قال د. أجيت جوبت، سفير دولة الهند بالقاهرة، تتمتع الهند ومصر وهما اثنان من أقدم حضارات العالم بتاريخ طويل من العلاقات الوثيقة والراسخة منذ العصور القديمة، والصداقة بين البلدين صمدت على مر الزمن، وقد عزز التواصل السياسي المستمر بين الجانبين على أعلى مستوى علاقاتنا الثنائية.
جاء ذلك خلال احتفال السفارة اليوم بالذكرى الثامنة والخمسين لتدشين برنامج التعاون الفني والاقتصادى الهندي (آيتك)، بحضور رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى كضيف شرف، وبمشاركة الخريجون المصريون من الدورات المختلفة من برنامج التعاون الفنى والاقتصادي الهندي (آيتك) وبرنامج منح منتدى الهند-أفريقيا وبرنامج منح سي.في.رامان وغيرها من برامج التدريب الأخرى المقدمة من الهند، حيث يتحدثون عن الخبرات التي اكتسبوها خلال فترة تدريبهم في الهند.
أضاف السفير الهندى، أن الفترة الماضية التي استمرت على مدى عام أو أكثر كانت فترة مميزة فيما يتعلق بعلاقات التواصل بين الجانبين حيث كانت هناك زيارات رفيعة المستوى بين الجانبين، حيث قام كل من وزير الدفاع الهندي، ووزير الشئون الخارجية الهندية، ووزير البيئة الهندي بزيارة مصر خلال النصف الثاني من عام 2022.
كما قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة دولة إلى الهند في يناير 2023، وذلك لحضور احتفالية الهند بعيد الجمهورية كضيف شرف يوم 26 يناير 2023، وخلال زيارته، أعلنت الهند ومصر عن قرارهما برفع مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية”.
أكد أنه على صعيد التجارة والاستثمار، ارتفعت قيمة التجارة الثنائية بين البلدين بشكل سريع حيث حققت زيادة قدرها 75% خلال العام المالي 2021-2022 لتسجل أعلى مستوى لها تاريخياً بقيمة 7.26 مليار دولار أمريكي، وتواصل نموها خلال عام 2022-2023 أيضاً.
كشف “جوبت” أن هناك حوالي 50 شركة هندية تعمل في مصر، حيث قامت هذه الشركات باستثمار أكثر من 3.2 مليار دولار أمريكي في مختلف القطاعات مثل الكيماويات والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والسيارات وتجارة التجزئة والملابس والزراعة.
كما أبدت العديد من الشركات الهندية اهتماماً بتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في مصر، حيث قامت شركات هندية رائدة بتوقيع مذكرات تفاهم مع الحكومة المصرية. وتقدر القيمة الصافية لهذه الاستثمارات بحوالي 18 مليار دولار أمريكي.
أشار إلى أن السفارة الهندية قامت أيضاً بتفعيل الآليات المؤسسية حيث عقدت الدورة الخامسة من اجتماعات لجنة التجارة الهندية-المصرية المشتركة والدورة الخامسة من اجتماعات مجلس الأعمال المشترك في يوليو 2022، وذلك بهدف تعزيز التجارة الثنائية بين الجانبين. ونتيجة لهذه الجهود، قام أكثر من 14 وفداً من رجال الأعمال من حوالي 600 شركة هندية بزيارة مصر منذ منتصف عام 2021.
كما عززت الهند ومصر بشكل مطرد التعاون في مجال الدفاع، ومن الأمور المثيرة للاهتمام أن نعرف أن الهند ومصر قد تعاونتا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي من أجل التطوير المشترك للطائرة المقاتلة – حلوان 500 واستمرت هذه الصداقة الوثيقة وازدهرت عبر عقود عديدة، وللتغلب على فترة الهدوء القصيرة التي سببتها جائحة كوفيد، منذ أواخر عام 2021، زار أكثر من 10 وفود دفاعية مصر بما في ذلك وزير الدفاع الهندي راجناث سينج في سبتمبر 2022.
أوضح أنه خلال هذه الفترة، قمت الهند أيضًا بتنظيم أول مناورات مشتركة بين القوات الجوية – (مناوؤات محارب الصحراء) وأول برنامج قيادة تكتيكية بين القوات الجوية، وكذلك أول تدريب مشترك بين القوات الخاصة من البلدين.
كما دعت الهند مصر “كبلد ضيف” لحضور مؤتمر مجموعة العشرين خلال رئاستها للمجموعة خلال الفترة من 2022-2023، ومن المتوقع أن يتعاون البلدان على نطاق واسع تحت هذه المظلة أيضًا، حيث قام وزير المالية المصري، د. محمد معيط، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري بزيارة الهند لحضور اجتماع مجموعة العشرين في فبراير وأوائل مارس 2023.
كانت هذه مجرد خلفية موجزة عن العلاقات الودية والعميقة الجذور بين البلدين.
اليوم، في يومالاحتفال ببرنامج التعاون الفنى والاقتصادي الهندي، بينما نحتفي بخريجينا ونجدد تواصلنا معهم ، فنحن بصدد إظهار نقاط القوة لدى الخريجين في هذا البرنامج الشهير للغاية. ويعد برنامج التعاون الفنى والاقتصادي الهندي (ITEC) برنامجًا رئيسيًا برعاية كاملة من إدارة شراكة التنمية التابعة لحكومة الهند. ومنذ سنوات عديدة، كنت السكرتير المشترك المسؤول عن شراكة التنمية في الهند، وبالتالي، فإنه أمر محبب إلى نفسي ومن الواضح أنه يسعدني رؤية قصص النجاح العظيمة التي تمثل لبنات التعاون بين بلدان الجنوب.
تأسس برنامجالتعاون الفنى والاقتصادي الهنديمنذ 58 عامًا وتزايدت قوته على مر السنين. وقد ساهم البرنامج في بناء جسور الصداقة عبر أكثر من 160 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية، حتى منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ والدول الجزرية الصغيرة. ويسعدنا للغاية تمكن العديد من خريجي البرنامج من تخصيص وقت على جدول أعمالهم المزدحم لحضور هذه الفاعلية. وإننى أتطلع بشغف إلى الاستماع منهم عن تجاربهم في الهند وكيف استفادوا منها.
ويسعدني القول بأن العديد من خريجيبرنامج التعاون الفنى والاقتصادي الهندي قد قاموا بتبادل المهارات التي تعلموها في برنامج التعاون الفنى والاقتصادي الهندي وقد ساعدهم ذلك في دعم وظائفهم وإضافة قيمة إلى المهام التي يقوم بها كل منهم. وقد أدى هذا أيضًا إلى تحسن كبير في التواصل الشعبي بين بلدينا. وقد تندهشون لو علمتم أن برنامج التعاون الفنى والاقتصادي الهندي قد أفاد أكثر من مائتي ألف متخصص على مدار 57 عامًا الماضية. ونقدم كل عام أكثر من أربعة عشر ألف منحة دراسية في مائة مؤسسة هندية رائدة لأشخاص من مائة وستين (160) دولة شريكة.
وعلى مدى العقود القليلة الماضية ، خرجبرنامج التعاون الفنى والاقتصادي الهندي مجموعة كبيرة من الخريجين الذين أصبحوا بمثابة سفراء لدعم العلاقات الوثيقة بين الهند ومصر. واليوم، نلتقي ببعض هؤلاء الخريجين الذين يمثلون سفراء التعاون بين الهند ومصر. وخلال عام 2021 ، ونظرًا للقيود التي فرضتها الجائحة، كان التركيز على برنامج التدريب عبر الإنترنت والفيديو كونفرنس. وخلال العامين الماضيين، قمنا بتدريب 200 متخصص في إطار برنامجبرنامج التعاون الفنى والاقتصادي الهندي الالكتروني. ولقد تمكنا من إجراء دورات تدريبية في مجالات جديدة مثل مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والإدارة الإلكترونية للمكاتب وجودة الموانئ ومصايد الأسماك.
ويسعدني أن أعرف وجود استجابة ومشاركة واسعة في هذه الدورات. وفي إطار برنامج التعاون الفنى والاقتصادي الهندي، نقدم أيضًا برنامجًا تدريبيًا للمسؤولين المصريين العاملين في مختلف الوزارات والإدارات ويسعدني أن أبلغكم بأننا قد قدمنا مثل هذه البرامج لوزارة التموين والهيئة العامة للاستثمار والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة التجارة.
السيدات والسادة، مرة أخرى، أود أن أعرب عن بالغ تقديري لمشاركتكم معنا في احتفالاتنا اليوم. وأود التوجه بالشكر على وجه الخصوص إلى سعادة الوزيرة السيدة رانيا المشاط على تشريفها لنا في هذه المناسبة. وأتمنى لكم أمسية جميلة وممتعة. وإننى على يقين من أنكم ستستمتعون بالطعام الهندي وببرنامجنا الثقافي.