كل فن بيشبه زمنه..وكل زمن حلو.. ناسه بتبقى حلوة وتطلع فن حلو.. ولكل قاعدة استثناء طبعا.. حتى لاندخل فى جدل بيزنطى أنا وحضرتك..وخلى بالك الفن الحلو فى الزمن إللى مش حلو.. عمر سوقه مايبقى حلو.
وفى تاريخ الأغنية المصرية ، فترة الخمسينيات والستينيات تحديدا، كان عندنا شعراء عتاولة ومن العيار التقيل..خد عندك وبدون ترتيب: بيرم التونسى، مرسي جميل عزيز، فتحى قورة، أحمد رامي،عبدالفتاح مصطفى، حسين السيد ،عبدالوهاب محمد ، صلاح جاهين، الأبنودى، سيد حجاب، مجدى نجيب،وأكيد نسيت أسماء تانية.. وجل من لايسهو.. كمل أنت معايا ربنا يستر أصلك.
من بين هؤلاء شاعر داهية هو حسين السيد.. إللى كتب مئات الأغانى الجميلة ..العاطفية والاجتماعية والوطنية ،منها على سبيل المثال لاالحصر: ست الحبايب، وياغالى عليا ياحبيبى يااخويا، وارحمنى وطمنى، والحب جميل، وصوت الجماهير، ودقت ساعة العمل الثورى، وأبجد هوز، وإللي يقدر على قلبى،وماما زمانها جاية، وساكن قصادى، وساعة مابشوفك جنبى، وإلا أنت، ويامسافر وحدك، ولأمش أنا إللى ابكى، وفين طريقك فين، وارحمنى وطمنى، وقالت لى بكره، وغيرها وغيرها ماتعدش.. أو عد لحد أما تتعب.
وسبب ذكرى لحسين السيد أغنيته الجميلة ” كعب الغزال” اللى غناها الأستاذ محمد رشدى، ولحنها داهية آخر هو منير مراد.. يخرب بيت كده.. وتقريبا الأغنية دى كانت فى فيلم اسمه المارد تم انتاجه سنة 1964.
(انا كنت مسافر في الصحرا ومشواري طويل
ايه اللي غصبني اروح عندك وابيع مواويل
اتاريك مكار روحت شاغلهم اويه ومناديل
ونسيت مواويلي بقيت انت لوحدك موال
ماتبطل تمشى بحنية لايقوم زلزال)
كلما سمعت كعب الغزال أقول منك لله ياأستاذ حسين ..ماكل هذا الجمال يارجل.. ماكل هذه المعلمة والبراعة.. بجد سلمت يداك.. وسلم حسك وذوقك الشعبى الأصيل.. أنت فعلا فايت فى كل حاجة.. شعبى .. عاطفى.. وطنى.. اجتماعى.. قطر ماشي قاشش كل شئ قدامه.
ولأن كل شاعر يشبه زمنه،وبما أننا نعيش الآن فى زمن” السفلة والأوغاد” على رأى شاعرنا الكبير صلاح عبدالصبور، فقد تفاجأت بأغنية أو مهرجان يحمل اسم ” كعب الغزال” للأستاذ حسن شاكوش، كتبها تقريبا الأستاذ حسن حدوتة..قلت يمكن ربنا هداهم وعاملين أغنية على نفس المنوال.. ودخلت سمعت .. وعينك ماتشوف إلا البلطجة والتفاهة والسفالة.. يانهار أسود على الكلمات الزبالة..ورغم ذلك فالولد الذى لايغنى بقدر مايتخانق أو يردح أصبح نجم نجوم مايطلقون عليه الأغنية الشعبية.. مع إن مايقدمه لاعلاقة له بالأغنية الشعبية من قريب أو بعيد.. دى مش أغانى شعبية أيها الجمهور الضايع.. هى لها علاقة بالعشوائية.. بقلة الأدب .. بقلة الذوق.. بقلة العلم والثقافة.. بقلة الوعى.. ويبدو أن الترويج لها مقصود والله.. الترويج لهذه النوعية من الأغاني وصناعها.. شوف إعلامنا بيهتم بالعيال دى أد إيه؟.. وشوف مين بيسمعها.. كل الطبقات والله.
ورغم أننى مش قاصد أغم سعادتك وأضايقك ساعة صبحية.. فإنني مضطر لنشر هذه الكلمات القبيحة.. وعايزك تقارن بين “كعب الغزال” حسين السيد وكعب الغزال حسن شاكوش.. واعلم أنها مقارنة بين زمنين.. وأتركك فى رعاية الله تقرأ هذا الغثاء..أعانك الله عليه وعلى الزمن الذى انتجه وأصر على أن يجعل الكثير من المغفلين- أرجو ألا تكون واحدا منهم- مصرين على الاحتفاء به وبصناعه من قُطًاع الطرق!
عايش بقاسي وسط ناسي وشوفت ذل /الكل داس ف شربت كاس مليان كحل /نسي الامي ولقيت كلامي عمال يقل /وبقيت في حالي ومفيش في بالي غيرك يافل /كعب الغزال في الجمال ملكيش مثيل سايقة الدلال بنت الحلال والعود اصيل /لو عندك كوم من الجبال هاتيلي اشيل /لو حد غيري يبص ليكي هيبات قتيل /ياواخدة روحي انتي في عيني /يابنتي دة انتي تخصيني /وانا اللي فكر يرازيني ينام وعينه متشوفش نهار/اول م عنيكي ليا بانو دة قلبي انا نط من مكانو/ونسيت معاكي كل اللي كانو ومعيشاني في ويل ومرار /شوفت العذاب من الصحاب وشربت مر/ومفيش احساس من الاساس دول ناس تعر/فيهم عيوب وبحور ذنوب مليانة شر
ومفيش عتاب وقت الحساب والكل حر/مش هسمي علي اللي باع/
مش هتمشي غير بالدراع /لو حد فيكو قد الصراع يجيلي وانا اوريلو قيمتو/القلب دايس ومودي ومفيش ولا غلطة بتعدي/
الخصم مش قد تحدي نزلت علي الساحة ركنتة/عشت اداوي وكنت ناوي علي الوفاء/عملت خير ملقيتش غير ظلم وقسي/والحب هان والكل خان ومفيش ولاء/فوقت وقولت يمكن ظلمت ودة ابتلاء/
اعمل بروجي ينزل يلخص اي كلام /اللي يفكر يوم يزاولك خد اعدام/بسم التفاهة اللي مشرفنا في اي مكان