تحقيق المستهدف بواقع 12 ألف طن يوميًا
صيانة شاملة لكل العنابر والمعدات .. تدريب العنصر البشري .. وتحديث مستمر للبنية التحتية
الشتلات توفر المياه والأسمدة .. وتعطي إنتاجية للفدان تصل إلى 70 طنا
كلية تكنولوجيا صناعة السكر بأسيوط .. الأولى على مستوى الشرق الأوسط
كتب – عبدالرحمن أبوزكير :
أكد الكيميائي حسن جابر محمد عثمان، رئيس قطاعات مصانع سكر قوص، بمحافظة قنا، في تصريحات خاصة لـ “المساء” على انتظام عملية التوريد، مثمنًا قرار القيادة السياسية بزيادة سعر توريد الطن قبل بدء الموسم، الأمر الذي أدى إلى تحقيق المستهدف اليومي، وما تبع ذلك من خفض التكلفة وزيادة الإنتاج.
وأوضح أن مصنع سكر قوص، كان قد أنهى كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال موسم عصير عام 2023، سواء كان داخل المصنع أو خارجه، فقد تم داخليًا الاستعداد جيدًا عن طريق عمل صيانة شاملة لكل عنابر وأقسام المصنع صيانة دقيقة مع المراجعة والمتابعة اليومية لكل ما تم لضمان انطلاق الموسم دون أي معوقات، كما تم خارج المصنع صيانة خطوط الديكوفيل وتغيير التالف منها بمعرفة الإدارة الهندسية وتسيير القطارات عدة مرات للتأكد من سلامة الطريق لنقل المحصول، كما تم التأكد من سلامة جميع الطرق الخاصة بنقل القصب عن طريق الجرارات بالتعاون مع الوحدات المحلية.
وأشار إلى أن نقل المحصول يتم من خلال خطوط الديكوفيل، أو الجرارات، وفي حالة استخدام الديكوفيل يتم نقل المحصول مجانًا دون تحميل المزارع أي أعباء، وفي حالة استخدام الجرارات فإن الشركة تتحمل جزء من تكلفة النقل لكل طن قصب “الناولون” بشرط أن يبعد المحصول عن خطوط الديكوفيل مسافة لا تقل عن 3 كيلو متر.
وأكد في سياق تصريحات لـ “المساء” إلى أن مزارع القصب شريك أساسي في كل العمليات التي تجري داخل المصنع، وعلاقته وثيقة بالشركة فهو جزء أساسي منها، حيث تبدأ العلاقة من داخل الحقل مع عمليات الارشاد واختيار الصنف ومقاومة الأمراض وهى مسئولية المصنع مع الجهات الأخرى، وصولًا إلى مرحلة نقل القصب، لافتًا أنه من المتوقع أن يستقبل المصنع هذا العام مليون و ٣٠٠ ألف طن من قصب السكر، ستنتج ١٤٥ ألف طن سكر تقريبًا.
وثمن الكيميائي حسن جابر رئيس قطاعات شركة السكر بقوص، قرار القيادة السياسية، برفع سعر توريد طن القصب، مشيرًا إلى أن هذا السعر كان مفاجأة للجميع ولم يكن أحد يتوقع أن تصل الزيادة إلى 1100 جنيه، ولكن أن يقفز السعر من 810 إلى 1100 بزيادة 290 جنيه لكل طن وبنسبة 36 % حقق سعادة غامرة لدى المزارعين والعاملين بمصنع السكر على حد سواء، مؤكدًا أن ذلك كان له أثر ايجابي خاصة مع اعلان الزيادة قبل بدء الموسم بعكس ما كان يحدث من قبل، فقد حققنا خلال الموسم الجاري المستهدف اليومي بواقع 12 ألف طن يوميًا، الأمر الذي ساعد على تحقيق الاستقرار في العمليات الصناعية وتشغيل المصنع بكامل طاقته، وما يترتب عليه من تحقيق الأرقام النمطية في الوقود وفى الانتاج وغيرها من العمليات دون خسائر.
وأكد أن هناك اهتمام كبير بالعاملين داخل المصنع، من حيث السلامة والصحة المهنية، عن طريق توفير الزي المناسب وأدوات الوقاية بإشراف إدارة السلامة والصحة المهنية بالمصنع، كما أن المصنع صديق للبيئة حيث يستخدم الغاز الطبيعي، ويتم توجيه المصاص إلى مصنع الورق كمنتج ثانوي يتم بيعه، حيث أن مكونات الورق منها 76 % لب كيماوي من المصاص، و 24 خشب مستورد، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الصناعات الأخرى التي تقوم على القصب، حيث نجد المولاس الذي تقوم عليه صناعة الخميرة والكحول والخل وحمض الخليك الثلجي والبيوتانول والخميرة الجافة وخميرة الخبز وكثير من المنتجات الأخرى، كما أن طينة المرشحات تستخدم كسماد عضوي.
وقال الكيمائي حسن جابر، رئيس قطاعات مصنع سكر قوص، إن المصنع يحفز المزارعين على زراعة القصب عن طريق الشتلات، حيث أن هذه التجربة التي تم تنفيذها في عدة حقول بقرية العليقات داخل مركز قوص حققت نتائج مذهلة، النظر إلى ما تحققه زراعة القصب بالشتل من فوائد تعود على الفلاح وعلى الدولة، منها إنتاج عالٍ وبتكاليف أقل حيث أن انتاجية الفدان تصل إلى 70 طن، بعكس الزراعة التقليدية، إضافة إلى توفير توفر كميات الأسمدة والمياه ، حيث يتم زراعة الشتلات بمسافات متباعدة تسمح بري وتسميد الزراعة الشتلات فقط مما يساهم في ترشيد استخدام المياه بما لا يقل عن 35% مقارنة بالزراعة التقليدية، كما ترفع كفاءة استخدام الأسمدة وعدم إهدارها بنسبة تصل إلى 30%، فضلًا عن خفض تكاليف الزراعة، مشيرًا إلى أن الشتلة الواحدة تنتج حولها فيما بعد ما لا يقل عن 15 شتلة أخرى، لافتًا أن المزارع يحصل على الشتلات بعمر شهرين لزراعتها جاهزة وقد نجحت شركة السكر بقوص في توزيع أكثر من مليون ونصف شتلة على المزارعين، وهناك توعية مستمرة للمزارعين بأهمية التحول من الزراعة التقليدية للقصب إلى الزراعة بنظام الشتلات.
وأشار إلى أن الدولة تولى صناعة السكر اهتماما كبيرا، فبجانب السعى إلى التحول من نظام الزراعة التقليدية الى الزراعة بالشتلات، ودعم المزارعين بشكل دائم وتلبية رغبتهم في زيادة سعر الطن، فقد قامت الدولة بإنشاء كلية تكنولوجيا صناعة السكر والصناعات التكاملية بجامعة أسيوط، وهى الأولى من نوعها في ذلك التخصص على مستوى مختلف جامعات مصر والشرق الأوسط، بعد أن كانت في الماضي معهد للبحوث والدراسات الخاصة بصناعة السكر، وتهدف الكلية لتخريج طلاب لديهم خبرة ومهارات مهنية في مجال تطوير صناعة السكر والصناعات المرتبطة به، وتلبية متطلبات واحتياجات صناعاته بكل كفاءة، وهى خطوة مهمة تضاف إلى اهتمام الدولة بصناعة السكر.
وحول شكاوى المزارعين من ضعف الأوزان، قال رئيس قطاعات مصنع سكر قوص، إن الموازين داخل المصنع تخضع لهيئة الموازين المصرية ويتم دمغها مع بداية الموسم، ولا يستطيع أي أحد أن يتلاعب في الأوزان على الإطلاق، وأقول للإخوة المزارعين “أي مزارع عايز يجي يوقف علي الميزان يشرفنا في أي وقت ويشرف علي الموازين بنفسه” ، مضيفًا من يشكك في الموازين يذهب بأي سيارة أو جرار إلى أي ميزان خارج المصنع، ثم يأتي إلينا ليزن المركبة داخل المصنع، ليشاهد بنفسه أن الميزان سيكون موحد ولن يجد أي اختلاف على الإطلاق، ونحن حريصون تمامًا على مصلحة المزارعين لأنهم – كما ذكرت – هم شركاء معنا في كل مراحل العمل بالمصنع.
وأكد الكيميائي حسن جابر محمد عثمان، رئيس قطاعات مصنع سكر قوص، أن هناك تطوير مستمر للعنصر البشري داخل مصنع سكر قوص الذي أنشئ في عام 1968 وهناك تحديث مستمر للمصنع، حيث يتم عمل دورات تدريبية مكثفة لرفع كفاءة العاملين واكسابهم المهارات اللازمة، حيث لدينا مركز تدريب وبحوث على أعلى مستوى، بجانب تحديث البنية التحتية للمصنع وخطوط العصارات، كما تم خلال العام الماضي تحديث عدد 4 مراحل بخارية، وكذلك تحديث وحدات الطاقة والتبخير، وكل ذلك من أجل الحفاظ على هذه القلعة الصناعية العملاقة.