ترقب واحتفاء بالغ وتخوف وتشكيك.. صاحبت إطلاق التطبيق
إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية : ينافس البشر فى الوظائف الإبداعية
تحليل البيانات وحل المشكلات والتشخيص الطبى والإجابة على التساؤلات .. أهم المميزات
هيمنة خدمات الذكاء الاصطناعي وصعوبة الوصول للحقائق.. أبرز التحديات
كتب – فتحى حبيب :
كشف اختبار علمي واقعي لبرنامج “شات جي بي تي” “Chat GPT” الذي طورته شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي “OpenAI” الأمريكية ، لمحاكاة البشر في كتابة المحتوى والتأليف، جملة من النتائج والملاحظات، تمثلت في: السرعة الخاطفة في الكتابة ومحدودية التدخل التحريري في الصياغات، وتضمين بعض المقالات معلومات خاطئة والافتقاد للتوازن في الإجابات عن الأسئلة وعمومية المحتوى والافتقاد للتخصص ومحدودية الإلمام بالأحداث والقدرة على الأرشفة والاستدعاء البشري وإخراج نتائج تعتمد على خاصيّة التعلّم العميق.
وأحدث ” chatgpt” صدى واسعاً في قطاع تّقنيّة المعلومات، حيث يمكن استخدامه على الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية.. فيما يعتمد على الذّكاء الاصطناعي في عمليّة تأليف النّصوص عبر تزويد البرنامج بكمّيات هائلة من البيانات لجعله قادراً على إنشاء استجابات سريعة كالبشر وتحويل الكلام إلى نصوص.
وأخضع مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” ومقره أبوظبي ، تطبيق ” “شات جي بي تي” لاختبار علمي في إطار متابعته للتطورات التكنولوجية العالمية من خلال السماح للتطبيق بكتابة مقال استشرافى كامل دون تدخل من المحرر سوى في اختيار الموضوع حيث كتب التطبيق أكثر من 7 نسخ مختلفة من المقال تضمنت كل نسخة محتوى مختلفاً.
وذكر تقرير “إنترريجونال” أن تطبيق “Chat GPT” يكشف ملمحاً لما يمكن أن يكون عليه مستقبل صناعة المحتوى والتأليف والكتابة الإبداعية.. مشيراً إلى أن التطبيق لا يزال موضع مراجعة وتطوير وربما سيكون من الصعب التفرقة بين ما يكتبه الذكاء الاصطناعي ونظيره البشري وقد تتفوق الآلة على صانعها وتجعله عاجزاً عن مجاراتها في هذا السباق في المستقبل.
وصاحب إطلاق “شات جي بي تي” (ChatGPT) ضجة واسعة تجمع ما بين الترقب والاحتفاء البالغ والخوف والتشكيك.. حيث اعتبرت الشركة ذلك التطبيق منافساً للبشر في الوظائف الإبداعية مثل: كتابة المحتوى والتأليف والبرمجة وتقديم التوصيات والنصائح الطبية بل والإجابة على الأسئلة بشتى أنواعها وهو ما يثير مخاوف من مستقبل العلاقة بين الذكاء البشري وذكاء الآلات بصفة عامة.
وتناول تقرير “إنترريجونال”، تطبيق “ChatGPT كأحد ملامح وتحديات الثورة القادمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي مستعرضاً وظائف التطبيق الاستثنائية والتي تمثلت في الكتابة المتعمقة الذكية وصناعة المحتوى، ومحاكاة دقيقة للصور والتأثيرات البصرية، والبرمجة بكفاءة عالية وتحليل البيانات، والمساعدة في حل المشكلات والتشخيص الطبي، والإجابة عن التساؤلات بمختلف أنواعها.
واستعرض التقرير أبرز التبعات المستقبلية المتوقعة لبرنامج الذكاء الاصطناعي الجديد “Chat GPT”؛ والتي تمثلت في التعاطي مع الذكاء الاصطناعي لإحداث تحولات جوهرية في البحث العلمي وإنتاج المعرفة، وخروج شركات تكنولوجية كبرى من معادلة التنافس.
و تناول تقرير “إنترريجونال” أبرز التحديات الأخلاقية التي تواجهها البشرية بفعل التطور الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي على غرار برنامج “ChatGPT” وفي مقدمتها؛ هيمنة خدمات الذكاء الاصطناعي، وتعميق الفجوة في جغرافيا الاتصال بالإنترنت في العالم، وصعوبة الوصول إلى الحقائق نتيجة “التزييف العميق”، وتقديم معلومات مغلوطة تهدد البحث العلمي البشري.
وتمّ إصدار برنامج الذّكاء الاصطناعي “ChatGPT” مؤخراً بغرض محاكاة الدّردشة ويوفر البرنامج العديد من المميّزات، منها: الاستجابة السريعة وفهم فحوى وسياق الرّسائل والرّد عليها ومحاكاة المحادثات والكلام بين البشر والتعلّم العميق في إنشاء النّصوص.
و يعد ChatGPT من البرامج المتاحة للمستخدمين بشكلٍ مجّاني، حيثُ أنّه قيد التّطوير والتّجريب. ويمكن للأفراد استخدام النّصوص والأفكار التّي تمّ إنشاؤها بواسطة هذا البرنامج الذّكي لأغراض تجارية.
جدير بالذكر أن “إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية” شركة استشارات عامة متعددة المهام، تم تأسيسها في 20 يناير 2021، بأبو ظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، تضم مركز دراسات، يعمل على متابعة وتحليل التطورات الجارية ذات الطابع الاستراتيجي، من خلال نشاطات أكاديمية، كالمراصد الإعلامية، والتحليلات السياسية، والدوريات المتخصصة، والمواقع الإلكترونية، وحلقات النقاش.
وتتفاعل المؤسسة مع أنشطة “المجال العام” في أقاليم العالم ذات التأثير على المنطقة، بهدف تقديم رؤية متوازنة حول واقع الشرق الأوسط، وتوجهات الدول العربية الرئيسية، خاصة الخليجية، “عبر الأقاليم”. كما تعمل على دعم عملية تشكيل السياسات وصنع القرار، في المؤسسات العامة والخاصة، داخل الدولة، وخارج الدولة، في إطار القواعد الحاكمة لعمل شركات المناطق الحرة.