فى تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قال مارك زاندى كبير الاقتصاديين بمؤسسة “مودى انيليتكس” الأمريكية والمسئول عن إدارة الابحاث الاقتصادية وتحليل المخاطر إن نيويورك كبرى المدن الامريكية تضررت اقتصادياً بدرجة كبيرة جداً بسبب فيروس “دلتا” المتحور، حيث تم اغلاق عدد كبير من الشركات وتعطل خُمس عمال المدينة عن العمل،بخلاف المدن الأخرى التى تضررت للسبب نفسه وفقدت مالا يقل عن سدس وظائفها مثل بوسطن وميامى ولوس انجلوس وديترويت وفلادلفيا وسان فرانسيسكو وواشنطن وسياتل وشيكاغو وكاليفورنيا.
أكمل التقرير قائلاً إن حجوزات الفنادق والسيارات المؤجرة تضاءلت فى الاسابيع الأخيرة،وتوقفت حجوزات المطاعم عبر الانترنت ويقول محرك البحث العالمى جوجل الذى يتتبع تحركات الاشخاص منخلال تليفوناتهم المحمولة إن عدد الناس الذين يترددون على محلات البيع بالتجزئة والملاهى والانشطة الترفيهية فى تناقص.
التقرير أشار أيضاً إلى أن أسعار السلع ارتفعت بسبب حالة الارتباك التى أصابت سلاسل التوريد العالمية ، خاصة ان الصين أغلقت مؤخراً محطة فى ميناء بحرى رئيسي نتيجة اكتشاف متحور دلتا بين عمال الرصيف، فارتفعت تكلفة شحن البضائع المتجهة من شنغهاى الصينية إلى نيويورك إلى أربعة أضعاف.
التقرير اوضح أن ثلاثة أرباع مليون عامل هجروا المدن الكبرى عائدين إلى الضواحى والمناطق الريفية التى جاءوا منها هرباً من الوباء وهذا الرقم اكبر رقم هجرة داخلية عكسية منذ زمن بعيد، وأكد التقرير أن متحور دلتا يذكرنا بأن الوباء لم ينته وأن الانتعاش الاقتصادى مرتبط بشكل كبير بمداه وتدفقاته، وأنه لن يكون هناك خط مستقيم للعودة الى القوة الكاملة للاقتصاد.
كانت هذه ابرز النقاط التى تحدث فيها التقرير الأمريكى، وإذا ربطنا بين هذا التقرير وبين الحالة الاقتصادية فى مصر فيما يخص التوظيف والبطالة فيكفى أن نذكر أنه بشكل شبه يومى تعلن وزارة القوى العاملة عن توظيف آلالوف من الشباب فى الشركات الخاصة فى المحافظات المختلفة بمرتبات تصل إلى ستة آلاف جنيه شهرياً، وفى الوقت نفسه أعلنت وزارتا التخطيط والقوى العاملة أن معدل البطالة فى مصر انخفض هذا العام على الرغم من جائحة كورونا من 9,5% فى الربع الثانى من عام 2020 إلى 7,3% فى الربع الثانى من عام 2021 بمعدل انخفاض قدره 2.2% وهو معدل غير قليل فى الانخفاض خلال عام واحد ولكنه يأتى ضمن أهداف وزارة القوى العاملة التى تخطط لخفض معدل البطالة بنسبة تتراوح بين 1% و1.5% سنوياً كما جاء على لسان محمد سعفان وزير القوى العاملة الذى ينشر بين الحين والآخر تفاصيل نشرة التوظيف التابعة للوزارة والتى تحدد نوعية الوظائف المتاحة فى كل التخصصات بالمرتبات المقترحة مع ضمان جدية هذه النشرة بذكر أرقام تليفونات وأسماء مسئولى الشركات التى توفر هذه الوظائف.
وزير القوى العاملة صرح منذ أيام بأن الوزارة تدرس مستقبل الوظائف خلال العشرين عاماً المقبلة فى ظل انتشار التكنولوجيا بشكل متسارع وذلك لتوفير الوظائف المناسبة للشباب المصرى الباحث عن العمل ولتحقيق انخفاض أكبر فى نسبة البطالة فى مصر خلال الأعوام المقبلة.
وعلى الرغم من جهود الدولة فى توفير فرص عمل من خلال زيادة الاستثمارات الأجنبية وفتح شركات ومشروعات جديدة تجذب الأيدى العاملة المصرية والتنسيق مع الشركات الخاصة العاملة فى مصر والمشروعات القومية للسبب نفسه فإننا يجب الا نركن إلى ذلك، ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة من إجراءات احترازية وتباعد اجتماعى لتجنب أية خطوات رسمية من شأنها التأثير على معدل التشغيل كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة فى ظل الاعلان عن دخولنا ذروة الموجة الرابعة من جائحة كورونا خلال الأيام القليلة المقبلة.
[email protected]