بقلم:
د. عبداللاه صابر عبدالحميد
استاذ ورئيس قسم خدمة الفرد بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة اسوان
أن العاقل يدرك بما وهبه الله من عقل وما أودع فيه من فطرة أن الكون الذي بني على نظام دقيق والإنسان الذي خلق في أحسن تقويم لا بد أن يكون وراء خلقهما هدف عظيم وغاية سامية، وبالتالي فإن إضاعة الإنسان لأي وقت من حياته وإبقائه في دائرة الفراغ والضياع يتنافى مع هذه الحقائق فلا بد أن يجعل الإنسان لكل وقت من حياته هدفاً ولكل عمل غاية وأن يبرمج حياته على هذا الأساس ولو تأملت في سير الناجحين في الحياة لرأيت أن النجاح في حياتهم كان بمقدار ما كانوا يرسمون لحياتهم من أهداف.
والنجاح في الحيـاة ذلك الشيء الذي يسعى إليه كل الناس، ويتساءل الكثير من الناس ، ما هو النجاح في الحيـاة ؟ وكيف نصل إلى النجاح؟ ولا توجد إجابات مباشرة لهذه الأسئلة،لأن النجاح له عوامل كثيرة ومختلفة تحدد كيف سيصل الفرد للنجاح، وتختلف هذه العوامل باختلاف الأفراد والمجتمعات، لكن هناك عوامل كثيرة مشتركة بين للنجاح في الحيـاة نذكر منها :
أولاً: التأثير في الآخرين تستطيع أن تؤثر في الآخرين اعتماداً علي منصبك وعملك وقدراتك العملية حيث يحترمك الناس لإخلاصك وولائك ونزاهتك وقيمك الأخلاقية ونقاء سريرتك. ويعتمد نجاح الفرد على عوامل التأثير التي يمتلكها فكل أب يستطيع أن يؤثر في أسرته باستخدام منصبه، ولكن تأثيره يصبح ناقصاً إذا لم يعززه بشخصيته القويمة وقيمه الأخلاقية السليمة.أي أن التأثير الحقيقي ينطلق من الداخل.. أو من الذات.
ثانياً: ترتيب الأولويات: تتكون الأولويات من أهداف ومهام ولكي ترتب أولوياتك ابدأ بترتيب أهدافك تبعاً للأهداف التي حددتها لنفسك سابقاً و أن تعرف أولاً ما الذي ستقدمه ومقدار الجهد الذي ستبذله .
ثالثاً: المصداقية: تتضمن الأهداف الخفية والنزعات النفسية فإذا كان الآخرون لا يرون منا سوى الصورة التي نرسمها لهم فإن المصداقية هي الصورة التي نرى أنفسنا عليها وعندما يفتقر شخص ما للمصداقية يكون هو أول من يعلم ذلك، وقد ينجح في خداع عدد من الناس ليظل هو الوحيد الذي يعلم ذلك. ولكن مثل هذا الشخص لا يستطيع أن يؤمن بذاته، ولا أن يثق في قدرته على قيادة الآخرين، فيبقى متراجعاً ومنشغلاً بقصوره الشخصي.
رابعاً: إدارة التغيير:يعارض الناس التغيير حتى ولو كان في مصلحتهم ذلك لأنهم ينظرون دائماً إلى التهديد قصير المدى الذي يفرضه التغيير على الراحة التي ركنوا إليها.
خامساً: حل المشكلات: الشعور بالمشكلة يمثل أولى خطوات أسلوب حل المشكلات وهو وجود حافز لدى الشخص أي شعوره بوجود مشكلة ما ، ووجود الشعور بالمشكلة يدفع الشخص إلى البحث عن حل المشكلة وقد يكون هذا الشعور بالمشكلة نتيجة لملاحظة عارضة،أو بسبب نتيجة غير متوقعة لتجربة، هكذا يجب أن ننظر إلى المشكلات باعتبارها فرصاً للنجاح وشروطاً لتأكيده.
سادساً: التفكير الإيجابي وهو التفاؤل بكل ما تحمله هذه الكلمه من معنى ،والنظر إلى الجميل في كل شيء وللتفكير الايجابي اثر فعال و قوي في النفوس و أمور حياتنا اليومية و المستقبلية .ومن التفكير الايجابي أن تتأمل في نفسك جيدا و ستجد الكثير من المواهب والقدرات التي وهبك إياها الله تعالى,لكن للأسف كثير من الناس تصر على رؤية العيوب وتضخيمها سوءا كانت عيوبه أو عيوب غيره،
فعندما تُحرم شيئا فتأكد ان الله تعالي يعوضك في أشياء أخرى,كمن يحرمه الله نعمة النظر يكون مبدعا في ناحية أخرى.