✍️
صفاء الشاطر “كاتبة”
الجمعة هي العيد الأسبوعي للمسلمين فيه تؤدي الصلاة بكل ألفة وترابط ومحبة ،فضلا عن الفائدة العظيمة لهذا اليوم المبارك ؛ وهذا ما أبلغنا به رسولنا الكريم حين قال “خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة “.
كما تمثل خطبة الجمعة اهمية كبيرة لجموع المسلمين لما فيها من دروس تحض علي نفع وصلاح المجتمع .
ولكن شاءت الأقدار لي أن التزم بميعاد مهم للغاية يوم الجمعة ماقبل الماضية قبل إقامة الصلاة بوقت وجيز ،بالفعل نزلت من منزلي إلي الشارع متجهة ناحية اليمين من الشارع وللأسف لم استطع المرور؛ فانتقلت علي الفور نحو يسار الشارع ولكني فوجئت بأنني محاصرة من اليمين ومن الشمال ، فعلي الجانبين زوايا للصلاة مخصصة لتلك المباني أسفل العمارات السكنية لإقامة الصلاة.
لقد اختنق الشارع يمينا ويسارا بأعدد من الحصر والمفروشات لإقامة الصلاة دون منفذ نهائي للمارة ؛ وكان هناك عدد من النساء العائدات من السوق بعد أن قضين متطلباتهن، وغيرهم من الشباب والأطفال،في حيرة من أمرهم!
وكان في اعتقادي أنها ظاهرة وحيدة في المنطقة التي أقطن بها ولكني وجدتها شكوي لدي عدد كبير من الناس
،حيث يتكرر هذا المنظر في مناطق عديدة ،فهذه الظاهرة بدأت منذ سنوات وفي الشوارع التي بها زوايا أسفل العمارة السكنية ،وقد يتعدي الشارع الواحد عمارتين وأكثر بهم زوايا ، فإن كان الهدف بسبب الكثافة السكانية التى لا تستوعبها المساجد المقامة ، فعلي الأقل لابد من مراعاة توافر مسافة بين الزاوية الأخري.
ويحضرني في هذا السياق سؤال ؟ ماهي معايير وشروط إقامة مساجد أو زوايا تحت العمارات السكنية ، وإن كان الهدف هو التقريب علي أهل المنطقة
كيف يكون ذلك، وقد جاءنا حديث رسولنا الكريم حين قال ” ألَا أدلُّكم على ما يَمْحو اللهُ به الخطايا، ويرفعُ به الدرجاتِ ؟ قالوا: بلي يا رسولَ الله، قال: إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ، وكثرةُ الخُطا إلى المساجدِ، فكيف نحن نتكاسل ونقلل الخطي إلي المساجد.
الأمر المدهش هو عدد المصلين وكيفية اقامة الصلاة ، فالعدد لايحتاج إلي فرش الشارع بمساحة كبيرة تعطل المارة ؛ لو افترضنا بهذا التوقيت ،وأثناء اقامة شعائر الصلاة فاجئنا أحد سكان هذه المنطقة بتدهورحالتة الصحية ،وأصبحت هناك ضرورة لنقله في عربة اسعاف، فماهو الحل وغيرها من الطواريء الواردة!.
والغريب رغم المساحة الكبيرة المفروشة إلا أن المصلين ينتشرون هنا وهناك منفصلين عن بعضهم الأمر الذي يدل علي أن المساحة المفروشة ،والتي حجبت الطريق عن المارة وجعلت الناس في حيرة اكبر من عدد المصلين ؛ وكان من الممكن أن تقتصر الصلاة داخل الزاويه أو في مساحة محكومة.
والأمر الأكثر غرابة أن أصحاب هذه العمارات المالكين لهذه الزوايا في بعض المناطق ،والذين ينصبون أنفسهم قادة يقومون بشيء أشبه إلي الدعاية والمفاخرة ،حيث يأمرون حراس العمارات بفرش الشارع من أوله إلي آخره استعداد للصلاة وكأنه فرح ابن العمدة !
الأمر الذي يدعونا إلي ضرورة تنظيم وتقنين إنشاء هذه الزوايا في حال الحاجة الحقيقية لزاوية في عمارة سكنية!.