في ظل اهتمام الدولة بربط المصريين بالخارج بالوطن الأم مصر، حضر مجموعة من الشباب القبطي من أستراليا، كندا والولايات المتحدة الأمريكية في “برنامج أخدم لكي تتعلم” المنفذ من هيئة كوبتك أورفانز وذلك لخدمة الأطفال بقنا.
ويهدف برنامج “أخدم لكي تتعلم- Serve to Learn” إلى تشجيع الشباب القبطي من الجيل الثاني للأسر المهاجرة وحثهم للسفر في رحلة خدمية إلى مصر، حيث يقضي الشباب فترة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في إحدى قرى الصعيد لتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية وأيضاً ليختبروا الحياة المصرية الأصلية ومعايشة العادات الاجتماعية وزيارة الأماكن المقدسة في المنطقة.
ويشمل البرنامج مقابلة الشباب مع الأطفال والأهالي المشاركة في برامج هيئة كوبتك أورفانز وذلك من خلال القيام بأنشطة تعليمية وجماعية تساعد الأطفال على ممارسة اللغة الانجليزية في الحياة اليومية كما تعمل على التقريب بين المشتركين وتكوين صور طبيعية عن المجتمع المصري.
وفي هذا الصدد قالت د. نيفين معوض من فريق برنامج أخدم لكي تتعلم: “يأتي الشباب إلى رحلاتنا الخدمية وفي مخيلتهم أنهم قادمون إلى أماكن مقفرة وخالية من الحياة، بينما بعد مجيئهم واشتراكهم في الأنشطة مع الأطفال يتأثرون بطبيعة مجتمعنا المصري وخاصة بكرم الضيافة والمحبة التي يتلقونها من كل الناس في المجتمع”.
وعن رحلة المتطوعين في برنامج “أخدم لكي تتعلم” فقد حظيت هذا العام بفرصة العمل في المجتمعات والجمعيات الأهلية المحلية والالتقاء بالأسر المسيحية والمسلمة وزيارة الأماكن المقدسة والتاريخية في المنطقة مما ترك أثر عميق في نفوس المتطوعين عن صورة المجتمع المصري بعيداً عن الصور غير المكتملة التي تروجها الصحف العالمية والأخبارية. وعلى نحو آخر تعمل رحلات برنامج “أخدم لكي تتعلم” على تعميق الجذور المصرية في نفوس الشباب المهاجر وتعميق انتمائهم إلى مصر. فالعديد من الشباب يكررون زياراتهم إلى مصر على فترات أقرب من قبل بعد مجيئهم في رحلات برنامج “أخدم لكي تتعلم.”
و في هذا الإطار تقول “مارينا” من كندا “كنت أعتقد أن سكان الصعيد غير متعلمين ويحيون حياة متواضعة ولكن تفاجأت بأنني تعاملت مع أشخاص على مستوى عالي من الثقافة ولهم طموح مثل سكان القاهرة وأي مكان آخر. كما إني أول مرة أزور الأماكن التاريخية والأثرية التي عرفتني عن تاريخي وتاريخ أجدادي”.
يُذكر أنه على مدار حوالي 20 عاماً نجح برنامج “أخدم لكي تتعلم” في جذب أكثر من 15,000 من الشباب الذين ولدوا في بلاد الخارج أو هاجروا في سن صغيرة على القدوم للخدمة والتطوع في مصر منهم من لم يقم بزيارة مصر إطلاقاً قبل الرحلة، ومنهم من اقتصرت رحلاتهم على السياحة الترفيهية فقط. ولكن البرامج التي تنفذها كوبتك أورفانز لربط المصريين بالخارج تُعد فرصة جديدة لتشجيع المهاجرين على الارتباط بمصر وتقديم الخبرات المعرفية والمهنية والمادية لبناء المجتمع وتقديم صورة مصر إلى العالم الخارجي.
وقد أفادت “فيرينا” إحدى المتطوعات من أستراليا: “هذه أول مرة أزور مصر ولم أكن أتخيل أن الناس تعامل بعض بمحبة مثلما رأيت. فالعلاقات بين المسيحيين والمسلمين تتسم بالمسالمة والمحبة. أود لو أعيش في مصر ولا أعود إلى أستراليا”.
وفي مبادرة متميزة، أشترك متطوعي “برنامج أخدم لكي تتعلم” مع الأخوات الكبريات في مشروع “ابنتي الغالية” في تعليم وبناء الفتيات الصغيرات في المشروع واللاتي يُلقبن بـ “الأخوات الصغريات” وذلك لتقديم أنشطة متنوعة تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي.
يُذكر أن مشروع “ابنتي الغالية” يعمل على تقوية الفتيات المعرضات لخطر التسرب من التعليم في القرى والمناطق المحرومة من الخدمات العامة وذلك بالعمل على أربعة محاور وهي رفع التحصيل الدراسي للفتيات، وتحسن تكوينهن النفسي، وتعميق قيم التعايش السلمي وقبول الآخر وتنمية قدراتهن القيادية. ومن خلال نموذج الأخت الكبرى-الأخت الصغرى يجمع المشروع بين الفتيات من المسيحيين والمسلمين في مساحة آمنة للتعبير عن ذواتهن وبناء العلاقات الإنسانية بينهن. وكان التقاء المتطوعين من الشباب بالخارج مع الأخوات الكبريات والصغريات في مشروع “ابنتي الغالية” عاملاً هاماً في تقريب صورة الحياة اليومية للمجتمع المصري إلى أذهان الشباب والتأثر بها.
يُذكر أن كوبتك أورفانز هيئة تنموية دولية مسجلة في وزارة التضامن الاجتماعي المصري وتنفذ برامجها ومشروعاتها وذلك بالعمل مع مجموعة كبيرة من المتطوعين والشركاء المحليين في كافة القرى المصرية.
تعمل برامج ومشروعات كوبتك أورفانز على تمكين الأطفال بالتعليم ليصبحوا صناع التغيير في مجتمعاتهم، فمنذ عام 1988، غيرت كوبتك أورفانز حياة أكثر من 75,000 طفل في مصر.