»»
دعت د.حنان يوسف أستاذ الإعلام الدولي وعميد كلية اللغة والإعلام بالقرية الذكية إلي تدشين مبادرة تنفيذية حول دور الإعلام في صناعة وتشكيل الهوية ،وذلك بالتعاون و الشراكة مع عدد من الجهات الإعلامية العربية ذات الصلة،والمعنية بتطوير الخطاب الإعلام العربي شكلا ومضمونا.
جاء ذلك خلال مناقشات الصالون الثقافي الإليكتروني لحنان يوسف في دورته التاسعة والثلاثين من خلال تطبيق “زووم” وعبر موقع “الفيسبوك”،والذي وضع المنصات الإعلامية على طاولة المناقشة،ومدي تأثيراتها على الهوية.
أوضحت دحنان يوسف أن إدارة الصالون ارتأت طرح موضوع المنصات الإعلامية للمناقشة، في ظل حالة الجدل التي يشهدها المجتمع مؤخرا مع طرح عدد من الأعمال الدرامية التي قدمت نماذج مشوهة وعرضها على الجمهور وخاصة الشباب، مما قد يطرح عدة تساؤلات حول تأثير تلك الأعمال على هوية الشباب المصري والعربي وجيل النشء المتابع لتلك الأعمال.
شهد الصالون مشاركة واسعة لنخبة من الإعلاميين والأكاديميين من مختلف بلدان العالم العربي، من بينهم د.مني الحديدي أستاذ الإذاعة والتلفزيون وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق.
وأشار المتحدثون إلي خطورة هذا الموضوع لما لتلك المنصات من تأثير على إدراك ووعي الشباب المصري والعربي، فالمنصات الإعلامية تؤدي إلى حالة من الاغتراب المجتمعي، بما تقدمه من ثقافات أجنبية وقيم مستورده على الرغم من أن صناع الدراما هم مصريون وعرب، الأمر الذي يجعل الشباب يشعر بأنه في مجتمع آخر.
وأوضح أعضاء الصالون أننا أمام غزو ثقافي خطير جدا، واتجاهات يتم فرضها على الأعمال الدرامية، بهدف تقبل وجود مثل تلك الأفكار داخل عقول المشاهدين، وهو الأمر الذي يسبب مشكلة خصوصا بالنسبة للأجيال الجديدة التي تحتاج إلى توعية وتوجيه سلوكي، لأن هذه الأفكار تعرض شخصياتهم للخطر، في ظل أن أغلب مشتركي تلك المنصات من الشباب!.
وحذر المشاركون من أن تهديد الهوية وذوبانها هو بمثابة تهديد للأمن القومي، ويجب النظر إلى مقترح التجربة الصينية والهندية في كيفية الحفاظ على الهوية، رغم أن الدولتين من أكبر دول العالم من ناحية تعداد السكان، ويجب النظر بعين فاحصة لهاتين التجربتين لمواجهة محاولات الهدم لهويتنا العربية.
وخلص أعضاء الصالون إلى مجموعة من النتائج، من أبرزها أن المنصات الإعلامية ما هي إلا وعاء، فالعيب ليس فيها كأداة، بل في الأفكار التي تُقدم من خلالها، كما يجب مواجهة الفكر بالفكر من خلال إنتاج إعلامي منافس يقدم ويطرح قيم المجتمع الإيجابية وموضوعات تعبر عن العادات والتقاليد الخاصة بمجتمعاتنا، كما يجب تدريب الشباب وأجيال النشء من خلال “التربية الإعلامية” على كيفية مشاهدة الدراما بعين ناقدة، والتفرقة بين الجيد والردئ، وإكسابهم المناعة النفسية لمواجهة الأفكار الشاذة.
وأعرب المشاركون عن سعادتهم لديمومة انعقاد الصالون، والقضايا التي يطرحها، واقترحوا تسميته بصالون الأحبة.
واختتمت فعاليات الصالون بأغنية “الوطن الأكبر” بصوت الفنانة الشابة ندي المنسي عضوة الصالون الثقافي وتفاعل معها جميع الحضور.