»»
معين أدباء المحروسة لا ينضب أبدا .. وضيفتنا في هذه السطور الشاعرة الأديبة هدير عزت توفيق ،وتنشر لها منصة المساء غيضا من فيض قصائدها ونصوصها المفعمة بالتجارب الشعورية المستقاه من الحياة بأفراحها وأتراحها ومتغيراتها
..”عصفور بيحلم بالجناح”، ذنوب مستقيمة، استدعاء نفسي..
🍂
هدير عزت في سطور
• حاصلة على ليسانس الآداب قسم اللغات الشرقية جامعة المنصورة.
• مؤسس فريق “أنتيكا” لدعم المواهب الأدبية وشاركت في كتاب مجمع يحمل نفس اسم الفريق عام 2016.
• فازت بجائزة الشاعر الراحل بشير عياد عن قصيدة « بما إني بنت » عام 2018.
• صدر لها ديوان « قبل الحقيقة بساعة » عام 2019.
• صدر لها ديوان «السبع خطايا» والذي فاز بجائزة أحمد فؤاد نجم عام 2021.
• عضو مجلس إدارة بنادي أدب قصر ثقافة دمياط الجديدة لمدة ثلاثة أعوام ،وشاركت بالعديد من الأمسيات الشعرية.
🦜
عصفور بيحلم بالجناح
مولودة ف قفَص
فكان طبيعي أشوف
طيران صحابي جريمة واخُد لي جنب
واعتبر قُربي الشديد منهم
خطيئة وذنب
وأفضَّل الوحدة بإرادتي لتاني مَرَّة
من بعد ما اتفرضِت عليَّا
من سنين
فلعلّ يِتوِهِم القفَص ويشوفني حُرة
ويشوفني عندي القُدرة إني اختار ما بين
أشياء وبِين!
من كُتر خوفي من الفشل
أصبحت اخاف مـ التجربة
واقطع حبال الفكرة لو خطرت في بالي
من غير ما احِس بأي ذنب
بـ ادفن خيالي
واقلع جناحي
واقرّر امشي عشان ما اقعش!
عـ اليمين واقف الرضا جنب الهزيمة
وعـ الشمال سهم التمرُد والنجاح
وِف قلبي ريشة لسَّه عاشقة للبراح
ودي حيرة أصعب من وقوعي
ومن دموعي
ومن طموحي المُستباح ..
فيه لسَّه عصفور جوَّا مِنِّي عنيد
والغُصن يِعشق صُحبِة العناقيد
وانا قلبي غُصن وحِلمي فيه عنقود
يفرُط فيفضل قلبي بعدُه شريد
يِستنى غنوة تونِّسُه وتسلِّي حزنُه
وتخَبِّي عنُّه قساوِة التنهيد
حُريتُه من غير بشر
لا تغذِّي روح ولا تِروي ريق
ما اعرِفش إيه معنى الوصول
ولا كان لُه يوم عصفور صديق!
في كل مرَّة انا بـ انهزِم
بتزقزق العصافير
عشان
تقسِم بصوتها إن انا إنسان
وتعايرني بضعف حيلتي وبـ سكوتي
وبإني حُر ف صُحبة السجَّان!
هوَّ الشغف
وحدُه اللي يقدر يخلق الأحرار
ويخِف من رهبِة دخولي التجربة
ويشيل معايا الحلم على كِتفُه الشريف
فاشعُر بنشوة في الانتظار
واصبُر لبَعد المُنتهى والمُستطاع
ألبس جناحي الحُر مش حِلمي الأسير
بس المصير؟
إيه اللي ممكن يهزِمُه لو يوم جناحي اتقص بيه؟!
أمشي؟
أطير؟
أجري؟
هافضل مكاني وهانتظر أجري
من كف خوفي فافضل ضرير!
كان نِفسي رزقي يصاحب العصافير
فتحِل بَركِة رِزقهُم على كعب سَعيي
وأشوط بعِزم ما فيَّا أوهامي القفَص
واعرف أشوف
طيران صحابي من عِشّهُم
قوة وشرَف!
حريتي
بالوقت تتحوِّل يمامة
تضمن لي اطير من غير ما اقع
وبصيرتي تضمن لي ان عمري ما هاتخدع
واذا حِلمي لسَّه ف قلبُه نبض
يقدر يعيش بُه بدون خساير
-أوِّلها إحساس الوجع-!
🍂
ذنوب مستقيمة
( ١ )
طبيعة الحال بيتغيَّر وكل الضيق نهايتُه برَاح
لكن قلبي اللي مش ممكن في يوم يِرجع لي عـ المُفتاح
بـ اخبِّي حبيبي في النَبضة
وفِي القَبضة
بـ اخبِّي فراق
ما اهوش قلبي دا مُوت واكتَر
ما اهوش قلبي دا كُوم أشواق!
( ٢ )
كان لسَّه فاضِل نُص قلب واهو اتسرَق
كان لسَّه فاضل نُص موت اسمُه السكوت
كان لسَّه فاضل مـ الصمود حبّة أمَل
همِّت عينيا ف حُضن من ريحة البيوت
حنِّيت .. رجِعت
ولمَّا ضِعت
سحَبْت قلبي وتنهيداتُه لكام سنة
فخسِرت عُمري
ولما فُقت
لقيت ف قلبي وشوش كتير بتواسي مَيِّت كان أنا!
( ٣ )
هيواسوا فيك وقت امَّا تِبعِد عن عالَمهُم
وقت امَّا تعجز حتى عن سَترك لموتَك
اسمَك خطيئة بتِنجلِي وبتثير آلامهُم
أثناء حياتَك مـ التهَجِّي لكَتم صُوتَك
كارهين وجودك زي كُره الحق فيهم
حتى وقت ما بتجاريهُم
هيفَضَّلوا الأكتر سكوتك
مبروك عليك الموت لأنَّك سِبت قَطر الخوف يفوتَك!
( ٤ )
معظم خطايا القلب تضحِيَّة
معظم خطايا النَفس كيد “هِيَّ”
وانا “هِيَّ ” لكن قلبي بيت
بيضُم كل خطِيئة مَنسِيَّة
جوايا ساكن فِعل وشعور بـ اكرهُه
وبيبان لشر بيُرفض انِّي أخرَّجُه
ويوماتي بـ العَن كل شيء فيَّا
بس امَّا اشُوفُه بكِبريائي بـ اقَدَّرُه
مجنونة جايز لما بـ اسمَعني
أو عاقلة جدًا لمَّا بـ افهَمني
متناقضة لكن مَنطِقِي الحاسِم
بيخلِّي خِيري وشَرِّي متأنِّي
اسمع غريزتَك مش غلَط بس امَّا تِفهَم تختلِف عَنِّي!
( ٥ )
ما تكُونش صورة لحد غير نفسَك
ما تعِشّ عُمرَك كُلُّه مِستنِّي
أوِّل ما تِقدَر تكتشِف حِسَّك
اخلَع هزايمَك وابتسِم
غَنِّي ..
غَنِّي بطبيعتك وبخطيئتَك
وبهَواك وبجُرأتُه
غَنِّي لثباتَك واشتياقَك
ولآهات بتموِّتُه
ارقُص ..
هتفتح لك خُطاك سِكَّة ومصير
ارقُص هتِشفي جناح مريض عشمان يطير
ارقص هينزل لك مطر أو طوق نجاة
ارقص تشوف جوَّا الحياة مليون حياة
الرقص بسمة واعتذار من دُنيِتك وقت انهيارَك
والغُنا تغيير مسار هيكون أخيرًا باختيارك!
( ٦ )
طبيعة الحال بيتغيَّر بس بإرادتك وبقرارك
وانتصارك كل مرة بتِنوي فيها تغيَّرُه
بُص ف مرايتَك هتلاقي لَك ألف وِش مِكرَّرُه
اختار لك انت قناع مناسب
بس حاسب
لسَّه قلبك وش واحد
خدش بس وتِخسَرُه!
🍂
استدعاء نفسي
بـ استدعي دَمعي وبرضُه مش بـ ابكي
وعينَيَّا باصَّة بقوة ما اتهَزِّتش
أحزاني خجلت مِني لبست وِش
فَوقِفت وحدي غريبة عـ الناصية
بيشِد إيدي الدمع يِلحقني فَمسِكت فيه
نجدتني عين
وغرِقت في التانية!
بـ استدعي قلبي يحِن؛
مش بيدُق
وشعوري قال للذكرى: كلُّه نصيب
كداب يا عُمْر اذا قُلت مش هتمُر
واذا قُلت واقِف عند كل حبيب!
الدنيا واخدة سنينها وبتِجري
والعرض ساري وكلنا الطلبات
هتلاقي طلَبَك فيا وهلاقي
وهتِمشي خطوة تحِب شيء بالذات
وهتمشي خطوَة طريقها مش عايز
وهتِنهِي بيها مغامرتِك أوقات
هتسيبني وَحدِي فـ كَف ١٠٠ جايز
وهسيبَك انت مُجرَّد اللذَّات!
بـ استدعي نَفسي؛
قالت لي: مين انتَ؟!
أنا شُفت مِنَّك خمسة أو سِتة
مجرِم وطيِّب وِامَّعَة
ومريض مِسَلِّم أمرُه لروشِتّة
وطبيب بيِكسب من وجَع إنسان
وضمير قاطِعكوا صبَحتوا بِيه دَستة!
بـ استدعي ذَنبي؛
يقول لي ما تدَققش
كان بينَّا وِد وتُبت أصبَح هَش
ما بقاش في داعي توَطِّي لضميرَك
أو يِبقى كاسرَك فِعل ما اتحققش
النية صادقة وواضحة زي الشَمس
هل كنت نَفسَك من سنين أو أَمس؟
كَمِّل مسيرتَك وابتسِم دوني
أنا مش هالازمَك إلا لو دوني!
بـ استدعي خوفي؛
يقول لي ما تخافشي
أنا لما ازورَك بـ استِحِي وبـ امشي
دا يصَّح يعني يدُق بابَك ضِيف
وتقابلُه لحظة ولحظة ما تبانشي؟
الخوف وسيلة بتنتشِل خُوفَك
وتهِد كل بيوتها بطروفَك
جرَّب تبُص لكَفِّي لو سَلِّم
يِمكِن ترَحَّب بِيَّا كَـ ضيوفَك
يمكِن أشوفك ما استِحيش تاني
يمكِن بِشُوف عن قُرب تقراني!
بـ استدعي حِلمي؛
يقول لي دَهر وجاي
ومسيري اقابلَك .. دا مِسير الحَي
وقابلني لكن
بعد هِرَم الضَي
وقابلتُه مَحنِي ونظَري على قَدِّي
وبصيرتي حتى اتحوِّلِت ضدي
وقالت لِي: اهرَب لو سريع في الجَري
ده منين تلاقي الحَي .. بيموت حَيّ
وانا حِلمي مَوِّت عُمري من بدري!
بـ استَدعي مُوتي؛
يقول لي مش جاي لك
فيه ١٠٠ محاولة للهروب أشيَك
هتسيب جحيم هتروح جحيم تاني
وهتلقى ناس اتسرَّعِت زيك
خلِّي الزمن
يدهِس بأقدامُه السنين عادي
وافتح عينيك على وِسعها
من غير ما عُمرك يرتجف لحظة
ساعتها بس انا هابتسِم
وهتبتسِم وتجي لي تِجري بقلب جامد
مش هروب
وهتِنهي اِنت بنَفسَك القصة!
هتموت ودَمعك يِحيا جوَّا عينيك
وينول نصيبُه من الحياة بسببك
هتموت
وهتِدَّي فُرصة لذكرياتك تتولِد
وتعيش سنينها لنَفسَها بَعدَك
نَفسَك
هتبرَّأ الذنب براحتها وتقول ما شُفتِش
صاحبُه خَد سِرُّه امَّا مات
خوفك
هيقول بـ اخاف أحلَم
حِلمَك
هيقول عشان بـ احلم .. بـ اخاف
الموت لسان الدنيا لكن
مش بيِنطَق
وِمداري نَفسُه عشان صَدَاه مِتشاف!
🍂