رأيت فيما يري النائم أني امشي علي سطح رمال متجعدة كتجعد الأمواج علي شاطئ البحر ، كانت الشمس مختبئة بين أحضان الأفق ، أنشأت امشي لا أعراف لي مذهبا حتي انحدرت الشمس وطار طائر الليل من مستقره، وما نشر الظلام اجنحته حتي وجدت قلبي كدمعة في عين عاشق ، يدفعها الحب ويمنعها الحياء ، لا أدري هل سمكة مطربة في الماء تبحث مأوي، ولم ازل بين هذا وذاك حتي شعرت بحنين إللي ذاك المعبد الذي اذهب إليه وارتمي بين أحضانه هروبا من قسوة الحياة وفي هذه اللحظات وبين هذا الحلم وعيون السماء التي تراقب دقات قلبي رأيت علي البعد خيوط خضراء علي صفحات الماء كضفرائر طفلة صغيرة تلهو وتلعب بين أحضان الماء ، رأيت المنازل كعصافير سوداء ، أو كحمائم بيضاء رأيتتي أحادث شخصا ارتسمت علي شفتيه ضحكة أضاءت ما اظلمته الحياة طيلة عمري تقدمت نحوه من انت ؟ أأنت الشمس التي أزالت الغبار عن عمري الذي ولي وراح أم أنت الأمل الذي ارسلته الحياة لي بعد الألم والحرمان وظللت احادثه ويحادثني حتي أستيقظت الشمس من مخدعها تدعو لي أن ييسر الله لي أمري ويصلح شأني كان وجها جميلا كحبات العقد تفتن به الحسناء كل من رأها ، وكانت اشعتها متناسقة تناسق الزهور في أحضان الروض ، ما هذه الحلم وما هذه المشاعر التي أحاطتني بين أحضانها ما هذا الصوت الجميل متناسق النغمات ، ما هذه الكلمات البراقة هل هذا جنون أم قلب أحس بنبرات قلبي التي ازابتها واهلكتها مرارة الأيام ، رأيتني كملكة متوجة علي مملكتك قلب زبت بين فنون شعره وعزف الحانه بين نفوس ملكات الجمال
أيها القلب الذي طال نزفه لا تجعل لليأس سبيلا لعل الغد يعوض عليك في غدك ما خسرت في أمسك، أمضي أيها القلب الجريح ولا تلتفت ورائك فظلام أجنحة الليل تعقبها خيوط الصباح