»»
بقلم ✍️ د. محمد يحيى بحيري
(مدرس الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة جامعة مدينة السادات)
في وسط زحمة الحياة وانشغالاتها، ينتظر الناس بفارغ الصبر قدوم المناسبات المُبهجة والمُفرحة، حيث تأتي وتحمل معها فرصة للإحتفال وكسر الروتين وتجديد النشاط ،كما تحمل معها فرصا للتواصل والتهنئات وزيادة أواصر المحبة والتآلف بين الأقارب والاصدقاء والمعارف.
و فى العُرف الطبي توجد أنواع أخري من المناسبات أو الأيام الصحية الغير مشهورة خارج المجال وربما غير مشهورة لبعض منتسبى المجال ذات أنفسهم. هذه الأيام أوالمناسبات الصحية نتجت عن فكرة متميزة فى منظمة الصحة العالمية لاختيار أيام معينة في العام تكون مخصصة للتوعية بعدد من المواضيع الطبية المهمة والامراض الشائعة.
هذا اليوم يكون فرصة تتجدد كل عام لنشر الوعي والمعلومات الأساسية المهمة التي تتعلق مثلا بطرق الوقاية من أحد الأمراض الخطيرة وأهمية الفحوصات المبكرة وأنواعها وطرق التعامل مع الأشخاص المصابين.
فعلى سبيل المثال يأتي الثامن والعشرون من يوليو ليوافق اليوم العالمي لمكافحة الإلتهاب الكبدي الوبائي، بينما يوافق الرابع والعشرون من أبريل كل عام بداية الاسبوع العالمي المخصص لأهمية اللقاحات و التطعيمات.
كما يأتي الرابع عشر من نوفمبر ليوافق اليوم المخصص للتوعية بداء السكري، بينما يأتى الخامس من مايو ليوافق يوم المخصص لغسيل الأيدى والمحافظة على نظافة الايدى و غيرها وغيرها من الايام الهامة والمتميزة.
و الاحتفال بهذه المناسبات الطبية يختلف عن غيره من المناسبات، فهنا يكون الاحتفال بإستغلال هذه الفرص السنوية لتسليط الضوء على القضايا الصحية الهامة، وزيادة الوعي المجتمعي والتثقيف الصحي حول اهمية هذه القضايا ثم بنشر المعلومات السليمة الاساسية حولها وبالعمل على إزالة سوء الفهم والمعلومات المغلوطة والممارسات الخاطئة المتعلقة بهذه القضايا وما أكثرها للأسف.
كما أن هذه المناسبات تكون فرصة لمنتسبي القطاع الطبي لتنشيط المعلومات وترتيب الافكار وتبادل المعارف و الخبرات وشحذ الهمم للمحافظة على تقديم خدمة صحية متميزة . فتخيل معي لو تم استغلال هذه الفرص الذهبية كيف سيتغير شكل الوعي الصحي فى المجتمع ،وكيف سينعكس ذلك على تحسن الحالة الصحية بشكل عام ،وكيف ستتحسن الأحوال الصحية في هذا المجتمع المثقف صحيا وحجم الانعكاسات الاقتصادية الايجابية لهذا التحسن.
إن درهم وقاية خير من قنطار علاج كما يقول المثل المشهور ، وليس أدل على ذلك من مقارنة بساطة فعل يسير كغسيل الايدي بكم الفوائد المترتبة على التمسك بهذا الاجراء البسيط.
فالتوعية بأهمية هذا الاجراء البسيط المتمثل في غسيل الايدى بالماء و الصابون وبالطريقة المثلى له و بالأوقات المطلوب فيها ،و نشر ثقافة الالتزام بغسيل الايدي مجتمعيا وبين مقدمي الخدمة الصحية يلعب دوراً هاماً فى كسر سلاسل انتقال العدوى وفي الوقاية من أمراض معدية خطيرة وفى الحماية من التبعات الصحية و الاقتصادية الناتجة عنها.
وختاماً، فهذه الأيام الصحية اذا تم استغلالها كما ينبغي ستكون مناسبات لها مذاق خاص وفرصة لنشر البهجة والبسمة والمساهمة في مكافحة الأمراض وتخفيف الآلام بأقل وأيسر التكاليف.