✍️ مي حسانين
(شاعرة وأديبة)
»» ……………..
قرأت في إحدى المواقع عن شخص لازم الإجتماع ببعض الصالحين في سهرات إسبوعية منتظمة كانت بمثابة سَرَابِيلَ تَقِيهم بأس الوحشة كي لا يأتيهم الشيطان فُرَادَىٰ فتدعوهم أنفسهم إلى معصية..
يتجاذبون أطراف الحديث فى نصاب ودي لطيف تجمعهم المحبة والألفة والقرابة والجيرة..
لا تخلو الجلسة من القليل من الطرافة والحماسة المفعمة بالمنافسة فِي آن مَعَا
كانت جلساتهم تعتنق البساطة وبأقل تكلفة ربما لا تتعدى الضيافة فيها الأسودين (التمرو الماء).
وتلك الجلسات يداولونها بين ديارهم فالدار التي لا تعرف الضيف مقبرة لساكنيها.
في أحد الزيارات قام المضيف بتقديم طبق ( فاخر) عالي التكلفة أثنى عليه الجميع وعلى الرغم من ظاهرية تلقائية وسلاسة الموقف إلا أنه كان بمثابة الكف التي فرطت عِقْد سَرْمَدِيَّة لقاءاتهم ..
بدأت منافسة خفية بين المضيفين .. تباينت النوايا فيها مابين المحبة وحسن الضيافة وصولاً إلى الإضطرار إلى أن وصل الإسبال حد الخُيَلاءِ !.
مجرد ” طبق” أصبح يؤرق مضاجعهم ويهتك ستر مالم يرغبوا أن يبدوا منهم من قصر ذات اليد ،فتقاسموا الإنسحاب أو جاروا فى القَسْمِ بالإنقطاع حتى تلاشت جلساتهم بلا رجعة!.
بطبيعة الحال.. تنفر النفس البشرية السوية من كل أنواع الإلزام خاصة إذا صاحبه إرتفاع التكلفة أو المقارنة، وتميل إلى البساطة واليسر فى كل أحوالها.
تتخفف من أحمالها ،فالبساطة سنة الإسلام فى كل شئ. يقول الله جل وعلا: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ).
والتكلف هو أن يتعاطى الإنسان ما فيه كُلفة ومشقة من دون حاجةٍ إلى ذلك، سواء كان قولًا أو فعلًا، ومن ذلك التَّكلف في كونه يتكلم بما لا يعلم: يُفتي بما لا يعلم، أو يمدح ما لا يعلم، أو يذمّ ما لا يعلم، كل هذا من التكلف، بل يكون كلامه على بصيرةٍ، ومدحه على بصيرةٍ، وذمّه على بصيرة.
نسأل الله أن يرزقنا البساطة والبصيرة حتى نلقاه على النحو الذي يرضاه سبحانه.