خصص مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ندوة وحفل توقيع لكتاب “مختارات مسرحية” للكاتب المسرحي المصري إبراهيم الحسيني، وذلك خلال فعاليات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بدورته الـ 8، والكتاب صادر عن المجلس الأعلى للثقافة وبتصدير من الكاتب والناقد المسرحي المغربي د. عبد الرحمن بن زيدان وهو رقم 27 في مسيرة الكاتب الإبداعية في المسرح وأدارت اللقاء الكاتبة الصحفية رنا رأفت.
في البداية قالت الكاتبة الصحفية رنا رأفت: “يعد كتاب “مختارات مسرحية” إصدارا مميزا للكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني، فهو يشتمل على 4 مسرحيات كتبت كلها بالفصحى وذات طابع خاص برؤية الحسيني الفكرية والفنية والنابعة من ميله لكتابة النص المسرحي التجريبي البعيد كل البعد عن النمطية، وتمتاز اعماله برؤية ناقدة، وتتيح فرصة لخلق عوالم مختلفة تستفيد من كل المعارف الإنسانية.
وقال الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني خلال كلمته: “مختارات مسرحية ” يمتلىء بمجموعة من الأفكار الخاصة منها ما يخص العدالة الاجتماعية، أو محاولة لإعادة التفكير في ذواتنا من جديد ، ومن الممكن أن تجد خلف الحدوتة الظاهرية للنص طابعا فلسفيا، فالمسرح الذي لا يستند لفلسفة معينة ينقصه الكثير، ويمكن القول بأنني حاولت إعادة كتابة الواقع ممزوجا بالرومانسية تارة وبالعوامل السحرية تارات أخرى للخروج في نهاية الأمر بمحاولة كتابية تستفيد من كل الحقول المعرفية ولا تشبه إلا نفسها.
ويضيف الحسيني: “أتمنى بالطبع أن تحوز النصوص المسرحية المختارة والتي يضمها الكتاب على إعجاب القارئ مع تمام علمي بأن المسرحي هو كتابة إبداعية ناقصة كسيناريو السينما، فكلاهما لا يكتمل إلا بتنفيذهما إخراجيا.
والكاتب أيا كان مصدر كتابته لا يمكنه الإنسلاخ عن واقعه فهو يستمد أفكاره منه ويعيد صهرها إبداعيًا باتجاه الواقع مرة أخرى، ومصادر استلهام الأفكار متعددة منها: التراث، التاريخ، حكايات الأصدقاء، والواقع بكل كثافته الرمزية وتحولاته، وفي كتاباتي لا أتبع منهجا أو مدرسة ما، أترك إحساسي يقودني، الأشياء والحوادث والأفكار هي التي تكتبني وليس أنا من يكتبها، لكن كل الأفكار سياسية كانت أو اجتماعية ، موجهة أو مفتوحة الدلالة في رأيي الشخصي أنها لو لم تهتم بالإنسان في صراعاته مع نفسه ومع الآخرين من حوله، مع القدر ومع الطبيعة فلن تمنحنا نفس التأثير ولا ذلك الصدى المؤثر ، اذا اهتمامي الأول في كتابة مسرحياتي هو توجهها لمعالجات تتمحور حول تحرير الذات الإنسانية من كل المكبلات التي تعوق حركتها داخل نفسها وخارجها أيضا، والاهتمام بالإنسان يعني الاهتمام بالوطن والقيم والحريات وكل المعاني الكبيرة، فالإنسان هو الذي يصنع الوطن، وفي كل نص مسرحي أكتبه أحاول البحث عن تواجد النسخة الأفضل من الأنسان ، وأحاول ترسيخ وجودها.
فتحرير الذات من خلال فعل القراءة أو الفرجة هو تساؤل جوهري لدي أحرص على وجوده دوما.
وفي كتابتي أبحث عن نص مسرحي أفضل في كل مرة أكتب فيها، فإذا ما أتممت فعل الكتابة وحكمت بذائقتي النقدية على مسرحيتي فسأكون أسوأ من يفعل ذلك لأن حكمي في غير صالحي دوما، اذا أترك الحكم للآخرين وأكمل طريقي نحو كتابة نص جديد أحاول عبره التعرف علي ملامح جديدة لكتابتي ربما تكون قادرة على التعبير عني، لكنني وبعد 30 عاما من الكتابة وبعد كل هذه الجوائز والمخرجين الذين تناولوا مسرحياتي وقدموها على خشبات المسارح المصرية والعربية والأجنبية لم أصل لأفضل نسخة نص مسرحي من كتابتي، مازلت أبحث عن هذا النص المكتمل الذي لم يتحقق أبدًا.
حضر الندوة الكثير من الوفود العربية والأجنبية، وكذا النقاد العرب والمصريين والذين أشادوا بجهود الحسيني في الكتابة المسرحية ومدى تأثيره في جيله ومحيطه العربي.