تزوجت صديقتي إيمان من رجل في الظاهر رجل صالح طيب القلب ، فطارت فرحا بهذا الزواج ظنا منها أنه الملاذ من حياة البؤس والشقاء كانت تظن أنه عوضا عن أبيها الذي فقدته أثناء دراستها، كانت تحلم بحياة هادئة تحت ظلال الحياة وظلها ولكن السعادة لم تستمر طويلا أصيبت إيمان بمرض عضال أفقدها الحركة فما كان من الزوج إلا النفور منها والإصرار علي تطليقها
إيها الكائن الذي يسمي رجلا إن فعلت ذلك فإن عليك إثم الخائنين وجرم الغادرين، إلي من تعهد بها بعد فراقك إياها كيف يهنأ لك عيش أو يغمض لك جفن وهي تقاسي وحدتها ألا تتذكر أنها كانت زوجة مخلصة صالحة ، هل أحسست ما تقاسيه في ظلام الليل الحالك إن قامت من مضجعها تتلمس الطريق باحثة عن حاجة من حاجاتها
يا إنسان سأحدثك عن اهل الكرم الكرام تزوج زميل لي من فتاة حسناء بارعة الجمال ثم أصابها الدهر بمرض لم يترك من نور جمالها إلا مثل ما تترك الشمس من الشفق الأحمر في ساعة الأفق بعد رحيلها فاستمسك بها بل كان يحرص جاهدا علي ألا تعلم عن أمر مرضها شيئا
أيها الإنسان إنني لا أعلم أين تذهب نفس الإنسان بعد موته ولا اين مستقرها ومستودعها ولكن اقول لك تذكر أن الحياة بالية لا محالة فكن رفيقا وصديقا ورحيما يا ليت لي أن اريك او يمهد الله لي طريقا لتري بين صخور القبور منفذا يشرف علي الدار الأخرة فيسرك لو فعلت المعروف في اهله فالجزاء من من جنس العمل ما انعم الله علي عبده نعمة اسني قيمة ولا أحسن اثرا من نعمة الجزاء الصالح علي العمل الطيب
وتذكر دائما قول رسولنا الكريم رفقا بالقوارير ، واستوصوا بالنساء خيرا