نظمت وزارة الموارد المائية والري بالتعاون مع الإتحاد الأوروبى إحتفالية كبرى بمناسبة الإحتفال بـ “يوم المياه العالمي” وذلك اليوم الأحد الموافق ١٢ مارس ٢٠٢٣ ، وبحضور السيد الأستاذ الدكتور/ هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى ، والسيد السفير/ كريستيان برجر سفير الإتحاد الأوروبى في مصر ، والسيد السفير/ آلفارو ايرانزو سفير أسبانيا في مصر ، والسيد السفير/ فرانكو كورنت سفير بلجيكا في مصر ، والسيد السفير/ إيفان جوكى سفير التشيك في مصر ، والسيد السفير/ بولى إياونو سفير قبرص في مصر .
الجدير بالذكر أن العالم يحتفل بـ “يوم المياه العالمي” يوم ٢٢ مارس القادم ، حيث سيتم عقد فعاليات “مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة” بنيويورك خلال يوم المياه العالمى بمشاركة وفد مصري رفيع المستوى برئاسة السيد الأستاذ الدكتور/ هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى .
وفى كلمتة بالاحتفالية .. أعرب السيد الاستاذ الدكتور/ هانى سويلم وزير الموارد المائية والري عن سعادته بهذا اللقاء خلال احتفال يوم المياه العالمي والذي يأتي هذا العام تحت شعار “تسريع التغيير” ، كما توجه بالشكر لسفير الاتحاد الاوروبي بالقاهرة على الجهود المبذولة في مشاركة الوزارة فى تنظيم ورعاية هذه الاحتفالية .
وأشار سيادته أن الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمياه هو امتداد لتأكيد اهتمام مصر منذ فجر التاريخ بحق مؤكد للبشرية جمعاء وهو حق كل فرد في المياه … وقد سطّر التاريخ براعة مصر منذ عهد قدماء المصريين في ترويض وإدارة نهر النيل وترشيد استخدام مياهه .. والاحتفال بيوم المياه العالمي كل عام حتى الآن هو ترسيخ لاحتفال أجدادنا قدماء المصريين بيوم وفاء النيل.
واضاف سيادته ان احتفال اليوم يعكس إهتمامنا جميعاً بالعمل معاً لغد أفضل بما يخدم أهدافنا وطموحاتنا نحو التنمية الشاملة والمستدامة ، هذا الغد الذي نسعى أن تقوده وتتقدم صفوفه قاعدة مؤهلة من النشأ.
واشار سيادته ايضا إلى أن التغيرات المناخية تمثل التحدي الأكبر في إدارة المياه ولعل ما شهده العالم في الفترة الماضية خير دليل علي مثل هذه التغيرات…. فلقد شهدنا فيضانات عارمة في دول كثيرة وحرائق الغابات في دول البحر المتوسط وارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة في كافة انحاء العالم وهو ما نشهده فى مصر حاليا ، مما يتطلب التدخل السريع
وهذا يتطلب منا التعاون ومضاعفة الجهود نحو تبني سياسات فاعلة وإدارة رشيدة لمواردنا المائية من مفهوم أكثر شمولية ، مع السعي الجاد لتنميتها وتحقيق إدارة أكثر قوة وكفاءة لمواردنا المائية من أجل تلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة .
وعليه تأتي أهمية هذه الاحتفالية تأكيداً على الأهمية الكبرى التي تمثلها التوعية المجتمعية في التعامل مع كافة القضايا التي تواجه المجتمع وخاصة في مجال الامن المائي ، خاصة مع تزايد الشح المائي والتصحر واستمرار مواسم الجفاف لفترات أطول بسبب ما يعانيه العالم من تغيرات مناخية .
ان مصر تخطو العديد من الخطوات في مواجهة تحديات جمة ومركبة ، فنصيب الفرد من المياه في مصر يقترب من ٥٠٠ متر مكعب سنوياً في الوقت الذي عَرفت الأمم المتحدة الفقر المائي على أنه ١٠٠٠ متر مكعب من المياه للفرد في السنة ، كما أن مصر هي أحد أكثر الدول جفافاً في العالم ، وكذا الاعتماد بشكل شبه حصري علي مياه نهر النيل التي تأتي من خارج الحدود ، لذا تضع هذه المعادلة المائية الصعبة حالة مصر كنموذج مبكر لما يمكن أن يُصبح عليه الوضع في العديد من بلدان العالم خلال المستقبل القريب ، مع استمرار تحديات الندرة المائية ، لذا قامت الدولة المصرية ممثلة في وزارة الموارد المائية والري والوزارات المعنية بتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى ، في مجالات تحسين نوعية المياه وترشيد استخدامات المياه وتنمية الموارد المائية وتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ هذه الخطة ، من خلال انشاء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي واعادة استخدامها ، وايضاً تحديث نظم الري وصيانة وتحديث المنشآت المائية وتنفيذ مشروعات الحماية من أخطار السيول وحماية الشواطئ المصرية وتطوير التشريعات والتوعية والتدريب واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ادارة المياه وتعظيم الفائدة من كل قطرة منها .
إن المياه تمثل عنصر رئيسي في الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي، الأمر الذي يدفعنا للعمل على إيلاء قطاعات الميا ه والزراعة والغذاء الأولوية في ملف التغيرات المناخية ، خاصة أن الأزمات العالمية ومشاكل سلاسل الإمدادات الدولية أوضحت ضرورة التكامل بين قطاعي المياه والزراعة لتوفير الغذاء .
وفي سبيل تحقيق التوعية بالتحديات المائية وسُبل الحفاظ على كل قطرة مياه .. فإن وزارة الموارد المائية والري اتخذت العديد من الخطوات الجادة في هذا الامر علي المستوي المحلي والإقليمي والدولي بدءاً من إقامتها لإسبوع القاهرة للمياه بنسخه الخمس مما جعله محط اهتمام كافة الخبراء ومتخذي القرار حول العالم لوضع إطار لرفع مستوي الوعي بقضايا المياه علي كافة المستويات ، وتشجيع الابتكارات لمواجهة تحديات المياه والتعرف على الجهود المبذولة عالمياً لمواجهة تلك التحديات ، كما استضافت مصر مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ حيث نجحنا في دمج محور المياه للمرة الاولي على الإطلاق في مؤتمر المناخ من خلال تخصيص يوم للمياه في مؤتمر المناخ تضمن مناقشة تأثير التحدي الخاص بتغير المناخ على قضايا المياه ، وإطلاق مبادرة للتكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه ، والتي تعتمد على ثلاثة مبادئ تعتبر أولويات رئيسية لجميع البلدان حول العالم وهي (ترشيد المياه وتحسين إمدادات المياه – تعزيز التعاون والترابط بين المياه والعمل المناخي – وضع سياسة وأساليب متفق عليها في مجال التعاون في إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية).
وعلى المستوي المحلي تقوم الوزارة بالعديد من المجهودات لنشر الوعي بأهمية قضايا المياه حيث من خلال تنظيم ما يقرب من ٢٤٠ ندوة توعوية سنوياً وبمشاركة ٤٠ ألف مشارك على مستوي الجامعات والمدارس والجمعيات الاهلية ودور العبادة من مساجد وكنائس وايضاً استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة وكذا تنفيذ العديد من المسابقات على كافة المستويات بين الطلاب والمزارعين وغيرهم من فئات المجتمع بما يسهم في الاستفادة من جهودهم في توعية مجتمعاتهم المحلية من خلال قيامهم بتطبيق ممارسات ترشيد إستخدام المياه والحفاظ عليها، وتوعية عائلاتهم واصدقائهم بهذه الممارسات وأهمية تطبيقها .
وفى كلمته .. أعرب السيد السفير/ كريستيان برجر سفير الإتحاد الأوروبى في مصر عن سعادته بالمشاركة فى هذا الحدث الهام ، مشيرا الى أن المياه تعد بالغة الأهمية لكافة أشكال الحياه على وجه الأرض ، واليوم هناك العديد من التحديات التى تواجه قطاع المياه حول العالم مثل التغيرات المناخية وما ينتج عنها من تأثيرات سلبية ، مما يدفعنا للعمل على تحقيق الاستدامة والتحرك للأمام فى هذا القطاع الهام .
واكد سيادته على استمرار التعاون والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبى فى مجال ادارة الموارد المائية بالشكل الذى ينعكس على توفير فرص العمل بالمناطق الريفية وتحسين حياة المواطنين ، مشيرا الى انه إحتفال اليوم هو فرصة لمناقشة الخطوات المستقبلية لتعزيز هذا التعاون ، ومواصلة العمل مع وزارة الموارد المائية والرى وكافة الشركاء لتحقيق الإدارة المثلى للمياه