قام اتحاد كتاب مصر فرع الأقصر بتكريم أخى وصديقي حسنى الإتلاتي بحضورالشاعر محمد جاد المولى رئيس الفرع والدكتور الشاعر النوبي عبد الراضي الخميس الماضي 22يونيه 2023 وذلك فى قصر ثقافة العقاد بمدينة أسوان
الشاعر حسنى الإتلاتي شاعر فصحى وهو صديق عزيز و شهادتى فيه مجروحة لأننا معا عمرا طويلا و كنا أنا وهو منذ 1997 تقريبا نرتاد نادى أدب أسوان
بداية صديقى كانت مع الشعر العمودى وكان يجد نفسه فيه وإن كان يجنح احيانا لقصيدة التفعيلة التي اعطته ولم تبخل فكان يكتب قصيدة التفعيلة بطعم القصيدة العمودية مع الاهتمام بجماليات قصيدة التفعيلة من التحرر من قيد القافية والسطر الشعري وله قصائد اذكر منها إتلات تعتبر من القصائد الخالدة تطلب منه اينما توجه في أي منتدى
انقطع الإتلاتي فترة عن نادى الأدب حيث كان يحاول أن يتفرغ لأهم ديوان له ألا وهو مسكنه وحاجات اطفاله الصغار المحتاجين لكل وقته وبالفعل كان يعمل الليل مع النهار حتى اتم الله له المنزل ورأى أشباله قد ابتدأ عودهم ينضج ، وخف إلى حد ما بعض ما كان يعانيه فاستجاب لإستجدائى له أن يعود إلى النادي حيث كنت أحاول كل فترة أن اتصل به وأدعوه لأمسية أو إلى ملتقى أو إلى جلسة محبة بين الأصدقاء أو أن يعود إلى نادي الأدب وكان يتعلل بالظروف
عاد حسني الإتلاتى عودة محمودة وابتدأ في إنتاج الشعر واستطاع أن يطبع أكثر من ديوان في الفترة الأخيرة ويشارك مشاركة جادة في كافة الفعاليات رغم ظروفه التي أعرف من سفره ولا أبالغ من كلمة سفره من أسوان للسد العالي وما يعانيه من مشقة انتظار أو إيجاد مواصلة -خاصة لو تأخر في الندوة او كنا في مركز من مراكز أسوان – وأحيانا كان يبيت مع أحد الاصدقاء في المدينة عندما يعلم انه لن يستطيع السفر الى منزله بالسد العالى
حسنى الاتلاتى صديق جميل يغضبه أحيانا تصرفات بعض الأصدقاء ، لكنه لا يغلق باب قلبه يجعله مواربا ويستقبل طرق صديقه المغضوب منه ليفتح له ويسامحه ٠ أحيانا أشعر أنه بنقاء طفل يغضب ويسامح من كلمة طيبة
كنت وهو ومعنا أخى الشاعر عبده الشنهورى نسافر إلى منتديات في أماكن متفرقة سفراء عن مدينة أسوان سواء في محافظة أسوان أو المحافظات المجاورة او القاهرة ومحافظات الوجه البحرى ارتبطنا بمحبة في الوسط الأدبي كسفراء لأسوان
كما أننا في سفريات كثيرة كنا نشرف بصحبة العديد من أدباء أسوان معنا للتعريف بأدباء أسوان في منتديات أدبية كثيرة وكان يصحبنا فيها
ومما ساعد الأستاذ حسنى في نمو موهبته وتميزها تدريسه للغة العربية ودراسته بالجامعة ونهمه للقراءة كل ذلك أثر في حياته الإبداعية ٠ أيضا أنه كان يخطب الجمع في مسجد قريتهم إتلات أيام شبابه وأظن ذلك ساعده كثيرا في أن يكون ملقيا مميزا لإبداعه وانفعالاته أثناء الأداء وأن يشعر من أمامه بمشاعره أثناء الكتابة فهو يعلم ماذا يفعل وكيف يقول إبداعه وكيف يؤثر فيمن أمامه بكل حب لا افتعال إنما يتحدث قلبه لا لسانه
حسنى الإتلاتي يجبرك أن تحترمه وأن تحبه وأن تنبهر بما يقول سواء إبداع شعرى أو إبداع نقدي له العديد من الدراسات النقدية التى تجعل من ينتقد عمله يحب عمله أكثر مما كان يحبه
يتكئ حسنى على حسنات الإبداع ويظهرها ويطرح الامثلة من المقاطع التي أجاد فيها المبدع وفي نهاية الجلسة أو بعد أن ينفض السامر يجلس مع المبدع ويذكر له ما كان يجب أن يقوم به في سطوره الشعرية أو الإبداعية من قصة أو رواية .. يجعل المبدع في فرح حقيقى وإن اختلف البعض من أسلوب إسعاد المبدع ويجب أن يوضع في المناقشة الأخطاء والحسنات إلا أننى أطالب بالوسط والاعتدال بين هذا وذاك وكل ناقد وله أسلوبه حيث الغرض منه أن يفيد المبدع الذى يناقش وكذلك من حضر المناقشة
خاض حسنى الإتلاتي التجريب في كافة أنواع الشعر فكتب في الفصحى العمودي والتفعيلة وقصيدة النثر وكل تجربة منها قد أخرج فيها ديوانا أو أكثر
كذلك له تجارب في العامية المصرية ونشر العديد منها في صفحته على الفيس وإن كان اعتراضى على ذلك لأنه انسان قد تحقق في الفصحى لكن لا بأس من التجربة فهو يفيض دائما بإبداعه ودائما هو له فكره الخاص في هذا الإبداع ودائما ما يجنح ناحية المهمشين وله ديوان كامل من قصيدة النثر ( الغبار ) يتكلم فيه عن المهمشين ومن لايجدون من يهتم بهم أو يتولى قضيتهم . كما أن له تجارب وإن كانت قليلة في الواو من باب المشاركة وله دراسات عن بعض كتاب الواو منهم الشاعرة أميرة محمود و الشاعر عبد الناصر أبوبكر وعن فن النميم في أسوان
حسني الإتلاتي لم أخطو خطوة في بحر إبداعه هو مبدع بالفطرة وقد زاده إتقان لإبداعه دراسته ومحبته وقراءاته المكثفة في أشعار الأقدمين ومن هم معاصروه لا يأنف أن يطلع على أعمال حتى وإن كانت لشاعر مبتدئ فهو يظن كل الظن أن داخل أى نص فكرة وتجربة وهو يحاول أن يصل إليها لتتراكم الخبرات لتنتج لنا أديبا بحجم حسني الإتلاتي
المحبة هى ما أستطيع أن أقدمه أنا ومن حول هذا الشاعر فهو لا يحتاج لتأطير ولا لشهرة ولا مؤازرة منا إنما المحبة الخالصة والتى أحاول وزملائى أن نقدمها له في يوم تكريمه
عباس حمزة أحمد- أسوان