عقد نادى أدب قنا برئاسة الدكتور سعيد الصادق، ندوة موسعة بحضور عدد كبير من أساتذة الجامعة والعلماء والمفكرين والإعلاميين والنواب لمناقشة كتاب “الحوار التربوي فى مواجهة ثقافة الثأر” لمؤلفه الدكتور أحمد سعد جريو، والصادر عن الهيئة المصرية للكتاب.
تناول الدكتور عبد الناصر النجار مقدمة الكتاب ومضمونه إجمالا، وتناولت الدكتورة منى الشحات جميع فصول الكتاب بالتمحيص والنقد، مشيرة فى الختام إلى ضرورة تطبيق استراتيجية الحوار المتضمنة على واقعنا من خلال المؤسسات المعنية بما يسهم فى مزيد من الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة التى تسعة الدولة إلى تحقيقها.
ثم أعقبها مشاركات لجميع الحضور الدكتور محمود خضارى نائب رئيس جامعة جنوب الوادى السابق ورئيس المنتدى القنائي للفكر والثقافة، والنائب محمود عبد السلام الضبع عضو مجلس النواب السابق، والدكتور رمضان صالحين والدكتورة منى شحات والدكتور سيد السايح والدكتور منصور عبد اللاه والدكتور محمد السيد والدكتورة فاطمة البردويلي، وعدد كبير من الأدباء والإعلاميين.
كما أنشد بعض الشعراء مقاطع من أشعارهم، حيث ألقى شاعر العامية الكبير سمير سعدى وكذا الشاعرة عبيدة عبد اللله وشيرين أبو عميرة والشاعر أحمد الجزار وآخرون، واختتم الحفل بتوصية جماعية بتطبيق استراتيجية الحوار التربوي المتضمنة من خلال مؤسسات المجتمع المدنى المعنية لمواجهة الآثار السيئة لعادة الثأر.
يذكر أن الدكتور عبد الناصر النجار، الأستاذ بكلية التربية – جامعة جنوب الوادي، أشار إلى أن الكتاب، يلقي الضوء على الدور التربوي في مواجهة مخاطر مشكلة الثأر، لمؤلفه د.أحمد سعد جريو، واضعا في اعتباره متطلبات التنمية المستدامة، وكأنه يريد أن يصل بنا إلى أنه إذا أردنا أن نحقق تنمية مستدامة علينا أولا أن نضع برامج وحلولاً سريعة لمشكلة الثأر التي تحول دون تحقيق التنمية في مجتمعات الصعيد.
ويضعنا المؤلف في بداية كتابه أمام تأصيل فكري للموضوع من خلال مفهوم الثأر، وعلاقته بثقافة المجتمع، ثم يعطينا فكرة مركزة حول ثقافة الحوار، وكأنها رسالة ربط مهمة يتضح من خلالها ان غياب ثقافة الحوار من أهم أسباب تواجد هذه المشكلة وزيادة مخاطرها وآثارها السلبية.
وأضاف “النجار”، نقلة مهمة يأخذنا فيها المؤلف في رحلة علمية، مع مفهوم التنمية المستدامة وتطورها التاريخي، ومبادئها، وأهدافها وأهم مؤشراتها، ثم يربط بين التربية والتنمية المستدامة ليوضح لنا بعد ذلك المتطلبات التربوية للتنمية المستدامة في رؤية مصر 2030.. موضحًا هذه العلاقة في مراحل التعليم المختلفة.
وفي الفصل الثالث نقف أمام مشاهد متنوعة لهذه العادة الاجتماعية الخطيرة التي اصبحت جزءًا من ثقافة الصعيد (الثأر) مفهومه ونشأته وتطوره التاريخي، لتقف منتبها أمام الآثار السلبية المترتبة على ثقافة الثأر وتأثير ذلك على التنمية والتربية.
ولكي نتعرف على دور التربية في علاج هذه المشكلة المجتمعية الخطيرة، نقرأ في الفصل الرابع آليات الحوار التربوي في مواجهة ثقافة الثأر، من خلال المؤسسات التربوية والمجتمعية، ثم يعرض المؤلف لاستراتيجية تربوية اجتماعية متكاملة، يضع من خلالها العديد من الأفكار القابلة للتنفيذ في أرض الواقع ليكون لها أثرها الواضح في المجتمع.