✍️ د.خالد محسن
مع بداية الاستعداد لصيام شهر رمضان يتساءل العديد من المواطنين حول أهمية الصيام وفوائده الصحية وعن الحالات المرضية الممنوعة من الصيام تجنبا لتدهور الصحة ومضاعفات المرض..
وفي حديثه مع منصة المساء أون لاين أكد الدكتور كمال فهمي أستاذ التحاليل الطبية والأمراض المناعية بكلية الطب جامعة الزقازيق أن الصيام صحة ووقاية للجسم كما حدد بعض هذه الحالات يحظر صيامها،ولها رخصة طبية ،ومن ثم شرعية للإفطار.
يقول د.كمال فهمي :
مع بداية شهر رمضان تكثر التساؤلات عن الموانع الصحية للصيام .. هل اصوم ام يحق لى عدم الصيام ؟ ويتجه البعض بالسؤال إلى رجال الدين رغم أن السؤال يجب أن يوجه للاطباء.
والحقيقة أن الشخص نفسه قد يستطيع الاجابة على هذا السؤال بنفسه أحيانا ،دون الاستعانة برأى الطبيب اعتمادا على القاعدة التى تقول (استفتى قلبك) خاصة وأن القاعدة العامة معروفة وهى الامتناع عن الصيام إذا تحقق للشخص ضرر صحى بسبب الصيام .
وأشأر إلي أن بعض الأمراض مثلا تحتاج إلى ضرورة شرب الماء بانتظام وبعضها يحتاج إلى تناول وجبات صغيرة متكررة وبعضها يحتاج إلى تناول الدواء بانتظام ،وقد يكون مطلوب تناوله أثناء فترة الصيام مع الوضع فى الاعتبار أن الدواء قد يتم أخذه احيانا فى صورة حقن وهى بالطبع لا تفطر فى حد ذاتها.
وتابع : ونضرب هنا للتوضيح بعض الامثلة تطبيقا لهذه القواعد العامة ..
فمثلا مرضى الحميات بكل مسبباتها لهم رخصة الإفطار حتى يتخطوا فترة ارتفاع درجة الحرارة التى تحتاج إلى تناول مياه وسوائل بكثرة وباستمرار .
كذلك مرضى حصوات الكلى حيث يعتمد علاجهم على شرب كميات كبيرة من الماء والعصائر على مدار اليوم، وفى الصيام تنخفض نسبة الماء فى الجسم وتتركز المواد الصلبة فى الكلى فتزداد القابلية لتكوين الحصوات ولذلك فإن مريض حصوات الكلى غير مسموح له بالصيام.
وأوضح د.فهمي إلي أن المنع من الصيام لابد أن يمتد أيضا إلى المرضى الذين يعانون من فشل كلوى حيث لا يستطيعون الصيام بسبب حاجتهم إلى توازن الماء والمعادن المختلفة بالدم وإذا صام مريض الفشل الكلوى فقد يعانى من جفاف أو اختلال فى المعادن بالدم مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
وبالنسبة لمرضى السكر..
هناك نوعان من مرض السكر: الأول معتمد على الانسولين كليا، وعلاج المرضى بهذا النوع يحتاج إلى توازن دقيق بين جرعات الانسولين ووجبات الطعام المتعددة على مدار اليوم وهؤلاء يجب منعهم من الصيام حرصا على إمكانية ضبط مستوى السكر بالدم على مدار اليوم ، أما بالنسبة للنوع الثاني وهو مرض سكر البالغين أو غير المعتمد على الانسولين والذين يتم علاجهم بالأقراص عن طريق الفم فيسمح لهم بالصوم بل إنهم قد يصبحون فى حالة أفضل فى شهر رمضان نتيجة للصيام لكن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى إعادة توزيع جرعات العلاج خلال الصيام بصورة جيدة بمعرفة طبيب متخصص ويجب عليهم مع ذلك الانتباه لظهور اى اعراض لانخفاض السكر مثل العرق والدوخة وغيرها فعندئذ يجب عليهم الافطار فورا.
وبالنسبة لمريض الكبد قال د.فهمي:
قد يسمح لمرضى الالتهاب الكبدى المزمن ويمكن لهؤلاء أخذ العلاج في الفترة بين الفطور والسحور.
أما مرضى الالتهاب الكبدي الحاد فيجب عليهم الافطار وكذلك مرضى الفشل الكبدى الذين يعانون من الاستسقاء أو الدوالي أو الغيبوبة الكبدية فلا ينصح لهم بالصيام لأنه يؤدي إلى نقص السكر الموجود في الدم، وبالتالي تدهور الحالة، وكذلك فإن عليهم أخذ الأدوية المقررة لهم بانتظام حرصا على استقرار الحالة وعدم تدهورها.
وبالنسبة لمرضى القرحة الهضمية المعروفة باسم قرحة المعدة أضاف:
من المعروف أن القرحة تزداد شدة بازدياد الحموضة بالمعدة التى تزيد بالفعل أثناء الصيام. كذلك فإن علاج القرحة يحتاج إلى تناول وجبات صغيرة متعددة على مدار اليوم بديلا عن الوجبات الكبيرة الأصلية وذلك من أجل معادلة حموضة المعدة، وعلاوة على ذلك فمريض القرحة يحتاج لتناول أنواع عديدة من الأدوية على مدار اليوم ولذلك يكون الصيام ممنوع فى هذه الحالة.
وفي حالات أمراض القلب والاوعية الدموية قال د.فهمي:
فى الواقع قد يستفيد بعض مرضى القلب وليس كلهم من الصيام من ناحية خفض الاجهاد على القلب اثناء فترة الصيام وتقليل نسبة الدهون بالدم، لكن يجب على مرضى القلب الحذر عند الافطار بعدم تناول المواد الدهنية وعدم تناول كميات كبيرة من الطعام قد تؤدى إلى زيادة اجهاد القلب بسبب الاحتياج الى ضخ كميات كبيرة من الدم إلى المعدة والامعاء من اجل عملية الهضم.
أما المرضى الذين يتناولون مدرات البول من أجل معالجة ارتفاع الضغط الدموى أو فشل القلب فهؤلاء لا يستطيعون الصيام.