظار إلى موقعها الجغرافي المتميز ومعالمها السياحية لتنشيط سياحى مجانى واستغلال وجود وفود من جميع دول العالم لعمل دعاية سياحية للمناطق الأثرية والتاريخية
وايضا لابد من استغلال الحدث العالمى لجذب الاستثمار الأجنبى من خلال عرض المميزات والتنمية التى قامت بها الدولة من شبكة طرق غير مسبوقة وتطوير وميكنة كل المؤانئ البحرية والبرية .. وجود مشروعات كبرى على أرض مصر مثل مشروع أكبر محطة طاقة شمسية فى العالم فى بنبان بأسوان .. واكبر مزرعة سمكية فى غليون بكفر الشيخ وغيرها .. والدعاية للأجواء المصرية التى تتحمل وتستوعب أنشطة كثيرة ومتنوعة من الاستثمار ..
وينبغى الاستعداد بخريطة لأهم المشروعات وافضل الاماكن لها من خلال دراسات متكاملة تشجع المستثمر الأجنبى والمحلى لاستثمار أمواله فى مصر
كما تتمتع مصر بأمن وأمان كبير يشهد له الجميع يحمى الاستثمار الأجنبى ويحافظ عليه
كما علينا استغلال الحدث الكبير للدعاية الرياضية .. حيث أن مصر تنوى التقدم لتنظيم اولمبياد ٢٠٣٦ والرئيس السيسى مهتم جدا بهذا الملف بعد استقبال مصر موخرا لتوماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية والوفد المرافق له للتأكيد على قدرة مصر على تنظيم الحدث الرياضى الأهم فى الكرة الأرضية
وما ينطبق على السياحة والاقتصاد والرياضة بالتأكيد سينسحب على باقى الأنشطة سواء صناعية أو تجارية أو زراعية .
والأهم – من وجهة نظرى – هو استغلال الحدث وفتح ملف السد الاثيوبى وخطورته على دولتى المصب بصفة عامة وعلى مصر بصفة خاصة .. لاسيما وأن التغييرات المناخية سوف تضرب هذه المنطقة فى مقتل من خلال موجات الجفاف المتوقعة والتى ربما تحتاج إلى كميات مضاعفة من المياه لكى تحافظ على الحد الأدنى من الشكل والأنشطة الزراعية خاصة وأن البديل مجاعات وتصحر وجفاف .. موضوع الموتمر هو التغييرات المناخية.. وعلى ( القمة ) إيجاد حلول لمثل تلك الحالات حتى لا يتحول الأمر إلى صراع من اجل البقاء