ما هي إلا سنوات قليلة حتى أصبحت المملكة العربية السعودية موطن مثمر لأفضل شركات تطوير الألعاب الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت، حيث ساهمت تلك الشركات في إحداث نقلة نوعية في مجال الرياضات والألعاب الإلكترونية وألعاب الكازينوهات على مستوى الشرق الأوسط، إن لم يكن على مستوى العالم أجمع؛ لتكون المملكة مركزًا رئيسيًا في هذا المجال على مستوى العالم.
تستخدم شركات تطوير الألعاب أعلى الوسائل التكنولوجيا وأفضل الإمكانات في العالم، وتوظف فريق من الخبراء والمبتكرين لتطوير مجموعة متنوعة من ألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية جنبًا إلى جنب مع ألعاب الكازينوهات ذات الجودة العالية والتأثيرات السمعية والبصرية التي تستخدم للترفيه والترويح عن النفس بما يتناسب مع متطلبات المستخدمين، حيث تسعى شركات تطوير الألعاب في المملكة العربية السعودية لإنشاء قاعدة ضخمة من الألعاب المبتكرة خلال وقت قصير جدًا.
هل تنجح السعودية في الوصول للعالمية في هذا القطاع؟
ما يجهله البعض أن من ضمن مخططات المملكة هو تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كوسيلة دخل وحيدة، حيث تعمل على ضخ الاستثمارات في العديد من القطاعات أخرها كان قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية بمساهمة تقدر بنحو 50 مليار ريال سعودي مع حلول عام 2030، ويصنف قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية من ضمن 13 قطاعًا مستهدف من قبل صندوق الاستثمارات العام السعودي وفقًا لاستراتيجية توزيع الاستثمارات في قطاعات متنوعة ناشئة، علمًا بأن الصندوق كان قد رفع حصة الاستثمار في شركة الألعاب اليابانية الشهيرة نينتيندو من 7.8 حتى 8.7 ليكون الأكثر مساهمة في هذه الشركة، كذلك الحال الاستثمار في شركة سافي بقيمة 265 مليون دولار، وغيرها الكثير، وهذا يعني أن المملكة تسير على الطريق الصحيح نحو العالمية لتكون مركزًا رئيسيًا للرياضات والألعاب الإلكترونية في المستقبل القريب.
مركز عالمي للرياضات والألعاب الإلكترونية
تتوجه المملكة السعودية إلى دخول عالم صناعة الرياضات والألعاب الإلكترونية وضخ العديد من الاستثمارات في الشركات المختصة بما يتماشى مع رؤية المملكة لعام 2030 والتي تهدف إلى دعم قطاع الألعاب كجزء من الاقتصاد الرقمي وتوطين هذه الصناعة ضمن خطط تنويع مصادر الدخل، حيث حققت المملكة معدل نمو يصل إلى 4.1% سنويًا؛ وتحتل حاليًا المرتبة الـ 19 كأكبر سوق للألعاب على مستوى العالم.
تهدف استراتيجية المملكة على توفير فرص توظيفية عديدة في جميع القطاعات وتقديم كافة سبل الترفيه المناسبة للمواطنين والمقيمين والزائرين، كما تطمح المملكة إلى تنفيذ استراتيجيتها من خلال تقديم عدة مبادرات في أكثر من 20 جهة حكومية وشركات خاصة من خلال تدشين حاضنات أعمال واستضافة مسابقات وبطولات وفعاليات كبرى في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية وتأسيس أكاديميات للتعليم واعتماد نظم ولوائح تحفز على الاستمرارية في النمو في قطاع الألعاب الإلكترونية.
اقتصاد مزدهر في المملكة
تتوزع مبادرات المملكة السعودية لتضم 8 محاور رئيسية، منها:
– تطوير التطبيقات والأجهزة
– تطوير الألعاب وإنتاجها
– التركيز على الرياضات والألعاب الإلكترونية
– خدمات إضافية متنوعة
– تطوير البنى التحتية
– اعتماد لوائح وقوانين تنظيمية
– استقطاب المواهب وتحسين التعليم
– دعم مادي
وتعقيبًا على توجه المملكة نحو دعم الاستثمار في قطاع الألعاب، قال الخبير السعودي حسام الدخيل أن أحد أهم ركائز رؤية المملكة هو ازدهار الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، ويعمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي على تعزيز دوره ليكون المحرك الفاعل والأول وراء تنويع مصادر الدخل واقتصاد المملكة، مؤكدًا على أن الصندوق يستثمر في العديد من القطاعات على المستوى المحلي والعالمي بهدف تنمية عوائده المالية وأصوله، خاصة في القطاعات الجديدة الناشئة، بهدف رفع نسبة الأصول إلى أكثر من 21%، ومن ضمنها قطاع الألعاب الذي يحظى باهتمام كبير.
شراكة على مستوى العالم
يقول حسام الدخيل الخبير الاقتصادي في المملكة السعودي أن مجموعة سافي قد باشرت الاستثمار في شركات عالمية وقطاعات متنوعة مرتبطة بمجال الرياضات والألعاب الإلكترونية من خلال تطوير الألعاب وبناء صالات للألعاب والبطولات وتعزيز الاستثمار في قطاع الألعاب داخل أرجاء المملكة، وتوفير بنى تحتية وتنمية مهارات المواهب وزيادة فرص الشراكة على المستوى المحلي والعالمي، ناهيك عن الدعم الاستشاري والمادي وتوفير بيئة مناسبة للاعبي ومحبي الرياضات والألعاب الإلكترونية.
ويؤكد الدخل على أهمية هذا القطاع بالنسبة للمملكة السعودي في ظل وجود استراتيجية واضحة وطموحة لتكون المملكة في حلول عام 2030 مركزًا رئيسيًا وعالمي للألعاب في عام 2030، وتتضمن ضخ مبالغ مالية ضخمة تقدر بـ 140 مليار سعودي في 4 محاول لتغطية كافة أنواع الاستثمارات وعمليات الاستحواذ وتدشين 250 شركة للرياضات والألعاب الإلكترونية في المملكة وزيادة المساهمة في قطاع الناتج المحلي بقيمة 50 مليار ريال سعودي.
وأضاف الدخيل أن المملكة تسعى إلى توفير أكثر من 40 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في مجال ألعاب وإطلاق نحو 30 لعبة للمنافسة على مستوى العالم في الأستوديوهات المحلية، كذلك الحال الوصول إلى 3 دول على مستوى العالم لاستقطاب لاعبين محترفين مؤهلين ومختصين في مجال الرياضات والألعاب الإلكترونية، علمًا بأن الصندوق حاليًا يمتلك ما مقداره 38 مليون سهم في شركة أكتيفجن بمعدل 5% من أسهم الشركة التي حاولت شركة مايكروسوفت سابقًا الاستحواذ عليها بصفقة مالية قدرت بـ 70 مليار دولار أمريكي.