»»
نجاح أى علاقة زوجية لا يعنى بالضرورة وجود الحب بين الزوجين،وعدم استمرار العلاقة الزوجية لا يعنى ابدا انعدام عاطفة الحب بين الطرفين .
الحب الحقيقى هو صفات مشتركة وقبول كامل ، العلاقة الزوجية الناجحة هى معزوفة موسيقية رائعة يعزفها الزوج والزوجة ، وفى أى لحظة لو عزف أي طرف منفردا فإنه سيفسد اللحن بكامله ، مهما ظن أن عزفه جميل .
ومع الأسف فى هذا الزمن تحطمت الرومانسية وقتلت وانتحرت تحت وطأة الواقع ، رغم مكابرة البعض بوجودها وأنها لا تزال تحيا بيننا ، لكنها فى الواقع أصبحت تعيش فى خيالنا وأحلامنا وشتان بين الواقع والأحلام ، وشتان بين الحب والزواج ،فكلاهما يتخيل بأنه مقدم على حياة ستكون أسطورة ، بدأها بالحب وستستمر وتموت به ،ولكن مع مرور الوقت يبدأ العد التنازلي للسعادة عند صدامه مع الواقع ، وما يحمله من مسؤوليات وهموم ومشاكل ،ورؤية كل طرف للآخر على حقيقته دون مجاملة أو رتوش او هديا أو سماع لكلام معسول ..
فى هذه اللحظه يشعر كل زوج أنه غريب عن الآخر ، فالملامح كما هى ، ولكن التصرفات تبدلت لأن العشرة تظهر كل واحد على حقيقته ..
الزوجة تحلم بأن تستمر العلاقة الرومانسية حتى نهاية الحياة ، والزوج يحلم بأن تستمر تلك الفتاة فى رقتها وجمالها وتفرغها الكامل له ،ولم يتخيل أيا منهما أن كل واحد يحمل عيوبا ،تناسيا أن العيوب فد تختفى بعض الوقت ،وليس كل الوقت خاصة إذا كان بين اثنين يعيشان تحت سقف واحد ،ستظهر هذه العيوب وتبدأ بعدها أول مشكلة ، فالحب لابد أن تعيش من خلاله الحقيقة وليس الزيف ، الحب وحده لن يسامح الهفوات ولن يداوى الجراح ، ولن يزرع الفرح وينزع التعاسة..
الحب وحده لن يفتح بيتا ويبنى أسرة و يربى أطفالا ،الحب وحده لا يكفى حتى تسير السفينة بهدوء ، ولن تسير الحياة على قوة الحب ، ولكنها تعتمد على رعايتنا و احترامنا وتقديرنا له ،وأن ننظر إليه نظرة صادقة فهو الاخلاص والوفاء والتفاهم والتضحية .
ومتى بدأ التنازل وتلاشى العطاء وقل الاهتمام و تمسكنا بالصغائر وضجرنا من المشاكل وهربنا من الأزمات فسيموت الحب ثم يأتي الفراق فيما بعد!.
✍️ محمود جاب الله
” وكيل مكتب بريد طهطا”.سوهاج