بجرأةٍ وشجاعة، يقدم أشرف البولاقي في كتابه الصادر حديثًا عن دار الأدهم للنشر والتوزيع “ثلاثون عامًا من الثقافة الجماهيرية- سيرة الحزن والحب والغضب”، رصدًا موثقًا لمسيرته الثقافية والوظيفية من خلال وقوفه بالنقد والاشتبكاك مع عشرات الظواهر والقضايا والممارسات الثقافية التي قدّمتها الثقافة الجماهيرية خلال أكثر من ثلاثين عامًا كان البولاقي فيها مشاركًا بالحضور والكتابة نقدًا وتواصلاً في معظم الفعاليات الثقافية (مؤتمرات- نشر إقليمي- أندية أدب- تكريمات- مهرجانات) كما قدم قراءات واسعة وعريضة في عدد من الملفات التي كان الأدباء والمثقفون طرفًا فيها كقضايا مواجهة الإرهاب، وتجديد الخطاب الديني، وقد أشار في مقدمة الكتاب إلى أن القارئ “سوف يطالع عبْر صفحات هذا الكتاب، مسيرة تلك السنين القاسية التي خاضها، ليس فقط صاحب الكتاب، بل أدباء مصر ومبدعوها ومثقفوها، من خلال مناشداتهم ومناقشاتهم، وطرحهم لكل قضايا العمل الثقافي في مصر كلها، وليس في الإقليم ولا في المحافظة اللتين ينتمي إليهما الكاتب، وكيف ظلت معظم تلك المناشدات والأطروحات واحدة تتكرر وتعيد نفسها مع كل رئيس للثقافة الجماهيرية، ومع كل مدير إدارة، دون أن يتغير شيء واحد فقط مما تتم الإشارة إليه.
ومِن حُسن حظ الكاتب، ولعله مِن حُسن حظ القارئ أيضًا، أن كل مادة الكتاب موثقة باليوم والشهر والسنة، وأحيانًا بمكان النشر وجِهته، الأمر الذي ربما يترك أثرًا إيجابيًا في تتبع مسيرة الحركة الثقافية”