بقلم: ✍️ د.غاده البندارى
(استشاري وخبيرة العلاقات التربوية والأسرية)
بعض الأطفال تكون حياتهم بعد الطلاق أفضل وخصوصا من الناحية النفسية ، فالاطفال يتعافون سريعا ،وينسون أسرع ، فالتأثيرات النفسية بعد الطلاق أفضل من التأثيرات التى تحدث في حال العيش مع الاطفال دون انفصال حقيقي مع الانفصال العاطفي ،أو العيش مع وهم الحفاظ على البيت مع وجود مشاكل ونزاعات مستمرة بين الوالدين ، فالطلاق عندما يحدث فتأثيرة على الطفل من الممكن ان يأخذ فترة زمنيه قصيرة ويتعافى منه الطفل وينساه ويستمر فى حياته بطريقة طبيعية ، عكس الطفل الذى يستمر بالعيش فى منزل تكثر به الخلافات والمشاجرات طوال حياته فلا يجد فرصة للتعافى او الاستمرار فى حياته بدون ضغط عصبى مستمر ومن الممكن أن ان يصاب بأمراض نفسيه مثل الاكتئاب او عضوية مثل القولون العصبى بسبب العيش المستمر داخل منزل يكثر به النزاعات.
فقد أجريت العديد من الدراسات بخصوص هذا الموضوع ، فتم عمل دراسة من أجل المقارنة بين الاطفال الذين لا يزال آباؤهم مستمرين في الزواج ونظرائهم الذين تعرضوا لتجربة الطلاق في اعمار مختلفة ، وتم متابعة هؤلاء الاطفال حتى مرحلة الطفولة المتأخرة ومرحلة المراهقة ، وتم أجراء تقييم من مختلف النواحي من الناحية الدراسية والجانب السلوكي والجانب العاطفي والناحية الاجتماعية ، وبصفة عامة تبين أنه لا يوجد سوى فروق صغيرة للغاية بين أطفال الآباء المطلقين وغيرهم من أبناء الأسر التي لم تتعرض للطلاق ، فالاغلبية العظمي من الاطفال يجتازون مشكلة الطلاق بشكل جيد.
وبالرغم من وجود أضرار للطلاق لكن فى بعض الأوقات يكون له فوائد ،بل ويكون ضرورة حتمية لانقاذ الأطفال مثل ألا يتعرض الأطفال لرؤية المشاكل والخلافات والمجادلات التي من الممكن أن تصل في أحيان كثيرة إلى الإهانة والتعدي بالضرب، والأطفال يتعلمون من آبائهم وأمهاتهم..
وغير صحي أن يكبر الأطفال معتقدين أن هذه هي العلاقة التي من المفترض أن تكون في مستقبلهم، فنلاحظ أن الكثير من الاطفال يرفضون فكرة الزواج فى المستقبل بسبب كثرة خلافات والديه والضغط العصبى المستمر عليه بسببهم، او أنه يقلد والديه فى المستقبل مثل الزوج الذى يهين زوجتة مثل والده عندما كان يهين والدته ،فلابد أن يعيش الأطفال في بيئة أكثر صحة.
فبعد الطلاق نلاحظ أن الضغط الرهيب قد زال، فالأولوية أصبحت الآن للأطفال، وليس لأي طرف علاقة بالآخر، ويبدأ الجميع فى التعافى الأب والأم،والاولاد مما يقلل حجم التوتر السابق، وبعد مرور الوقت وهدوء المنازعات والخلافات تصبح الأولوية للأطفال ولسعادتهم ويظهر هذا بشكل إيجابي أمام الأطفال.
فيكون هناك فرصة ليرى الأطفال ما الحب الحقيقي بعد الانفصال وهدوء الحال.
كثير من الناس ينظرون للطلاق على أنه الأسوأ على الإطلاق، ولكن ليس بالضرورة فمن الممكن أن يكتب لهم فرصة أجمل وحياة أفضل مما نتوقع.