يتحدث الدكتور محمد يوسف المملوك ،موجه شئون القرءان الكريم ،و الباحث في الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم ،عن فضائل شهر رجب ،قائلا :إِنَّ مِنْ حِكْمَةِ اللَّهِ -تَعَالَى- وَرَحْمَتِهِ أَنْ جَعَلَ شَهْرَ رجب من الأشْهُرِ الحُرُمِ التي تُتَجَنَّبُ فِيها الذُّنُوبُ؛ ولِيَكُونَ شهر رجب وَشَهْرُ شَعْبَانَ تَّمْهِيد وَمُقَدِّمَة لِشَهْرِ رَمَضَانَ، وَمَا أَجْمَلَ قَوْلَ مَنْ قَالَ: “رَجَبٌ شَهْرُ الْبَذْرِ، وَشَعْبَانُ شَهْرُ السَّقْيِ، وَرَمَضَانُ شَهْرُ الْحَصَادِ”، فَحَرِيٌّ بِمَنْ فِي رَجَبٍ أَنْ يُحْسِنَ فِي شَعْبَانَ، وَجَدِيرٌ بِمَنِ اغْتَنَمَهُمَا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُوَفَّقِينَ الْمُعْتَقِينَ فِي رَمَضَانَ.
وشهر رجب من الأشهر الحرم، وسمي شهر رجب بهذا الاسم حيث إن كلمة رجب تعني الرجوب ومعناها التعظيم ،وقد قال الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) سورة التوبة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شهر رجب وفضله كما جاء في الصحيحين عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال (الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ….)
ويؤكد الباحث الإسلامي أن تعظيم شهر رجب، يكون بكثرة التقرب إلى الله بالعبادات الصالحة ومنها الصلاة والصيام، والصدقة، والعمرة، والذكر وغيرها، وأن العمل الصالح في شهر رجب له ثوابه العظيم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى هلال رجب دعا الله قائلا: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا شهر رمضان»رواه الطبراني.
وعلى كل مسلم أن يغتنم الفرصة في شهر رجب ،وهذا يكون بما يلي:
١- الصيام والصلاة وقراءة القرآن والذكر.
٢- ترك الظلم خاصة في شهر رجب وباقي الأشهر الحرم لقوله تعالى (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) أي في هذه الأشهر الحرم. وشهر رجب واحد منها والضمير في الآية عائد إلى هذه الأربعة الأشهر على ما قرره إمام المفسرين ابن جرير الطبري – رحمه الله –
فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديرا لما لها من حرمة، ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس في الأشهر الحرم، وظلم النفس يشمل المعاص وهو حرام في جميع الشهور وخاصة في الأشهر الحرم وشهر رجب منها.
٣- الإكثار من إخراج الصدقات.
وهذا عمل طيب في كل الأوقات ويكون أفضل في الأيام المباركة.
فاللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا شهر رمضان، وأعنا على الصيام والقيام وحفظ اللسان، وغض البصر