أنجزت العديد من المشروعات لمرحلة ما بعد النفط.. لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية
“انترريجونال للتحليلات الإستراتيجية” بمناسبة مؤتمر المناخ :
العالم يمر بتحديات غير مسبوقة بسبب تذبذب أسعار البترول والغاز مما يعرض التنمية للخطر
الإستثمار فى الطاقة النظيفة.. مفتاح الخروج الآمن من الأزمة
أرباح خيالية لمنتجي الوقود الأحفوزى.. 2 تريليون زيادة عن العام الماضي
كتب – فتحى حبيب :
تحتل جمهورية مصر العربية مرتبة متقدمة جداُ ضمن أكبر دول المنطقة استثماراً بمشاريع الطاقة النظيفة، فيما تشتشرف الدولة بمشاريعها في هذا المجال المستقبل لتعزيز الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية لصالح الأجيال المقبلة.
وأنجزت مصر العديد من مشاريع الطاقة النظيفة الكبرى ضمن خططها الاستراتيجية لمرحلة ما بعد النفط ضمن جهودها الاستراتيجية الراسخة لحماية البيئة بالاعتماد على مشاريع الطاقة الشمسية.
وقد كان لمصر دور كبير باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) بمدينة شرم الشيخ المصرية في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بنقص الطاقة التقليدية الناتجة عن النفط والغاز بسبب العديد من الأزمات التي يمر بها العالم حالياً والتي حذرت منها مرارا الوكالة الدولية للطاقة.. كما تسهم مشاريع الطاقة النظيفة في تهيئة فرص استثمارية ووظائف جديدة بما يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.
وفي السياق وتزامناً مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27).. أكد تقرير حديث لمركز “انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية”، ومقره أبوظبي أن العالم يمر حالياً بتحديات غير مسبوقة في ما يتعلق بوفرة المعروض أو تذبذب أسعار الطاقة ما يعرض التنمية إلى مخاطر جمة في أغلبية دول العالم، لاسيما التي تشهد أزمات والتي كان آخرها الأزمة الروسية الأوكرانية ودخول أوروبا وأمريكا على الخط مع روسيا.
وأكد الدكتور سيريل ويدرسهوفن” مستشار أمن الطاقة ومؤسس شركة “فيروسي” في هولندا أن أسعار الطاقة ستستمر في الزيادة خلال الأعوام المقبلة حتى العام 2025، في معرض حديثه عن اتجاهات أسواق الطاقة العالمية وأهم الأزمات التي يواجهها القطاع في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقال ويدرسهوفن، خلال الجلسة التي نظمها مركز “انترريجونال”: إن السبب وراء ارتفاع أسعار الطاقة ليس مرتبطاً بالأزمة الروسية الأوكرانية فحسب، وإنما يعود إلى “التأثيرات الشديدة للمضاربة في سوق الطاقة العالمي”.. وعدم كفاية المعروض.. مشيرا إلى أنه وحتى مع إنتهاء الأزمة لن تتراجع حدة العجز في أسواق الطاقة وأن الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة تتعرض للانهيار بسبب تراجع المعروض.
وخلال الجلسة استعرض خبراء “انترريجونال” أبرز ما جاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة (IEA) الصادر في أكتوبر 2022 بعنوان “آفاق الطاقة العالمية 2022” والذي تضمن 3 سيناريوهات وهي: استمرار السياسات الحالية للطاقة، أو تحقيق التعهدات المعلن عنها، أو تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية.
ووصف التقرير أزمة الطاقة الحالية بأنها أول أزمة معقدة وواسعة النطاق في تاريخ الطاقة الحديث وأن هناك ضغوطا تضخمية مرتفعة وركودا اقتصاديا وشيكا ، وفي المقابل أرباح خيالية لمنتجي الوقود الأحفوري بزيادة تريليوني دولار عن العام السابق.
وأوضح التقرير أن التزامات الحكومات في العالم لحماية المستهلكين من الآثار المباشرة لهذه الأزمة سيصل حجمها إلى 500 مليار دولار وأن ضعف وهشاشة نظام الطاقة الحالي في مواجهة الصدمات بسبب ضعف الاستثمارات بالطاقة النظيفة.
وأشار التقرير إلى وجود فرص تاريخية بالطاقة النظيفة المقدر بلوغ قيمتها بنحو تريليوني دولار خلال العام 2030 كما أن الاستثمار في الطاقة النظيفة يعد مفتاح الخروج الآمن من أزمة الطاقة التي يشهدها العالم حالياً.
وأضاف التقرير أنه من المتوقع تضاعف الطلب على المعادن لتقنيات الطاقة النظيفة 4 مرات بحلول عام 2050 بعائدات سنوية تصل إلى 400 مليار دولار.. وأن الحكومات في العالم بحاجة إلى تسخير موارد هائلة للتحولات الآمنة للطاقة في حين ستأتي 70% من الاستثمارات من القطاع الخاص.
وتطرق تقرير الوكالة الدولية للطاقة إلى أهم التوقعات بشأن أوضاع الطاقة في العالم وأبرزها : بلوغ الطلب على الوقود الأحفوري ذروته بحلول عام 2035: حيث يتوقع ارتفاع الطلب على النفط بنسبة أقل من 1% سنوياً قبل أن يبلغ ذروته في عام 2035 عند 103 ملايين برميل يومياً، لافتاً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة تدعو لتسريع خفض استخدام الوقود الأحفوري للتوافق مع أهداف باريس المناخية.
ولفت التقرير إلى قيام العديد من الحكومات باتخاذ إجراءات وتدابير طويلة المدى لحماية المستهلكين من آثار أزمة الطاقة وتبني نموذج جديد لأمن الطاقة وتوسيع مجال الطاقة النظيفة.
جدير بالذكر أن “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” شركة استشارات عامة متعددة المهام تم تأسيسها في 20 يناير 2021 بأبو ظبي دولة الإمارات العربية المتحدة تضم مركز دراسات يعمل على متابعة وتحليل التطورات الجارية ذات الطابع الاستراتيجى من خلال نشاطات أكاديمية كالمراصد الإعلامية والتحليلات السياسية والدوريات المتخصصة والمواقع الإلكترونية وحلقات النقاش.
وتتفاعل المؤسسة مع أنشطة “المجال العام” في أقاليم العالم ذات التأثير على المنطقة بهدف تقديم رؤية متوازنة حول واقع الشرق الأوسط وتوجهات الدول العربية الرئيسية خاصة الخليجية، “عبر الأقاليم”.. كما تعمل على دعم عملية تشكيل السياسات وصنع القرار في المؤسسات العامة والخاصة، داخل الدولة وخارج الدولة، في إطار القواعد الحاكمة لعمل شركات المناطق الحرة.