بالعقل
سرحت بخاطرى فى المعنى الذى تحقق من البيان الرئاسى لمجلس الأمن والذى صدر منذ ساعات بشأن قضية سد إثيوبيا وأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه أبدًا لا يضيع حق وراءه مطالب.. خاصة إذا كان هذا المطالب يعتمد على أسانيد الحق والعدل والمنطق ويلتحف بدبلوماسية هادئة مقنعة للجميع بعيدًا عن طريقة الفعل ورد الفعل.
وتذكرت ما سبق وسمعناه من أهل »الهرى« و»التشكيك« فى جدوى الذهاب إلى مجلس الأمن.. وغيرهم من هواة نشر الفتن والغمز واللمز حول الموقف المصرى والتحرك على مستوى المنطقة والعالم والتحذير للكل بأن المياة حق وجود لملايين المصريين لا يملك أحد رفاهية التنازل عنه بحال من الأحوال.. وأن حق الوجود مقدم على حق التنمية الذى يراوغ ويناور به الجانب الإثيوبى دومًا.. وأضاع من خلاله أكثر من عشر سنوات فى مفاوضات دون الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم حول قواعد الملء والتشغيل لهذا السد.
أوضح البيان أنه فى إطار مسئوليات مجلس الأمن عن حفظ السلم والأمن الدوليين يشجع كلاً من مصر والسودان وإثيوبيا على استئناف المفاوضات بشأن السد والسير قدمًا فى المسار التفاوضى الذى يقوده الاتحاد الأفريقى بغرض الانتهاء سريعًا من صياغة نص اتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل السد وأن يكون ذلك فى إطار زمنى معقول.. وأكرر فى إطار زمنى معقول.
ليس هذا فقد بل شجع البيان الرئاسى لمجلس الأمن المراقبين الذين سبقت مشاركتهم فى الاجتماعات التفاوضية التى عقدت تحت رعاية الاتحاد الأفريقى وأى مراقبين آخرين تتوافق عليهم الدول الثلاث على مواصلة دعم مسار المفاوضات بشكل نشط لتيسير تسوية المسائل الفنية والقانونية أو أية مسائل أخرى عالقة.
والمعنى أيضًا من كل ذلك أن مجلس الأمن يفرض على الجانب الإثيوبى الانخراط بجدية وبإرادة سياسية صادقة للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة وخلال توقيت معقول وهو ما طالبت به مصر دومًا وفى كل المناسبات وبإذن الله سوف يتحقق على أرض الواقع رغم كل ما يدور الآن من الجانب الإثيوبى بشأن القضية ودور مجلس الأمن ومحاولة التفلت من ذلك.. لأن القضية ببساطة أصبحت مع دول مجلس الأمن والمجتمع الدولى.
فهل وصلت الرسالة للمخادعين حول التحرك المصرى الفعال فى القضية وجدواه..؟!
وأيضًا للمشككين فى دور دبلوماسية العقل والمنطق والتى انتصرت بحق وصدق وبشهادة المجتمع الدولى بدليل هذا البيان الرئاسى لمجلس الأمن؟!
بصراحة أتمنى