اه يا عهد الطفولة كنت ميدانا فسيحا لأمالي وأحلامي ، كنت اطير بين جناحيك وفي هوائك الطلق كالحمامة البيضاء تنطلق بعيدا عن اعين الدنيا محلقة بين عنان السماء ، كنت لا اشكو ولا أتألم بل كنت اعتقد أن العالم بلا هموم وألالام، كان كل شئ في نظري جميلا ، كانت الأيام بين يدي كثوب من خيوط الزهر الأبيض تفتن الأنظار
كنت أمرح في سماء الأمل بين نجومك الساطعة التي تؤنسني وينفذ بين اعماقي شعاعها الملتهب فلما ذهبت ذهب كل شئ اصبح منظر تلك السماء موحشة بدونك أنا الآن هدأت ثورتي رغم شجوني وآلامي اصبحت سمحة كريمة رغم كل شئ لا ابغض احد ولا احقد علي احد ولا اقابل ذنبا بعقوبة ولا إساءة بمثلها حين أوي إلي مضجعي فأري في منامي روئ بديعة يجتمع فيها كل ما أشتهي من مطامع الحياة وملاذ العيش وحين اختلي بنفسي في خلوة مع ربي واقف علي بابه ضارعة خاشعة أشعر بسكينه في قلبي يبعثها الأمل ويزجيها الرجاء أنا الآن اصبحت لا ادهش لشئ ولا اعجب من شئ ليكن ما اراده أما في قلبي فالله اعلم به فحقيقة الدنيا هي الرحمن وملائكته ولا سلطان غير سلطانه وأما ما ورائي فالله يتولي كل شئ واعلم جيدا
أن الحياة ماهي إلا تلك الخفقات التي يخفقها القلب في ربيع العمر فإذا هدأت هدأ كل شئ وانقضي كل شئ