افتتح د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وأحمد عيسى وزير السياحة والآثار، ود. محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس، متحف قصر الزعفران بالحرم الرئيسى للجامعة، بحضور د.عوض تاج الدين مستشار الرئيس لشئون الصحة والوقاية، د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق، ود.ممدوح الدماطى وزير الآثار الأسبق والمشرف على المتحف.
أكد د. أيمن عاشور دور جامعة عين شمس التنويرى الرائد فى نشر الفكر والثقافة، كواحدة من الجامعات المصرية العريقة التى نعتز بالإنجازات التى تحققها فى كافة المجالات العلمية، لافتاً إلى القيمة التاريخية العظيمة لقصر الزعفران كتحفة معمارية.
وأشاد د. عاشور بالخطوة التى قامت بها جامعة عين شمس لتعظيم الاستفادة من المبانى والمنشآت التى تمتلكها وإحياء دورها، داعيًا إلى تكرار التجربة فى جميع المؤسسات التعليمية باستغلال إمكاناتها الإنشائية وتحقيق التكامل بينها؛ لتعزيز قدراتها التعليمية والثقافية، وتكثيف الاهتمام والتركيز بشكل خاص على المبانى الأثرية العريقة والأصول التى تمتلكها الجامعات.
كما أشاد د. أيمن عاشور بدور الجامعات فى تعريف الطلاب بتاريخ وحضارة مصر القديمة، وتغذية عقولهم بالمعرفة والفهم السليم؛ لتأكيد انتمائهم، ونشر الوعى بالآثار المصرية وتعريفهم بها، مشيرًا إلى أن الدور الثقافى والتنويرى للجامعة لا يقل أهمية عن الدور التعليمى، وأن سياسة التعليم العالى تركز بشكل أساسى على بناء الإنسان من كافة الجوانب العلمية والتربوية والثقافية، مثمناً الجهود المبذولة لتنفيذ المتحف، كما وجه الشكر لكل من ساهم فى هذا العمل.
ومن جانبه، أكد د. محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس حرص الجامعة على إحياء دور قصر الزعفران التاريخى العريق والتنويه بعظمة وتاريخ هذا القصر الذى شهد عدد من الأحداث التاريخية الهامة، ومنها توقيع؛ معاهدة ١٩٣٦، وميثاق جامعة الدول العربية، كما أديرت منه جامعتا القاهرة وعين شمس لفترة وجيزة، موضحاً أن فكرة المتحف جاءت مواكبة لعملية ترميم القصر بهدف تقديمه بشكل جديد كوجهة ثقافية وأثرية تليق بتاريخه الذى يعود لعهد الخديوى إسماعيل فى عام 1901م، وكذا إصدار كتاب عن القصر، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة ستشهد إقامة متحف مفتوح يضم الدور الأول إلي الطابق السفلي من قصر الزعفران.
كما أعرب د. المتينى عن اعتزازه بالحضور الكبير من الشخصيات العامة ومن قيادات وخريجى الجامعة الذى يعكس مكانة جامعة عين شمس التى تعتبر أقدم جامعة على الأرض تعود أصولها لجامعة إيونو/أون فى عصر مصر القديمة، موجهاً الشكر لجميع الجهات التى ساهمت فى تنفيذ هذا العمل،
من كليتى الآثار والهندسة والمكتب الاستشاري لكلية الهندسة، إلي جانب شركات المقاولون العرب ووادي النيل.
وأشار د. محمود المتينى إلى أن زيارة هذا المتحف لن تقتصر فقط على طلاب جامعة عين شمس، بل سيتم السماح أيضاً للباحثين والدارسين من مختلف الجامعات المصرية، إلى جانب القيام بدور تدريبى كمتحف تعليمى لطلبة كلية الآثار.
وقدم د. ممدوح الدماطى وزير الآثار الأسبق والمشرف على المتحف عرضاً لتاريخ قصر الزعفران، ولمحتويات المتحف وخطوات إنشائه، مشيرًا إلى أنه تم استعارة مجموعة من المقتنيات من المجلس الأعلى للآثار والتى ترتبط بتاريخ القصر وتاريخ جامعة عين شمس لضمها إلى المتحف، وكذا استعارة مقتنيات من متحف كفر الشيخ تخص تاريخ أسرة محمد على.
وعلى هامش الافتتاح، تم تكريم د. مصطفى وزيرى رئيس المجلس الأعلى للآثار، ود. هشام تمراز نائب رئيس جامعة عين شمس السابق لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وشركة المقاولون العرب، والمشاركون من المجلس الأعلى للآثار، وكلية الآثار، لدورهم فى تنفيذ المتحف.
جدير بالذكر أن المتحف يضم مجموعة متميزة من المعروضات منها؛ واجهة بوابة مقصورة الأمير “نب ماعت رع” ابن الملك رمسيس التاسع، خلال الفترة (1125-1107 ق.م)، وكان يشغل منصب كبير كهنة الشمس (ور ماو) بمعبد رع في (إيونو)، وتمثال لإيمحوتب مصنوع من مادة البرونز، وقاعدة من الألباستر، يرجع إلى (الأسرة السادسة والعشرين-العصر الصاوي)، وتابوت آدمي من الخشب مزين بمناظر دينية لحماية المتوفى يرجع إلى (الأسرة السادسة والعشرين-العصر الصاوي)، بالإضافة إلى مجموعة من الخزف، صناعة “غيبي التوريزي” رائد الخَزَّافين فى زمن المماليك، القرن (8هـ/14م)، كما يضم المتحف مجموعة من النياشين والأوسمة والميداليات التذكارية للمملكة المصرية، تعود إلى عصر أسرة محمد علي القرن (1314هـ/1920م).
ويضم المتحف شاشات عرض، ويقدم جولات افتراضية عبر التطبيقات التفاعلية عن موضوعات تاريخية، وهولوجرام.