»» بقلم ✍️ د.حاتم عبد المنعم احمد
(أستاذ علم الاجتماع البيئي جامعة عين شمس)
عصر ما بعد الحداثة زادت فيه أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وتخطت فيه بمسافات دور الاعلام التقليدي الذى كان مهما في الماضي وتعتمد عليه معظم الدول في حشد طاقتها لكسب التأييد والعون لسياستها الداخلية والخارجية.
اليوم في عصر ما بعد الحداثة تراجع بشدة دور الاعلام التقليدي و بل ويختفى رويدا رويدا بكافة صورة وحل محله، بل وتجاوز أهميته الاعلام الإلكتروني ،وذلك يرجع لعدة أسباب منها انه لا يقتصر على داخل الدول او حدود جغرافية محدودة بل يشاهده العالم تقريبا ثم إن وسائل التواصل تتيح الفرصة لأى مواطن يقول رأيه أو التعليق وخلافة ثم انه متاح بلا تكاليف تقريبا وينقل الاحداث لحظة بلحظة. ومن هنا تأتي أهميته القصوى التي أصبحت اليوم في بعض الحالات لا تقل أهمية عن دور المدفع والأسلحة التقليدية وخاصة في بعض الحالات.
واتصور أن معركتنا كعرب مع عدونا اليوم نموذج لذلك أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي لها دور أساسي ومحوري ليس لمجرد كسب معركة ولكن لأنهاء المعركة من الأساس ..الآن أصبحت معركة لنشر الوعى بالحقائق امام العالم وفضح أكاذيب العدو وخاصة ان دولتهم قائمة على الأكاذيب من البداية وتكنولوجيا العصر يصعب معها استمرار الأكاذيب لأن العالم أصبح قرية صغيرة يمكن نقل مباشر لأى حدث لكل مكان في التو واللحظة ،ولذلك ظهرت في الفترة الأخيرة لأول مرة مظاهرات ضد العدو في أمريكا والغرب وبدأت تسقط الأكاذيب التي تقوم عليها دولة الاحتلال وبدأت تظهر الحقائق ويعرفها العالم لذلك أصبح شبه مؤكد تراجع الهجرة الخارجية إلى العدو بل وظهور هجرة عكسية إلى خارج إسرائيل مما يعنى عدة نتائج مهمة بداية من تراجع حجم السكان تدريجيا وهى دولة محدودة السكان من البداية..
والآن الفلسطينيين عددهم أكثر من العدو داخليا مع تراجع تأييد الغرب وامريكا لهم ، كلها مجرد وقت وعلينا الدور الآن في فضح أكاذيب العدو ونشر الحقائق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ويجب التحرك على عدة مسارات في نفس الوقت فكللم مسؤول وكل راع، مسؤول عن رعيته كل في موقعه وحسب امكانياته وظروفه .
وهنا نبدأ بجامعة الدول العربية فعليها أن تفعل وتوفر عدة مواقع حديثة للمواطنين العرب للتعبير عن آرائهم حتي لا نتعرض لمقاطعة ،ونترك العدو وأصدقائه يسيطرون على هذ المواقع الإلكترونية والمواقع الهامة، فيجب أن يكون للعرب مواقعهم ودورهم على المستوى العالمي ،ويساهم في ذلك كل الدول العربية ثم على كل مواطن وخاصة الشباب دوره في نشر الحقائق.
وعلى المستوى العالمي وبكافة هذه الوسائل للمساهمة في وصول الصورة الحقيقية عن الأحداث ،وكشف أكاذيب العدو في هذا الشأن.
ونجاحنا في هذا سوف يعجل بسقوط ونهاية دولة الظلم والاحتلال وسوف تمضى قريبا إن شاء الله كما خرج الاستعمار الإنجليزي من مصر بعد أكثر من سبعين عاما والفرنسي من الجزائر بعد نحو 132 ،إن شاء الله قريبا يتم طرد الاستعمار الإسرائيلي من فلسطين فهي مرحلة وتنتهى لأن مواطن الضعف موجودة في العدو مع نشأته فهو شعب غير متجانس من الناحية الاجتماعية وهناك تفرقة في المعاملة بين يهود الغرب ويهود اثيوبيا أوالفلاشا مثلا، وغيرهم ..
ولا يوجد تاريخ او لغة تجمعهم ولا يوحد ارض واسعة تسمح لهم بحرية الحركة او المناورة ودول الجوار ليس بينهم صديق ولذلك ليس لهم مستقبل.
ان شاء الله والفترة الباقية تتوقف على حسن استخدمنا لسلاح الاعلام الحديث وهو وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الحقائق وتفنيد أكاذيب العدو وهى مسؤولية شباب هذه الامة بالدرجة الأولى مع ضرورة توفير سبل المساعدة وإقامة المواقع من قبل كل المسؤولين في جميع أنحاء العالم العربي..والله ولى التوفيق.