عقدت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اجتماعا مع مجموعة العلماء المصريين بأمريكا وكندا، المشاركين في النسخة التاسعة والأربعين للمؤتمر الدولي السنوي لجمعية العلماء المصريين الأمريكيين، المقام بجامعة عين شمس، خلال الفترة من 27 إلى 29 ديسمبر الجاري، تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وحضر اللقاء الدكتور محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس.
من جانبها، رحب السفيرة بالعلماء المصريين، مشيرة إلى أن العلم هو قاطرة تقدم أية حضارة، معربة عن فخرها بوجودها وسط كوكبة من خيرة علمائنا المصريين بالخارج، الذين شرفوا مصر دوما في البلدان التي يعيشون فيها، وكانت لهم بصمة واضحة في مختلف المجالات العلمية المهمة، ولهم الفضل في عديد الإنجازات العلمية التي وصل لها العالم، ما يدعونا للفخر بهم، والعمل بجد لربطهم بوطنهم مصر للاستفادة من تلك الخبرات العميقة التي لديهم.
وأكدت وزيرة الهجرة حرصها على عقد اجتماع بالعلماء المصريين المشاركين بالمؤتمر، على هامش مشاركتهم، للاستماع إلى أفكارهم وتوصياتهم كلٌّ في مجاله، والعمل على نقلها للجهات المصرية المختصة، للاستفادة من رؤاهم المختلفة في عمليات التنمية التي تقوم عليها الدولة المصرية في هذه المرحلة.
من جانبه أعرب الدكتور أشرف الأنصاري الأستاذ الزائر بجامعة نورث كارولينا في أمريكا، عن رغبته وكثير من الخبراء المصريين في العودة إلى مصر، للإسهام في التجربة العلمية والاستثمارية التي تستهدفها الدولة في المرحلة الحالة، وقدم مقترحا بطرح إحدى شركات الدولة للاستثمار من جانب مجموعة مصريين لديهم خبرات في هذا المجال، لشرائها وإدارتها بشكل مستقل، بهدف جعلها نموذجا يمكن الاقتداء به في عمليات إدارة الشركات التي تواجه تحديات للاستمرار في أداء عملها، كما دعا لإنشاء صندوق استثماري لصغار المستثمرين المصريين بالخارج حتي يتمكنوا من الاستثمار في السوق المصري.
وفي هذا الصدد، أشارت وزيرة الهجرة، إلى جهودها منذ توليها حقيبة الوزارة، وتلبية لرغبة مواطنينا بالخارج، في العمل على إنشاء شركة استثمارية للمصريين بالخارج، مؤكدة ترحيب رئيس مجلس الوزراء، وتكليفه بالتنسيق مع مختلف الجهات، وعليه اجتمعت وزيرة الهجرة بوزراء: الاستثمار والمالية والتجارة والصناعة وقطاع الأعمال والزراعة، وكذلك لقاءات رئيس الهيئة العامة للاستثمار وهيئة الرقابة المالية والبورصة المصرية، لتنسيق الجهود بين الجهات المختصة، بهدف صياغة مجالات عمل الشركة وشكلها القانوني، وفقا للقوانين المنظمة لذلك، حيث تصدر الاستثمار العقاري بجانب مشروعات الإنتاج السمكي والزراعي رغبات الجاليات المصرية في عدد من الدول.
وتابعت وزيرة الهجرة أنه جار الانتهاء من كافة الإجراءات المطلوبة، ما يعكس اهتمامها البالغ بهذا الملف، كما دعت الدكتور أشرف الأنصاري كونه خبيراً اقتصادياً، للانضمام إلى مجموعة العمل المشكلة من المصريين بالخارج، للاستفادة من خبراتهم وتوصياتهم الخاصة بالشركة.
وأشار الدكتور أيمن الباز رئيس قسم الهندسة في جامعة هانوفر في ألمانيا، إلى التحديات التي يواجهها الخريجون مع سوق العمل نتيجة عدم مواكبة المعامل البحثية لتطورات سوق العمل المطلوبة، مؤكداً احتياجنا لتطوير المعامل البحثية واستمرارية تحديثها، والسعي في اشراك رجال الأعمال لدعم هذا التطوير، حيث سيضع تطوير البحث العملي مصر على الطريق السليم.
وهو ما أكدت عليه وزيرة الهجرة، قائلة إننا ندرك أهمية البحث العلمي، ونحتاج لدعوة جميع الأطراف المعنية في هذا المجال، بجانب علمائنا بالخارج، لبحث سبل دعم تمويل البحث العلمي في مصر، وطلبت من الدكتور أيمن الباز تقديم ملف يشمل أفكاره بخصوص تمويل البحث العلمي، للعمل على تقديمه للجهات المعنية لدراسته واتخاذ الازم.
وعلق الدكتور محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس، بأن الدولة تدعم البحث العلمي وشهدت السنوات الماضية زيادة واضحة في الميزانيات المخصصة من الدولة، مشيرا إلى ما يحدث من تجارب ناجحة نسعى للمزيد منها، لإشراك المؤسسات الصناعية المصرية في دعم عمليات البحث العلمي، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني المعنية.
كما طلب الدكتور أحمد الصاوي الأستاذ بجامعة “ممفيس أمريكا”، دعوة المصريين بالخارج للتبرع للمؤسسات البحثية المصرية، وعمل صندوق لاستقبال تلك التبرعات، بجانب العمل على تسجيل صندوق “تحيا مصر” للبحث العلمي كمنظمة غير ربحية في أمريكا، على غرار مؤسسة 57357 لعلاج سرطان الأطفال، مؤكداً الاهتمام الكبير من المصريين بالخارج بهذا الموضوع ورغبتهم للإساهم فيه، كما طالب بفتح المجال للأساتذة بالخارج للعودة للتدريس في الجامعات المصرية.
وعلقت وزيرة الهجرة قائلة إننا نرحب باستقبال العلماء والخبراء المصريين بالخارج في جامعاتنا المصرية، ونسعى دائما لربطهم بوطنهم من خلال جامعاتهم في مصر، مضيفة أننا سنعمل على التواصل مع الجهات المختصة للتباحث حول تسجيل الصناديق الخاصة بدعم البحث العلمي في الدول الأجنبية، لفتح الباب أمام المصريين بالخارج لدعم هذا المجال الهام، كما أكدت جهودها لإنشاء قاعدة بيانات للعلماء المصريين بالخارج، وطلبت الوزيرة القائمة الكاملة المشاركة في المؤتمر لضمها لقائمة علماء مؤتمر مصر تستطيع والاستفادة من خبراتهم خلال المرحلة الحالية.
وأضاف الدكتور محمود المتيني أن الجامعة لديها 24 دكتورا زائرا، منهم 6 مصريين في طب الدمرداش، ما يؤكد رغبة الجامعات المصرية في الاستفادة من علمائنا بالخارج، داعيا كافة المشاركين في المؤتمر للاتفاق مع الجامعة والتدريس بها كزائرين، خلال فترة وجودهم في مصر، مشيرا أيضا إلى وجود صناديق لدعم البحث العلمي، مثل صندوق رعاية المبتكرين، وصندوق رعاية البحث العلمي، وتحتاج فقط لمزيد من الدعم والمساندة.
وقال الدكتور طارق سعداوي المتخصص في الأمن المعلوماتي، إن تكنولوجيا المعلومات أصبحت متداخلة في كل المجالات، حيث يعتبرها أهم عنصر في معادلة التنمية، خاصة في مجالات البرمجة والتي تمتلك قدرة على تحقيق التقدم والنمو، وانطلاقا من هذه الأهمية دعا لإطلاق برامج توعية لعامة الشعب بأهمية تعلم نظم المعلومات، والاهتمام بالتدريب المهني في تكنولوجيا المعلومات، بجانب إتاحة ادوات لتعلمها حتى تستفيد منها الاجيال المقبلة، وأشار إلى أحد المشروعات التي يعمل عليها في الوقت الحالي تحت مسمى E-physicare، حيث يستهدف خلق عملية ربط بين المريض والطبيب المعالج إلكترونيا من خلال تطبيق إلكتروني، ويمكن الاعتماد عليه للاستفادة والوصول لأطبائنا بالخارج.
وأشار الدكتور السيد بشبيشي المتخصص في الطاقة الحيوية، ورئيس الجمعية المصرية الكندية للمياه النظيفة، إلى أهمية العمل على الأجيال الشابة المهتمة بموضوعات الطاقة والمياه، مؤكدا أن تنظيم مصر لمؤتمر قمة المناخ يمثل خطوة مهمة لتحقيق هذا الهدف، موضحا أن لديه برنامجا خاصا يستهدف تدريب وتأهيل الشباب المهتم بهذا المجال، ويوفر لهم مستوى من الاحتكاك والخبرات.
وعليه طلبت السفيرة سها جندي نسخة من هذا البرنامج، لبدء التواصل بشأن هذه الأفكار، وبحث إمكانية التعاون بشأنها مع الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، وهو أحد خبرائنا بالخارج الذي تولي حقيبة وزارة الري والموارد المائية في مصر.