»»
شعور مؤلم أن نغلق أعيننا ونتخيل عالما لا مكان لنا فيه ، عالما لا نعرفه ولا يتذكرنا ، وكأننا لم نكن يوما.
هكذا تمضى الحياة ، ونحن نتظاهر أننا لن نموت ، نخدع أنفسنا أن هذا اليوم بعيد ..كنت أسهر مع نفسى اقتنص فرصة سكون الليل وصفاء الذهن والناس نيام ، اجدنى استوقف كل مرة عند نفس المشهد ، مشهد الموت ، فكرة الذهاب دون عودة فكرة مهيبة قد يعجز العقل عن استيعابها ، أرحل كل هولاء بهذه البساطة ؟ إذا فالموت هى الحقيقة الوحيدة المطلقة التى يجمع عليها كل البشر ، برغم كونها حقيقة لا تحتمل طعنا فى صحتها ،إلا أننا نحاول تجاهلها .فلماذا نتمسك بالحياة وتخاف من الرحيل ، احب فى البقاء ، ام خوف من مصير مجهول ؟وداعا يا عمرى ويا سنين حياتى وداعا ايام الخوالى ، ووداعا سنين عمرى الماضية . ياليت الزمان يرجع والايام تعود حتى احتضن اجمل ساعات عمرى ، ياليت الليالى تعود حتى ارجع الى شبابى ،هل يا ترى اجد ذلك الطفل الذى لا يعرف من الحياة إلا لعبته ، هل يا ترى يعود الطفل الذى لا يحمل هم الدنيا فى قلبه . كم من عزيز فقدناه ؟ وكم من حبيب فارقناه ، وكم من جميل تركناه؟ وكم من حلم عشناه ، وكم من ايام عشنا فيها اجمل الدقائق واروع الساعات ؟ وكم من محب فارق حبيبته ، وعاشق فارق معشوقته ؟ لقد سكت قلمى ولم اعد اذكر الا صمتى يتردد بين جوانبى وجوارحى ، أنها يقظة طاحت باحلامى وأتى الليل عليها والليل بصديق ..طال العمر أم قصر ، كلنا راحلون ، فالأفضل لنا أن نعيش اعمارنا بهدوء وحكمة مودع متصالح مع حقيقة أنه سيعود عدما كما كان ،وان الدنيا ما هى إلا طريق قصير إلى حياة أبدية ..اشعر بقرب قطار العمر إلى محطته الأخيرة .. اللهم احسن خاتمتنا ، وأختم بالصالحات أعمالنا ..يارب إنها اعمارنا تجرى كالرياح ولا ندرى متى اجلنا إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
…………….
✍️ محمود جاب الله
(وكيل مكتب بريد طهطا – سوهاج)