صدر عن مؤسسة دار الصادق الثقافية في العراق والتي مقرها مدينة بابل كتاب(حضور الفاطميين في مسرحيات السيد حافظ) للدكتور نزار شبيب كريم العبادي .
تناول الكتاب محطة مهمة من تاريخ الدولة العربية والحضارة الإسلامية التي استحضرها الكاتب الكبير السيد حافظ في مجموعة مسرحيات تناولت تلك الحقبة بطريقة درامية أفرزت عن المناخ العام الذي كان سائداً في المجتمع الإسلامي وماعاناه من تقلبات القت بظلالها على كافة الأصعدة.
وأستهل الكتاب بمقدمة تأريخية للبروفسور الدكتور طارق العذاري التدريسي في الجامعة الأردنية حاليا-وأستاذ الفنون المسرحية في جامعة البصرة سابقاً وأكد فيها على تجربة السيد حافظ في هذا المجال وخوضه تجارب مسرحية في حفريات التأريخ ممالة لما تناوله الكتاب من استحضار للتاريخ العربي والإسلامي وسعي الباحث في خوض غمار هذا البحث ونقل أحداثه التأريخية دون زيف أو تكليف في نقل الحقائق والتعريف بالفاطميين بعيداً عن المغالطات التأريخية التي أفضت إلى صراعات عقيمة لاتغني ولاتسمن.
وبدأ الكاتب بالتعريف بالدولة الفاطمية ونشأتها وعدد حكامها وصولا إلى الحياة الثقافية والإجتماعية وانعكساتها في المجتمع الفاطمي انذاك وماحفلت به تلك المرحلة التأريخية من انقلابات سياسية أسهمت في بلورة شكل الحكم القائم وفي الفصل التطبيقي تم تسليط الضوء على المسرحيات الست التي تناولت تلك الفترة زمانياً ومكانياً عبر أحداث متسلسلة ضمّنها الكاتب ولم تخلو ا من أسقاطات سياسية داعبت مشاعر القارئ العربي وشحذت فكره عبر خلطة بريختية أسهمت في أستنهاض هذا المنجز. والمسرحيات الست هي: مسرحية الظاهر بالله ،مسرحية حرب الملوخية،مسرحية العالية والأمير العاشق ،مسرحية ليلة اختفاء الحاكم بأمر الله ،مسرحية ملك الزبالة أو الزبالين ،مسرحية حلاوة زمان أو عاشق القاهرة
ومما حفز الباحث في اختيار هذا العنوان هو الثراء الأدبي لتجربة الكاتب في أستلهام التاريخ العربي والإسلامي في مناسبات كثيرة أثرت المكتبة العربية بنتاجات أسهمت في تعزيز وديمومة حفريات تلك الوقائع والأحداث التأريخية التي بدورها تسلط الضوء على الواقع العربي الراهن ومايعيشه المواطن العربي من أرهاصات أوضاع العرب والمتغيرات الأجتماعية والسياسية التي شهدتها أغلب الدول العربية وساهمت بشكل أو بأخر في تحديد بنية الشخصية العربية وبمناخ درامي يقرب الواقعة التأريخية للقارئ البسيط أستوحاها الكاتب وبث فيها الحياة على وفق رؤى وأفكار تباينت بين السلب والأيجاب لتشكل بالتالي منجزاً أدبياً يعول عليه الجميع في أستحضار تأريخنا العربي والإسلامي الذي يحوي بين دفتيه منجزات تلك الأمم بأطار فني وأدبي يستطيع من خلاله القارئ الأطلاع على تاريخ أبائه وأجداده. وشهدت الساحة المسرحية العالمية منجزات تأريخية كثيرة أسهمت في توثيق تراث أممها ومنها ماسطره 0(وليم شكسبير) في تناوله لتأريخ انجلترا واسكتلندا وغيرها من الدول وأفضت أعماله المسرحية تراثاً أدبياً عزز من الوقائع التأريخية. وفي النهاية نشيد بدور السيد حافظ في استلهام تلك التجربة وبلورتها بتجارب فنية أخرى.