………»»
بقلم ✍️ د. داليا هلال “خبير سياحي”
شرفت بحضور الاحتفال الكبير بمناسبة عيد الآثريين المصريين الذى يوافق 14 يناير من كل عام بالمسرح الكبير فى دار الأوبرا المصريه، بصفتى خبير فندقى وسياحى ومن العاملين بهذا القطاع العريق الذى أتشرف بالعمل فيه منذ تخرجى وحتى الأن.
وتزامنا مع هذه المناسبة، وفى ضوء دعم القيادة السياسية غير المحدود لقطاعى الفنادق والسياحة، وكذلك تطبيقاً لإستراتيجية الجمهوريه المصريه الجديده ورؤية 2030، التى تهدف إلى النهوض بالقطاع الفندقى والسياحى، رأيت أن من واجبى تسليط الضوء على بعض حصاد القطاعات الفندقيه والسياحيه المصريه، وتوضيح ثمار نجاحها خلال عام 2022.
من خلال استعراض بسيط على سبيل المثال وليس الحصر، نجد أن القطاعين ” السياحي والفندقي” قد حققا الكثير من النجاحات وقدما اسهامات واضحة في البنيان الاقتصادي المصري، بما يتسق مع توجهات القيادة المصرية ضمن خطط التأصيل لفكر الجمهورية الجديدة.
ووفقا للبيانات والتقارير الصادرة من الجهات المختصة فقد تم الترويج والتنشيط السياحي للوجهات السياحيه المصرية المختلفه، من خلال إطلاق عدة حملات موجهه للأسواق الأوربية والأمريكيه والعربيه على منصات التواصل الإجتماعى.
وتم تصنيف الحملة الترويجية Follow the Sun على أنها أفضل إعلان سياحي عن شهر مايو 2022 في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
فيما جرى شراء مساحات إعلانية بغرض التسويق للمقصد السياحى المصري في الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى مشاركة وزارة الثقافة في عدد من الفعاليات بالمناطق الأثرية، مثل إحتفالية تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى بمعبد أبو سمبل في شهر فبراير 2022.
كما قامت الجهات المعنية برعاية وإستضافة العديد من البطولات الرياضية والمهرجانات والفاعليات المحلية والدولية، ومنها ماراثون الأقصر الدولى للجرى، ومهرجان الطبول الدولى للإنشاد والموسيقية الروحية، ومسابقة ملكة جمال العالم للسياحة والبيئة، ومهرجان مراقبه الطيور ومشاهده النجوم ببورسعيد، والملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة “أولادنا”، والمعرض الدولي لتجهيزات الفنادق والمنشآت السياحية HACE، وكذلك إحتفال بيت أزياء ستيفانو ريتشي الإيطالي باليوبيل الذهبي له بمعبد حتشبسوت بالأقصر.
كما تمت المشاركه في تنظيم حفلات الزفاف المشهورة عالمياً بضخامة عائدتها الإقتصادية، وذلك بهدف الترويج لسياحة حفلات الزفاف بمصر وتنويع الأنماط السياحية المختلفة وجذب مختلف الشرائح من السائحين.
فيما تم تنظيم الفعاليات والأحداث الداخلية والخارجيه من خلال مجموعة من الأنشطة مثل،إقامة فعالية بمناسبة مرور 200 سنة على نشأة علم المصريات في المتحف المصري بالتحرير فى سبتمبر الماضى، وفعالية بمناسبة مرور 100 سنة على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في معبد لكرنك بالأقصر فى نوفمبر 2022.
وقامت الجهات المعنية أيضا بالمشاركة كداعم رئيسي لمباراة “من أجل السلام” (Match for Peace) فى نسختها الثالثة بالإستاد الأوليمبي في روما، وذلك تحت رعاية وحضور قداسة بابا الفاتيكان فى نوفمبر 2022 كما جرى تنظيم محاضرة للترويج السياحى لمصر في الأكاديمية المصرية للفنون بروما فى فى يونيو 2022، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات جماهيريه للترويج للسياحة المصرية في برلين وميونخ فى يوليو 2022.
وفي إطار أنشطة الترويج للمنتج السياحي المصري تمت المشاركة في العديد من البورصات السياحية العالمية والمعارض الدولية والإقليمية مثل، بورصة لندن السياحية بالمملكة المتحده ، بورصة برلين السياحية بألمانيا ، بورصة مدريد السياحية بإسبانيا ، بورصة ميلانو السياحية بإيطاليا ، سوق السفر العربي في دبى.
كما تمت المشاركة الفعالة بمعرضي Leisure وMITT في موسكو ، معرض Top Resa في باريس ، معرض TTG Rimini في إيطاليا ، معرض IMEX الدولي المتخصص في سياحة الحوافز والمؤتمرات بألمانيا وIMEX America بمدينة لاس فيجاس ، معرض Dubai Expo 2020 وتم عرض قطعة أثرية، ومجموعة من المستنسخات لقطع أثرية والمواد والأفلام الترويجية الدعائيه.
كما نفذت الجهات المعنية أيضا عدة إجراءات وأنشطة لتعزيز الجهود الترويجية مثل، التعاقد مع إحدى الشركات الدولية المتخصصة ” Twenty31 “، لإعداد إستراتيجية للترويج لمدينة سانت كاترين فى أغسطس 2022، وإنتاج مجموعة من الأفلام الترويجية والتوثيقية منها فيلم توثيقي لأعمال إعادة الألوان لمعابد الأقصر والكرنك وإسنا ودندرة وفيلم عن سانت كاترين (أرض التجلى).
وضمن تنفيذ خطط التعاون السياحى الدولي والإقليمي تم توقيع عدد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم: برنامج تنفيذي في مجال السياحة بين مصر وسلطنة عمان فى يناير 2022، بالإضافة الى مذكرة التفاهم الإطارية لمشروع تحويل المتاحف ومواقع التراث العالمي المصري إلى الأخضر واستخدام الطاقة الشمسية بين المجلس الأعلى للآثار وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فى نوفمبر 2022.
– اجتماع الدورة 25 للمجلس الوزراي العربي للسياحة فى ديسمبر 2022.
فيما تم تنظيم مؤتمر “الوعي السياحي وتأهيل العنصر البشري نحو مجتمع سياحي مستدام” فى مارس 2022.
وعلى صعيد التدريب ورفع كفاءة العنصر البشرى فى القطاع السياحى، قمت الجهات المعنية بتدريب حوالي 29100 من العاملين بالقطاع السياحى في صحة وسلامة الغذاء، التفتيش على جودة الخدمات، والأغذية والمشروبات، والتوعية البيئية، والإشراف الداخلي، والمكاتب الأمامية بالفنادق، وإدارة الأزمات، والاستثمار الأمثل للموارد للتعافي من الأزمات، وإدارة المواقع التراثية، والسياحة المستدامة، واتجاهات التسويق الحديثة.
وفي إطار خطط رفع الوعي السياحي، تم إطلاق وتنظيم أكثر من 54 مبادرة وبرنامج توعوي لما يزيد عن 2024 مواطن لمختلف شرائح المجتمع المصري من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، والشباب، والأيتام، والسيدات، وقادرون بإختلاف، وأصحاب الحرف التراثية، وغيرهم وشملت على سبيل المثال: تنظيم مبادرة “أنت تسأل وعالم الآثار يجيب” لطلاب المدارس، وتنظيم مجموعة من الزيارات لعدد من المواقع الأثرية والمتاحف، وتنفيذ ورشة رسوم متحركة للاطفال وانتاج فيلم صغير “الملك توت” ترجم لعدة لغات ولغة اشاره، كما تم تنظيم عدد من المحاضرات السياحيه Onlineوندوات ومبادرات توعية بمختلف محافظات الجمهورية للتعريف على أهمية السياحة كأحد مصادر الدخل القومى ، وكيفية التعامل مع السائح ، مقومات السياحة في مصر.
– فيما جرى تنظيم رحلات تنشيطية بالتنسيق مع الإدارات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدنى فى المحافظات المختلفة، وإنتاج ونشر فيلم توعوى “سفير السياحة” بالتعاون مع مؤسسة نهضة مصر للنشر.
وقد حظيت الجهود السياحية المصرية الملحوظة بعدد كبير من الإشادات الدولية، وتحت عنوان “أفضل عشر دول تمتلك أروع أماكن سياحية”، اختار موقع The Travel ، المقصد السياحي المصرى ضمن قائمة أفضل المقاصد السياحية للزيارة والتي تتمتع بعدد كبير من مناطق الجذب السياحي يمكن الاستمتاع بها.
-كما صنفت صحيفة “Daily Telegraph” مصر الوجهة الثانية الأكثر شعبية فى بريطانبا، فيما اختار موقع السفر “Tripadvisor” مدينة الغردقة ضمن أفضل 10 مقاصد سياحية لزيارتها خلال العام الجاري، ومدينة القاهرة ضمن أهـم 10 وجهات استطاعت تحقيق أكبر زيادة سنوية.
وتحت عنوان “مصر الساحرة 10 أماكن لا يجب أن تفوتك” نشر موقع Alma TV Travel الإيطالي تقرير إخباري مصور يصف مصر بأنها من أروع بلدان العالم، لما تمتلكه من مواقع أثرية فريدة ومتنوعة تعود لمختلف العصور التاريخية وصحراء وواحات طبيعية رائعة وشواطئ مشمسة ومياة صافية غنيه بالشعاب المرجانية، مع توصيه السياح بزيارة 10 أماكن خلال رحلتهم بمصر.
وعلى نفس الصعيد أشار موقع Tourism Trend البريطاني السياحى إلى حصول مصر على المرتبة الثانية لممارسة رياضة السنوركلينج والغوص والأنشطة البحرية وذلك بهدف جذب السائحين المحبين للرياضات المائية والبحرية.
وقد انتجت الجهود المصرية موجة من الزيارات المهمة، حيث توجه وفد أثري من الوزارة برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ومساعد الوزير لشئون مكتب الوزير إلى باريس، وذلك لتفقد تجهيزات قاعة العرض المخصصة لمعرض”رمسيس وذهب الفراعنة “ الذي سيتم افتتاحه بها في أبريل 2023 وسيستمر لمدة 6 أشهر، وذلك للتأكد من خروجه بالشكل اللائق كعاداتنا. كما زار رئيس أركان الجيش القبرصي المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وقام بجوله لمبنى الإستقبال والمنطقة المطلة على بحيرة عين الصيرة والمسرح المكشوف، والقاعات الموجوده بالمتحف.
وعلى صعيد الإكتشافات الآثريه تم الكشف عن مبنى جنائزي ضخم من العصرين البطلمي والروماني فى الفيوم، كما تم الكشف عن مجموعة من المقابر بتل آثار الدير بمدينة دمياط الجديدة تعود إلى العصر المتأخر.
وفي إطار دعم جهود العاملين بالفنادق والمحال السياحية تم توجيه الشكر للعاملين على مجهوداتهم التى بذلت في إعداد مؤتمر قمة المناخ ” COP 27″ الذي إنعقد بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022، والذى أثمر عنه صورة إيجابية ومشرفة عن القطاع الفندقي المصري. كما قامت الإدارة العامة للرقابة والتفتيش على الفنادق بالمرور على 248 فندق بمحافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء لإعادة تقييم الفنادق على مستوى الجمهورية وفقاً لمعايير التصنيف الجديدة Hospitality Criteria (HC)، بهدف الوصول لتصنيف عالمي، حيث تم تحويل القطاع السياحي المصري إلى قطاع أخضر صديق للبيئة ومستدام تماشياً مع أهداف إستراتيجية التنمية المستدامة للوزارة 2030. فيما جرى إفتتاح 431 منشأه فندقيه وسياحيه وإنشاء 24 منشأة فندقية ساهمت في توفير 4532 فرصة عمل جديدة، و165 مطعم سياحي و12 شركة إدارة فندقية جديدة و 10 مراكز غوص و15 مركز أنشطة بحرية و23 يخت سفاري ومركز سفاري جبلي و181 بازار سياحي على مستوى الجمهوريه.
ونستخلص مما سبق أن عام 2022، كان حقاً عاماً ملئ بالأحداث السياحه الهامه، الذي يوجب الشكر والتحيه والتقدير لكافة المسئولين والعاملين بقطاعات الفنادق والسياحه والآثار، لما بذلوه من مجهود خارق لتحقيق هذا النجاح على المستوى الدولى والمحلى خلال عام 2022 ، ومن ثم دخول مصر في ظل الجمهوريه الجديده الى السوق السياحى العالمى ، نظراً لما تتمتع به من تنوع كبير في المقاصد والوجهات السياحية المختلفه.