شجون حسن تكتب
شجون الكلمات (( أوراق الخريف )
مررت في الصباح علي صفحة ماء اتفحص ملامحي فلمحت تجاعيد فؤادي فاقت ملامحي وخيل إلي أن هذه التجاعيد سيف جرده القضاء علي ملامحي وفي فؤادي
أيتها الخيوط المتناثرة من أي نافذة اخترقت فؤادي كيف طاب لك المقام
العيش بين طموح الشباب أقول لك لن تجدين أنيسا يسامرك ولا جليسا يساهرك كيف لم يري قلبك لمنظر هذا الإشراق والأمل في وجهي
أيتها الخيوط المبعثرة لقد عييت بأمرك وأصبحت لا أعرف حيلة للبعد عنك والفرار من وجهك لا ينفعني إن اعتنيت بك لبعض الوقت لكنني أعلم جيدا انك ستعودين اكثر تبعثرا وإصرارا علي البقاء لما كل هذه القسوة ؟
أنا أراك وانت تهمسين لخيوط أخري بكل خبث ومكر ودهاء تحاولين إغرائهن بالتشبه بك والتردي بردائك وكأنك أشعلت النار في هذه الأرض الطيبة الهادئة أتريدن فتنة عمياء يهلك فيها القاعد والقائم والظالم والمظلوم ؟
أيتها الخيوط الرقيقة من تكونين ؟ ما مقامك مني ومقامك عندي ؟ إن كنت ضيفا فأين إستئذان الضيف وتودده ولطفه إنك أصلب القلوب واشدها قسوة إنك مثل الحية بين الأحجار تنطلق كل يوم مستبيحة كل ما تراه عيونها الخبيثة وتحسبه بيتها
أعلم أنك حائرة في أمري تقولين إنها ارتاعت وذعرت وحزنت أشهد الله أنني لا حزنت ولا بكيت ولا ارتعت
أيتها الخيوط الكريمة هل لك أن تسامحيني عما اسأت به إليك أعلم أنني أطلت في عتبك هنيئا لك ملامحي مصيفا وقلبي مضيفا ومسرحا
أريد أن أقول لك أنا إمرأة لم تذق حلاوة الدنيا فتجزع لخيوط عابرة في ملامحها لم تستنشق السعادة غصنا رطبا فيأسي عليها عودا يابسا
ما الذي تنتظره تلك المرأة من رسول يبشرها بقرب النجاة من حياة ليس فيها من السعادة والهناء إلا لحظات تكدر صفوها الجروح والأحزان كالأنفاس الساحنة الدامعة أمام المرآة
أيتها الخيوط أهلا بك اليوم ومرحبا بصديقاتك وأحبابك غدا ومرحبا بهذا القضاء الخافي ورائك ومرحبا بقلمي وأوراقي وعالمي الذي اخلو فيه إلي نفسي أهلا بغرفتي التي اخلو فيها إلي ربي لا اريد أن اسمع صوت الباطل ولا أريد أن غبار الوقائع