التعليم الفنى أحد المداخل المهمة لصناعة المستقبل..فهو مصنع الفنيين المهرة الذين تحتاجهم مصانعنا كي تستطيع المنافسة ..ولعل ما قالته اليوم وزيرة التخطيط د.هالة السعيد في افتتاح الملتقى الثاني للتعليم الفني والتكنولوجي والتدريب المهني “إديوتك إيجيبت 2023” خطوة مهمة لها ما بعدها إذا أخذ طريقه إلى التنفيذ دون معوقات أو إبطاء..لينهي آفة مصرية بامتياز وهي الثانوية العامة وكليات القمة التي لم تجن منها مصر سوى جحافل خريجين لا يتناسب تعليمهم مع سوق العمل والتطورات الفائقة للتكنولوجيا.
في عصر الروبوت والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لم يعد ترفاً الحديث عن عمالة تملك ناصية التكنولوجيا وتستطيع صناعة الفارق عبر المنافسة ليس في سوق العمل وحدها وإنما باستحداث وإضافة منجزات علمية تصنيعية في المجال التكنولوجي.
الدولة تدرك قيمة التعليم الفني بحسابانه رافعة أي نهضة صناعية؛ فهو القادر على تأهيل عدد كبير من الشباب وتزويدهم بمهارات وقدرات تسمح لهم بتلبية احتياجات سوق العمل التي تغيرت أنماطها بفعل التقدم التكنولوجي والصناعي المذهل
الحكومة وضعت يدها على المشكلة وأخذت زمام المبادرة بتصريحات متفائلة خرجت من وزيرة التخطيط أخيراً تؤكد اعتزام إنشاء الهيئة المصرية الوطنية لضمان الجودة والاعتماد في التعليم والتدريب التقني والفني والمهني (ETQAAN)، إلى جانب تحويل جميع البرامج الدراسية لبرامج مبنية وفقاً لمنهجية الجدارات المهنية وتحديث تخصصات جديدة تتوافق مع تطوّر الأعمال والوظائف؛ نتيجة للتطوّر التكنولوجي المتسارع والتوسع في المدارس التطبيقية التكنولوجية ورفع نسبة التعليم الفني إلى 70% من جملة خريجي المرحلة الإعدادية ..ويبقى التحسين المستمر لسياسات ومناهج ونوعية التعليم قبل الجامعى، وأن تنظر في توحيد هذا التعليم بمناهج موحدة معتمدة تنهي ظاهرة العشوائية ما بين تعليم عام حكومي ،وأزهرى ، وخاص وأجنبي ربما لا نجد لهذا الخليط مثيلاً في دول أخرى حققت نجاحاً مشهوداً في مخرجات التعليم بشتى درجاته ومراحله.
ثقافة الناس ونظرتهم للتعليم ينبغي أن تتغير حتى يزداد الإقبال عليه، فالدولة لا تحتاج فقط لخريجى كليات القمة المتهافت عليها ،كما لم تعد بحاجة إلى جحافل الكليات النظرية المتعطلين الذين يعاني بعضهم أمية ثقافية وتكنولوجية .
استراتيجية التعليم الجديدة ينبغى أن تجيب عن أسئلة عديدة..ماذا نحتاج من التعليم ..كيف نحقق الجودة في المناهج وأساليب التعلم ..كيف نرتقى بالمعلم..كيف نجعل التعليم منتجاً..وكيف نتخلص من الثانوية العامة العقيمة..كيف نصنع باحثًا علميًا يحدث نقلة نوعية لمصر..؟
التعليم قضية وجود، وتشكيل العقل والوجدان، وهو مشروع قومى يتطلب مشاركة جهات عديدة مهمتها حماية الأمن القومى ..وهو ما أشارت إليه وزيرة التخطيط في تصريحاتها المتفائلة أمام الملتقى الثاني للتعليم الفني..ويبقى التنفيذ!!