التقى اليومَ الأربعاءَ الموافق الخامس من شهر أكتوبر الجاري النائبُ العام لجمهورية مصر العربية المستشار حماده الصاوي بوفدِ هيئة الادعاء العام بسلطنة عُمان الشقيقة، الذي يرأسه كلٌّ مِن المستشار محمد بن عبد الله النبهاني -مساعد المدعي العام لسلطنة عمان والمكلف بإدارة التفتيش، ورئيس لجنة التدريب- والمستشارة ميساء بنت زهران الرقيشيه -مساعد المدعي العام لسلطنة عمان، ومديرة دائرة التعاون الإقليمي والدولي- ويضمُّ لفيفًا من معاوني هيئة الادعاء بسلطنة عمان، وذلك بمكتب سيادته بالقاهرة في ختام الدورة التدريبية المتخصصة المنعقدة للوفد بمعهد البحوث الجنائية والتدريب بالنيابة العامّة المصرية.
وخلال اللقاء رحَّب النائب العام بالوفد في بلدهم الثاني مصر، ونقل تحياته إلى المدعي العام بالسلطنة المستشار نصر بن خميس الصواعي، مؤكّدًا متابعتَه طيلةَ فترة الدورة التي امتدت أسبوعيْنِ لكافَّة البرامج التدريبية التي تلقوها، داعيًا أعضاء الوفد إلى نقل ما تلقوه من خبراتٍ إلى الزملاء بالسلطنة، مثمنًا المجهودات التي يبذلها الادعاء العام بالسلطنة في مكافحة الجريمة بشتَّى صورها، معربًا عن تطلعِهِ إلى لقاء مرتقب بالمدعي العام لسلطنة عمان على هامش القمة المقبلة لجمعية النواب العموم العرب، والتي يرأسها النائب العام لجمهورية مصر العربية في المملكة العربية السعودية، لما يمثله ذلك الحدث القضائي من أهمية بالغة في تبادل الخبرات والرؤى بشأن الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومعالجة التحديات والصعوبات التي تواجه آليات التعاون القضائي الدولي، وتعزيز تبادل الخبرات بين هيئات الادعاء العام العربية، وهو الدور الذي تُولِيه مصرُ أهميّةً شديدةً انطلاقًا من دورها تجاه القضايا الدولية، وقد شدَّدا على عمق العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين على المستوى القضائي والدولي، وهو ما تجسّدت صورتُه في هذه الدورة.
وقد قدّم مساعدا المدعي العام لسلطنة عمان -رئيسا الوفد- تحيتَهُم وتحيَّةَ المدعي العام للسلطنة المستشار نصر بن خميس الصواعي إلى المستشار النائب العام المصري، وأشادا بما لاقاه الوفد من حفاوةِ الاستقبال، وحسنِ التنظيم خلال فترة الدورة، وحجمِ الاستفادة التي تلقوها خلالها، مما يعكسُ التطور الذي حققته النيابة العامة على مدار السنوات الأخيرة على المستوى الفني، وهو ما لمسوهُ من خلال البرنامج التدريبيِّ، ومدى تماشيه مع متطلبات العمل القضائي لدى الهيئة بالسلطنة.
وقد استمع النائب العام خلالَ اللقاء لآراء وتعليقات الوفد على الدورة، ومدى انعكاس ما تلقوه على مسيرة عملهم، وقد حثَّ سيادته الأعضاء على ضرورة تثقيف الذات، والارتقاء بالمستوى المعرفي لهم، وتلقيهم الدورات التأهيلية التي تساعدهم على أداء عملهم، ومشاطرة مجتمعهم ما يعايشه من أحداث، مؤكّدًا أنَّ أهمَّ ما يُميز المحقق الجنائي هو ترتيب الأفكار، والفهم الجيد للقضايا، والوقوف على الظروف المحيطة بالجريمة ومرتكبيها، ممَّا يساعد على الوصول إلى حكمٍ عادل، وعدالةٍ ناجزة، كما دعاهم سيادته إلى تحسين مهارتهم في التعامل مع مسرح الجريمة، والأدلة المستمدّة منه، وكيفية التعامل مع الأدلةِ الرقْمية، واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، فضلًا عن ضرورة اهتمامهم بدور مرافعة الادعاء؛ لما تُمثلّهُ من أهميةٍ بالغةٍ لدى الأعضاء والمجتمع وسائر المؤسسات.
وقد انتهى اللقاء بتوجيه النائب العام الشكرَ للوفد، متمنيًا لهم النجاح في عملهم، وتطلعه لمشاركتهم في الدورات المشتركة التي ستعقدها النيابة العامّة لهيئات الادعاء العام على المستوى العربي، وذلك على أسس علمية وفنية عالية المستوى بهدف بناء القدرات، وتعزيز المهارات، وتبادل الممارسات الفضلى فيما يتعلق بمباشرة التحقيقات الجنائية، وتعزيز التعاون الدولي، وفتح قنوات الاتصال بين هيئات الادعاء بالوطن العربي.