أكدت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ونائب رئيس جمعية الهلال الأحمر المصرى، أن التغيرات المناخية بمختلف أنواعها أضافت تأثيراً قوياً على مضاعفة أعداد المهاجرين واللاجئين، بما يؤدي إلى حدوث تغييرات في أنماط الاستيطان البشري والنظم الإيكولوجية، ومدى كفاية وكفاءة الموارد الطبيعية مما ينعكس أثره على بشكلٍ مباشرٍ على حياة الجميع.
جاء ذلك خلال مشاركة “القباج” في مؤتمر منظمة الهجرة الدولية والاتحاد الدولي للصليب الأحمر حول ” تعزيز الحوار حول العمل المناخي”، وذلك بحضور كريستينا ميجو نائب مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال افريقيا لمنظمة الهجرة الدولية، ود. رامي الناظر المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر المصري، ود. رانيا أحمد نائب المدير الإقليمي للاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر.
قالت وزيرة التضامن: إن الهلال الأحمر المصري ومنظمة الهجرة الدولية، من أكبر الشبكات العالمية استعداداً لمواجهة الكوارث والأزمات والأسرع في الاستجابة للطوارئ الصحية والاجتماعية، ورسالتهما الأساسية تنصب حول حماية الإنسان في تلك الظروف سواء كانت هجرة أو كوارث أو طواريء، كما يتسمان بقواعد ومباديء أساسية وعالمية، مثل الحيادية، وعدم التمييز، والإنسانية.
أضافت “القباج” أن الهجرة هي حق من حقوق الإنسان طالما كانت في ظروف منظمة وآمنة كما حددها القانون الدولي بما يشمل الأهداف والمسئوليات المشتركة في البلدان المصدرة للمهاجرين، أو بلاد العبور، او البلاد المستقبلة، مشيرةً إلى أنه مؤخرا تم استحداث مصطلح “المهاجر البيئي”، وهو شخص يضطر لمغادرة منطقته الأصلية بسبب تغيرات مفاجئة طويلة الأجل في بيئته المحلية أو الإقليمية قد تهدد تأمين سبل عيشه أو أمنه الغذائي أو تهدد حياته وبقاءه.
أكدت “القباج” أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف أكثر من 40 مليون مهاجر و11 مليون نازح داخليا، وأدى العدد المتزايد من الأشخاص الذين يموتون أثناء محاولتهم عبور الحدود دون إذن إلى تركيز الاهتمام الدولي على المخاطر التي تنطوي عليها الهجرة غير النظامية، حيث يواجه المهاجرون مخاطر غير عادية على حياتهم وسلامتهم وكرامتهم ورفاهيتهم.
تناولت الوزيرة دور جمعية الهلال الأحمر المصري في دعم المهاجرين واللاجئين سواء كانوا مسجلين أو غير مسجلين أو طالبي اللجوء، حيث يتم توفير الوصول إلى الاحتياجات الأساسية والمساعدات النقدية والخدمات الصحية بما في ذلك الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي وبرامج حماية الأطفال والتعليم والمهارات الحياتية وتوفير لقاحات فيروس كورونا المستجد، وقد تضاعف هذا الجهد في وقت جائحة وباء فيروس كورونا.
أكدت أن جهود الهلال الأحمر المصري تأتى من خلال الثقة التي اكتسبها من تواجده بين مجتمعات اللاجئين والمهاجرين والمجتمعات المصرية المضيفة، وذلك بفضل جهود الشراكة مع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمة الهجرة الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وشراكات المجتمع المدنى.
كما بنى الهلال الأحمر المصري نهجا مجتمعيا ثابتا وراسخًا من خلال بناء قدرات متطوعين مجتمعيين من الجنسيات المختلفة حتى أصبحوا ركنا اساسيا في تنفيذ برامج الهلال الأحمر المصري داخل مجتمعاتهم مما يضمن القبول واستمرار العمل الإنساني، واستثمارا في قدراتهم العملية والتعليمية.
ناقش الحضور اهتمام الحكومة المصرية البالغ بملف المهاجرين والقضايا المختلفة ذات الصلة بأمنهم وبقائهم، حيث تستضيف مصر ما يزيد على 8 ملايين شخص ما بين مهاجر وضيف ، وتحرص على توفير حياة كريمة لهم وكفالة حقوقهم، وتحرص على تعزيز إدماجهم في المجتمع المحلى، كما حرصت على ضمان تمتعهم بالخدمات الصحية والتعليمية، وقد راعت كافة المؤسسات في مصر، سواء كانت حكومية أو أهلية، حقوقهم التعليمية والصحية.
فرت مصر المناخ الآمن والعيش بأمان دون إلزامهم التواجد بمعسكرات ومخيمات محددة، وحققت إنجازات في هذا الصدد، بتشكيل لجنة وطنية لتنسيق الجهود الوطنية لتنفيذ العهد الدولي لهجرة آمنة ومنظمة ونظامية، الأمر الذي بدوره يساهم في تعزيز التسامح ونشر ثقافة السلام وفهم وتقبل الآخر، إلى جانب مكافحة نشاط المؤسسات المنخرطة في جريمة الهجرة غير الشرعية، وكذلك تأسيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ودورها الكبير في التوعية بالهجرة غير الشرعية وفي إصدار قرارات منظمة لحمايتهم وفتح آفاق وفرص لتنميتهم في مجتمعاتهم المحلية أو لهجرتهم بشكل آمن ومنظم بما يراعي مصالحهم الفضلى ومصالح أوطانهم.