عاطل يمزق جسد ابن عمه بالسكين في “الدير الشرقي” .. بقنا
اعترف عليه في جريمة سرقة .. وطالبه برد المسروقات
المتهم تخلص منه بالدفن في منطقة جبلية .. وكلب ضال كشف الجريمة
كتب – عبدالرحمن أبوزكير :
حلقة جديدة من حلقات الجرائم الدموية التي تكون بمثابة الفصل الأخير في طريق الحرام؛ شهدتها قرية الدير الشرقي بمحافظة قنا، بعدما استيقظ الأهالي على جريمة قتل بشعة أنهى خلالها عاطل حياة ابن عمه بعد مشادة كلامية بينهما تطورت لمشاجرة بسبب اعتراف المجني عليه على القاتل باشتراكهما في واقعة سرقة لإحدى الورش ومطالبته برد المسروقات .. فما كان من القاتل إلا أن تخلص من ابن عمه وقام بدفنه في منطقة جبلية ظنًا بأن أمره لن ينكشف .. ولكن الكلاب الضالة فضحت مخططه وكشفت تفاصيل جريمته البشعة.
تفاصيل الواقعة بدأت مع بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا، بتغيب عامل يدعى “عبدالله.م.م.ا” 31 سنة مقيم بنجع العبادين التابع لقرية الدير الشرقي بمركز قنا، في ظروف غامضة .
بدأت أجهزة الأمن تكثف تحرياتها حول الواقعة لكشف ظروفها وملابساتها، وبدأت في استدعاء أقارب المجنى عليه واصدقائه للاستماء إلى أقوالهم .
مرت ثلاثة أيام ولم تظهر أي دلائل تشير إلى مكان وجود “عبدالله” .. وأسرته لا تتوقف عن الاتصال بهاتفه على أمل سماع صوته لكن رسالة صوتية تقول” الهاتف قد يكون مغلقًا ” .. تقتل أي بصيص لذاك الأمل.
شباب القرية قرروا مساعدة أجهزة الأمن في البحث عن فقيدهم، وانتشروا في أرجاء البلدة يبحثون وسط الزراعات وفي الطرقات حتى وصلوا إلى المنطقة الجبلية التي كانت آخر احتمال لديهم لكونه لم يعتاد الذهب للجبل من قبل .
وبعد رحلة بحث مضنية داخل الدروب الجبلية ، دون أن يعثروا على أي أثر لفقيدهم قرروا العودة مرة أخرى إلى حيث أتوا للحصول على قسط من الراحة قبل معاودة البحث في منطقة أخرى .. وبينما هم في طريق العودة تلاحظ لهم وجود تجمع للكلاب الضالة وهي تنهش في الأرض .. ولكن لا يوجد أثر لحيوانات نافقة، حيث يعتاد الأهالى على إلقاء الحيوانات النافقة هناك لتأكلها الكلاب .. الأمر الذي أثار دهشتهم فقرروا التوجه نحوها لمعرفة ما تفعل الكلاب في الأرض .
كانت الصدمة قوية .. وهم يشاهدون الكلاب تنهش في جسد إنسان وليس حيوان نافق .. وعلى الفور بادر الشباب بالاتصال بذويهم لإبلاغ الشرطة التي حضرت على الفور لتقوم باستخراج الجثة بعد ابعاد الكلاب عنها .
تمكنت قوات الأمن من استخراج الجثة وبمناظرتها تبين أنها للمدعو “عبدالله.م” المبلغ بتغيبه قبل ثلاثة أيام .. فتم إخطار النيابة العامة التي انتقلت على الفور لمحل البلاغ، وقامت بمناظرة الجثة وأمرت بنقلها لمشرحة مستشفى قنا العام وانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة .
أقارب المجنى عليه تجمعوا أمام مستشفى قنا العام في انتظار صدور تصريح دفن الجثة ، وفي المقابل جهود الأجهزة الأمنية لا تتوقف لكشف ظروف وملابسات الواقعة.
وبعد مرور بضع ساعات من العثور على الجثة نجحت الأجهزة الأمنية في كشف لغز الواقعة وضبط مرتكبها، حيث تبين قيام نجل عمه بالتخلص منه بعد تمزيق جسده بالسكين بعد اعتراف المجني عليه على القاتل باشتراكهما في جريمة سرقة لإحدى الورش .
وتبين أن المتهم بارتكاب الواقعة يدعى “س.ا” 47 عامًا، والذي حاول في التحقيقات انكار صلته بالموضوع وقال أنه لم يذق طعم النوم منذ علم بتغيب ابن عمه لكونه تربطه به صداقة قوية بجانب القرابة وكان حزين لتغيبه وينتظر عودته بفارغ الصبر.
المتهم لم يفلح في المراوغة طويلًا .. فبعد مواجهته بقيامه بالاشتراك مع القتيل في واقعة سرقة لإحدى الورش قبل أيام واكتشاف صاحب الورشة لذلك .. انهار المتهم واعترف بارتكاب الواقعة ، وقال انه اشترك بالفعل مع ابنه عمه في سرقة ورشة، وكنا نظن أن الواقعة ستمر دون أن ينكشف أمرنا، إلا أن أصحاب الورشة واجهوا ” عبدالله ” الذي اعترف لهم بقيامنا بارتكاب واقعة السرقة، وجاء ليطالبني برد المسروقات.
أضاف : أن الأمر كان بالنسبة لي مفاجئة فكيف يطالبني بأن اعترف على نفسي بارتكاب واقعة السرقة فهذا الأمر سيصبح عار يلاحقني طوال العمر .. فوقعت مشادة كلامية بيننا بعد أن رفض أن يعترف على نفسه وينكر علاقتي بالموضوع ونتيجة اصراره لم اتمالك نفسي فقمت بتسديد عدة طعنات له أدت إلى وفاته .. ثم قمت بوضع الجثة داخل برميل على عربة كارو وكأن البرميل يحتوي على مخلفات وفي طريقي للتخلص منها في الجبل .. وهناك قمت بحفر حفرة وتخلصت منه بالدفن داخل الحفرة لأغلق موضوع السرقة نهائيًا مضيفًا : ” لكن للأسف معملتش حساب للكلاب ” .
أمرت النيابة العامة بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، مع مراعاة التجديد للمتهم في الموعد القانوني.