»»
بقلم ✍️ د.حاتم عبدالمنعم احمد (أستاذ علم الاجتماع البيئي جامعة عين شمس)
كان اختيار مدينة الإسكندرية لتصوير إعلان محمد صلاح الأخير اختيارا موفقا وسبب لكتابة وفكرة هذا المقال حيث تتعرض الإسكندرية الآن لخطر وجودي قد يهدد بغرقان جزء كبير منها نتيجة للتغيرات المناخية بسبب ارتفاع الملوثات الصناعية في مختلف دول العالم مما أدى لارتفاع درجة الحرارة مع ذوبان الجليد في القطبين وتغيرات كبيرة في المناخ بشكل متسارع وخطير .
ومدينة الإسكندرية تعد من أهم اهم مدن العالم عبر التاريخ وبلا مبالغة حيث يقول د.حسن مؤنس المؤرخ الكبير أن تاريخ مصر هو تاريخ البحر الأبيض المتوسط تقريبا، فإذا استقرت مصر وتقدمت انتعش هذا البحر بالنشاط، وانتعشت موانيه، وساد الرخاء أحوال بلاده..
ومن هنا يمكن أن نوجز تاريخ البحر الأبيض في تاريخ الإسكندرية، وهذه حقيقة؛ لأنه قبل نشأة الإسكندرية لم يكن لهذا البحر تاريخ، وكانت مجرد أنشطة محدودة في هذا الجانب أو ذاك، ثم جاءت الإسكندرية وربطت شرق البحر بغربه وشماله بجنوبه، على نحو مكن البشر من الانتفاع بهذا البحر على نطاق واسع، ومن ثم إعطاء قيمة كبيرة لهذا البحر، بمعنى أن مصر من خلال الإسكندرية أعطت لهذا البحر الكثير، وهو ما لم تعطه أي بلد آخر..
ومن هنا جاء فضل مصر والإسكندرية على جميع سكان البحر الأبيض المتوسط.
والدليل على ذلك أن أزهى عصور الإسكندرية هو أزهى عصور البحر الأبيض والعكس صحيح، ومن هنا دور ورسالة الإسكندرية للعالم كجزء أساسي من مصر ورسالتها ومدينة الإسكندرية أعطت للعالم مكتبة الإسكندرية وهى من اكبر اعرق المكتبات على مستوى العالم وكانت منارة للعلم والثقافة للعالم اجمع ،وأيضا جامعة الإسكندرية القديمة وهى من اعرق جامعات العالم وساهمت في نقل الثقافة والعلم إلى أوروبا وافريقيا وآسيا وتخرج منها اكبر العماء في العالم وقتها كما كانت لكنيسة الإسكندرية دورها العالمي، وكانت تتبعها عدة كنائس أخرى مثل الكنيسة الاثيوبية وغيرها.
هذا بجانب أن مصر غير مسؤولة عن مشكلة تغير المناخ بل سببها الدول الصناعية الكبرى والتي يجب أن تتحمل مسؤوليتها في انقاذ الإسكندرية ،ومن هنا المطالبة بأن يقود محمد صلاح النجم العالمي دعوة مصرية لكافة دول العالم والجهات المعنية بالأثار والمناخ بأن ينظموا حملة لإنقاذ الإسكندرية.
وهذا يذكرنا بمعابد فيلا عند بناء السد العالي وكانت من آثاره الجانبية المتوقعة غرق معابد أبوسمبل ،وتقدمت مصر بدعوة للجهات المعنية بالمساهمة في إنقاد هذه الآثار رغم أن المشروع مصري ومفيد لمصر واليوم نكرر الدعوة ويشارك فيها محمد صلاح من أجل إنقاذ الإسكندرية.. والله ولى التوفيق .