»» الخبير الدولي : الحفاظ على احتياطى من القمح لمدة 6 أشهر، والاكتفاء ذاتيا من الأرز بانتاج حوالى 3.5 مليون طن
تقرير ✍️ د.خالد محسن
ثمن الخبير الدولي الدكتور عباس شراقي وأستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة جهود الدولة المصرية خلال الآونة الأخيرة في تنويع مصادر الحبوب ،اتقاء لتداعيات الظروف المناخية والمتغيرات الدولية والتأثيرات السلبية لحرب أوكرانيا وتطوراتها.
وقال لمنصة “المساء أون لاين”: نتيجة لهذه المشاكل اتجهت مصر لتنويع مصادر الحبوب، بالاضافة إلى زيادة مساحة زراعة القمح هذا العام إلى حوالى 3.5 مليون فدان مع زيادة الانتاجية إلى حوالى 22 أردب للفدان بانتاج حوالى 10 مليون طن، مع الحفاظ على احتياطى من القمح لمدة 6 أشهر، والاكتفاء ذاتيا من الأرز بانتاج حوالى 3.5 مليون طن.
وتعليقا علي قرار روسيا بوقف اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية على أفريقيا قال د. شراقي : إن الحرب الروسية-الأوكرانية أثرت على الأمن الغذائى العالى باعتبارهما من أهم الدول المصدرة للغذاء خاصة الحبوب ويشكلا حوالى 25%، انخفضت حاليا إلى 15% نتيجة الحصار الأمريكى والأوروبى على روسيا، مما جعل بعض الدول المستوردة للحبوب وعلى رأسها تركيا للحصول على موافقة روسية للسماح للسفن بنقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وبالفعل عقد اتفاق فى 22 يوليو 2022 باسطنبول لمدة 120 يوما تجدد تلقائيا بشرط السماح للمنتجات الزراعية الروسية بالتوزيع فى أنحاء العالم، إلا أن روسيا وجدت أن الشرط لايطبق بصورة ترضى عنها حيث تعاقب الشركات التى تتعامل مع روسيا مما جعلها توقف الاتفاقية إلى أن يتم تنفيذ الشرط الروسى.
وأكد أن اتفاقية السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية ليست الحل الأمثل، فهو مؤقت بعدة أشهر ثم تجدد، ولكن الحل الأمثل بدلاً من أن تزيد أمريكا واوروبا من اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية بامداد أوكرانيا بالسلاح، أن تسعى لوقف الحرب وعدم تهديد روسيا بحلف الناتو وانضمام أوكرانيا له.
وأشار إلى تأثير التقلبات المناخية ،حيث تنتج بعض الدول الأوروبية الحبوب مثل فرنسا وألمانيا وبولندا إلا أن موجات الجفاف فى أوروبا وبعض المناطق فى الصين، والفيضانات فى أماكن أخرى مثل نيجيريا والصين أيضا أدت إلى نقص الانتاج وتحويل معظم الحبوب الروسية والأوكرانية إلى أوروبا بدلا من الدول الفقيرة مما زاد من معاناتها.
وأوضح د.شراقي أنه توجد أكثر من 20 دولة أخرى تصدر الحبوب، منها 10 دول تصدر أكثر من 80% وعلى رأسها استراليا وأمريكا وكندا والأرجنتين والهند ورومانيا، إلا أنهم يستغلون الظروف الحالية وزيادة الطلب الأوروبى فى رفع الأسعار بالاضافة إلى زيادة تكاليف النقل.
كما ذكر د.شراقي أن معظم الدول الأفريقية تعاني من مشاكل كبيرة فى توفير الغذاء حيث أن هناك حوالى 35 دولة أفريقية من أفقر 50 دولة على مستوى العالم وعلى رأسها دول القرن الأفريقى وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية، وبالتالى فهى الدول الأكثر تأثيرا بالقرار الروسى ويضاف إليهم دول شمال أفريقيا مثل مصر والجزائر والمغرب الذين يعتمدون على القمح الأوكرانى ،وتعتمد هذه الدول على الحبوب الروسية والأوكرانية لرخص أسعارها عن باقى دول العالم.