بقلم: ✍️ د.حاتم عبد المنعم احمد
(أستاذ علم الاجتماع البيئي كلية الدراسات البيئية جامعة عين شمس)
كرة القدم أصبحت منذ عدة عقود صناعة بالمعنى الشامل تعتمد على العلم بمختلف أبعاده للنواحي الاقتصادية والاجتماعية والترفيهية والقانونية والسياسية.
وكل ذلك يتضمن مدخلات ومخرجات وعلى قدر اهتمامنا بمدخلات جيدة في كافة النواحي السابقة تأتى النتائج أو المخرجات ،ومن هنا تأتي أهمية الإدارة الرشيدة لكرة القدم، إدارة تعتمد على العلم والكفاءة والمصالح العليا للوطن.
فالكرة الآن قد تكون مصدرا للدخل القومي أو العكس عبئا ومصدرا للإنفاق والهدر للموارد والعملة الصعبة، وقد تكون مصدرا للترفيه والبهجة او مصدرا للمشاحنات والانقسام وقد تكون وسيلة للتقارب بين الشعوب او مصدرا للمشاكل
وهناك تجارب نجاح متعددة في هذا المجال سواء على المستوى العالمي والعربي ، ولكن للأسف اتحاد الكرة المصري سياساته بوجه عام ارتجالية تعتمد على مصالح مؤقتة وسياسات عشوائية في بعض أو كثير من الاحيان مثل تلاحم وتداخل المواسم الكروية دون إعطاء الراحة المناسبة للاعبين والأندية ولذلك نجد تداخل الموسم الرياضي العام السابق مع الحالي مع القادم ولم تعطى الأندية واللاعبين الراحة المناسبة والتي يقدرها الخبراء بنحو 7 أو 8 أسابيع متتالية قبل العودة للمباريات الرسمية لان مجرد حصول اللاعبين على راحة أسبوعين او ثلاثة فقط يستلزم نحو شهر للعودة للمباريات القوية من خلال التدرج في المجهود البدني..
وهذه الراحة ضرورة لسببين الأول راحة بدنية وصحية للاعب وعضلاته والثاني نفسى هو الاشتياق للكرة وليس الملل لأن تداخل المواسم وتوقف المسابقات أسبوعين او ثلاثة فقط لن يسمح للاعبين بأخذ القسط الضروري من الراحة مما يعنى تزايد الإصابات وانخفاض المستوى لشعور اللاعبين بالملل مما ينعكس على الجميع بالسالب وخاصة لتعدد المسابقات المحلية والقارية والدولية.
ونلاحظ الآن المشكلة القائمة بين اتحاد الكرة والنادي الأهلي حول مشاركة لاعبيه مع معسكر المنتخب لأهمية تواجدهم في مباراة السوبر الأفريقي وضيق الوقت لذلك كان من الطبيعي والأفضل للجميع أن يلجا الاتحاد إلى دوري المجموعتين لأنه يوفر عدة أسابيع تسمح للجميع بالحصول على الراحة المطلوبة فضلا عن أنه يزيد من المنافسة ويزيد من عدد الفرق التي تسعى للحصول على البطولة ،وتجاربه معروفة في عدة دول ومن هنا أهمية التفكير الجدى لتنفيذ دوري المجموعتين لرفع مستوى الكرة المصرية..
ثم هناك قضية خصخصة كرة القدم المصرية بالتدريج وللمصريين فقط،ووفقا لضوابط محددة بأن تتحول اندية الدوري الممتاز إلى شركات مساهمة ويطرح ذلك للاستثمار مع استحواذ الدولة على نحو 70 أو 60% ثم هناك قضية اللاعبين الأجانب في مصر وكل عقودهم بالعملة الصعبة..
والغريب هو ضعف مستوى معظم هؤلاء اللاعبين وهى نتيجة طبيعية ومتوقعة مرتبطة بالقدرات المادية للأندية المصرية مقارنة بأندية اوروبا او الخليج ولذلك يفضل تخفيض عدد اللاعبين المسوح بهم من الأجانب من خمسة لكل نادى الغى اثنين فقط، ليس لمجرد توفير العملة الصعبة ولكن لإتاحة الفرصة للناشئين لخروج محمد صلاح ثانى وثالث. وهناك أيضا قضية المدير الفني للمنتخب الوطني يجب ان يكون وطنيا ومعظم انجازاتنا حققها مديرون مصريون وفى مقدمتهم حسن شحاتة على الأقل لتوفير العملة الصعبة ولا ننسى هنا توصية الفيفا او الاتحاد الدولي للكرة للاعبين المحترفين بعدم التعامل مع الاتحاد والدوري المصري!.
وأخيرا على اتحاد الكرة احترام اللغة العربية وانهاء هذه المهزلة لان اللغة هوية ويجب الحفاظ عليها وكثير من اندية الدوري الآن أسماء اجنبية مثل بيرميدز وفاركو وسيراميكا وغيرها، وهذا أمر مؤسف يصعب استمراره ،وعليكم مراعاة الله والوطن في عملكم والله ولى التوفيق.