يَرْجُوكِ أُمَّ الْهَــــــوَى دَأْبُ الصَّنَــادِيـــدِ
فَاسْـتَعْصِمِى، وَاطْـرَحِى مُرَّ الموَاجِيدِ
إِنَّ القُــــــرُونَ التى وَلَّتْ لَهَـــــا سَـــنَـدٌ
آتٍ شَــهِـيــــــدًا عَلَى حَـــــــقٍّ بِتَمْجِيــــــــدِ
لَابُدَّ للبَنْـــــــــدِ مِنْ رِيـــــــحٍ مُبَاهِيَــــــــــةٍ
حَتَّى يُلَــــــوِّحَ ؛ يُذْكِيـنَــــــــــــــا بِتَــأْيِيــــــــــــدِ
لَـكِنَّــــــهَا إِنْ أَتَتْ حِينًـــــــــا مُعَـارِضَــــةً
فَالصَّـفْــــعَ وَالرَّمْىَ، سحْقًــــا لِلعَــرَابِيـدِ
مَا عَــقَّ إِلا غَــرِيــــــرٌ ، زُجَّ مِن هِنـةٍ
فِى ذُلِّ هُـــــونٍ وإغْـــــــــــــــلاقٍ وَتَقْيِيـــــــدِ
قَالَ ابْنُ نُوحٍ:”سَآوِى”، وَانْتَهَى لِنَرَى
مَنْ لَا يَرَى الْحَقَّ لَا يَحْظَى بِتَعْضِيــــــدِ
لَا تَنْـدبِى الْحَظَّ فى قَـــــرْنٍ أتَى لَغَطًــا
أوْأَنجَبَالْعَقَّوَالْمَوْرُونَ،لا!حِيدِى
لَا تَعْبَـــئِى أنَّنَـــا مِنَّـــــــــــــــــــا رُوَيْبِضَــةٌ
يَـلْتَـــــذُّ بِالْعَـيْشِ فِى تِيــــــهِ الأَبَابِيـــــــــــدِ
بَعْـضُ التَّوَائِــــــمِ تُنْـبِى عَنْ تَعَـانُــــدِهَا
لَـكِنَّــهُمْ إِخْــــــــــوَةٌ قَيْـــــــــــــــــدَ الأَسَــانِيــدِ
فَلْتَأخُذِى العَفْــــوَ؛ إنَّا لمْ نَزَلْ نجُـبًـا
إنَّا بَنُــو أَصْـلِـنَا، يَا أَغْيَـــــــــدَ الغِيــــــدِ
فِينَـــا لَبِيــــدٌ ، وَلِلأعْشَى تجَمْهُـــــــرُنَا
حَوْلَ الخَلِيـــــــلِ؛إِلَى أَشْهَى العَناقِيدِ
ثَمَّ امْرُؤُ القَيْسِ عَنْ قُــرْبٍ ، يُرَاقِبُنَا
يَحْدُو خُطَــــــانَا ، يُزَكِّيــــهَا بِتَسْــــدِيـدِ
وَالدَّيْلَــــــمِىُّ النَّــقىُّ الــرُّوح يَنْفَحُـنــــــا
عِنْدَالشَّرِيفِ الرَّضِىِّ ابْنِ الْمَحَامِيدِ
وَالسَّــادَةُ الغُــــــرُّ أَعْلامُ البَيَــــانِ هُنَا
فِيـنَا بُنُـــــــودًا؛ لِتَعْـزِيــــــــزٍ وَتَرْشِـيـدِ
الحِدْثُ فِيهِـــمْ يُوَالِى الْقٌطْـبَ مُلْتَزِمًا
مُسْــتَهْدِيًا بِاجْتِـــــــــــهَـادٍ ، لَا بِتَقْلِيــدِ
عَاشُـــــوا أئمَّــةَ آمَادٍ عَلَتْ شَــــــــرَفًا
فِـى الْفِقْهِ وَالْفِعْـــــــلِ مُلَّاكَ الْمَقَالِيــــدِ
حَوْلَ الإيَادِىِّ؛ يُلْقِى دَرْسَ مَوْعِظَةٍ
مِنْ غَيْرِ قَــدْحٍ، وَلا مَنْـــــعٍ بِتَهْـدِيــدِ
مَااسْتَقْدَمُواوَافِدًاكَىْيَرْصِفُواحَسَنًا
أوْ بَدَّلُـوا سُــــــــــنَّةً فِى لُؤْمِ تمْهِيــــــــدِ
قَدْ حَدَّثُوا، وَابْتَنَوْا بُنْيَانَ أَهْلِ غِنًى
أَعْلَى حَصَافَاتِهِـمْ هِنْـــــــدَامُ تَشْــيِيـــدِ
هَذَا إِمَامٌ ، وَذَا مأْمُومُ ذِى هِمَمٍ ،
نُزْهِى بِمَا خَلَّـــــــدُوا فى خَيْرِ تَرْدِيــــدِ
رَوْضُ المُرِيدِينَ ثَرٌّ، طَابَ مِنْكِ جَنى
لا الزَادُ يَفْنَى ، ولا يُحْصَى بِتَفْنِيدِ
وَالنَّبْـعُ فَيْضٌ ، وَسَـــاحُ البِرِّ جّامِعَـــةٌ
مَنْ نَازَعُـوهَا فَهُمْ غُلْفُ الجَلامِيـدِ
مَنْ غَـرَّهُمْ فى شِــرَاكِ الْوَهْـمِ خَادعهُـمْ
لَيْسُــو سِوَى جِيفٍ بَيْنَ الأَخَادِيــدِ
تَهْـوِى عَلَيْـــها سُـــيُولُ الدَّهْـــــرِ مُلْقِيَةً
مَا قَـدْ تَبَقَّى بِقِيعَـانٍ ، وَفى بِيـــــدِ
لِلأُمِّ حِلْـمٌ ، فَــــــــلَا تَأسَىْ عَلَى وَلَـــــــدٍ
ضَـلٍّ غَوِىٍّ ، غَــدَا خِـــدْنَ الـرَّعَادِيــدِ
لَا يُبْتَـــلَى مُهْتَــــــــــــــــــــدٍ إِلاَّ لِتَــــذْكِرَةٍ ،
أَوْ لاعْتِبَـــارٍ، فَيُـــؤْتَى نَفْلَ تجْوِيـــدِ
لِلَّغْـوِ حِينٌ، فَإِنْ هَبَّ الـرَّشَادُ مَضَى
فى نَادِبِ الخِزْىِ،أَوْفِى وَحْلِ تَنْدِيدِ
يَعْـلُــــــــوهُ نُدْبٌ بِوَكْسٍ عَالِـقًـــــــا أَبَدًا
حَتى يُعَـــــرَّى زَرِيًّا، فى المَنَـــاكِيـــدِ
تَأْتِى المَنَايَا عَلَى النَّفْسِ التى مَرَقَتْ
وَالأَمْرُ مِنْــهَا بِأَنْ هُونِى وَأَنْ بِيـدِى
لَا ضَيْرَ أَنْ تُؤْتِىَ الأَحْــوَالُ طَفْـــرَتها
بِالمَائِعِ الفــــجِّ مَقْبُــــــوحًا بِتَسْــوِيــدِ
عُقْبَى التَّشَظِّى سُوَيْعَاتٌ، فَلا تَدَعِى
مَا صَـــــارَ مِنْــهَا مَثَـــــارَاتٍ لِتَنْكِيـــدِ
زِرْيَابُ حَىُّ ، وَهَارُونُ الـرَّشِـيدُ هُنَـا
وَالَّليْــــــــــلُ آتٍ بِتَحْنَـــانِ الزَّغَارِيـــــدِ
وَالصَّفْوُ فِينَا، وَلحْنُ الْعُودِ عَاشِقُنَا
وَالشِّعْـرُ شَفٌّ بِوَجْــــــــــدٍ لِلأَغَارِيـــدِ
فَلْنُقْـرِئ الَّليْـــــــــــلَ أَوْرَادًاتُجَــــدِّدُ فِى
أَرْوَاحِنَا النُّـورَ فِى شُـكْرٍ وتحْمِيـــدِ
نَتْـلُـو ، فَيَعْلُو جَــــلالُ الحُبِّ يحْمِلُنَا
بِالْحَالِ لِلنُّورِ، فى سِحْرِ الأَنَاشِيدِ
يَنْهَــلُّ سِـــحْـرُ الْقَـوَافِى ، لا يُعَـاقِـرُهَا
خَمْرَ الهَوَى غَيْرُ ذِى جِدٍّ لِتَجْدِيـدِ
يَصْبُو سَـمِيرُ الْهَوَى، يَلْقَاهُ سَامِرُنَا
حُبًّـــــا بِحُبٍّ ، بِلا حِــرْصٍ وَتَحْيِيـدِ
أُمَّ الْبَيَانِ،اخْلُدِى عَبْرَالزَّمَانِ عَلَى
مَتْنِ الرِّضَى، أَنْتِ أُمُّ الأَعْصُرِ الصِّيدِ
مِنْ آدَمٍ قُـمْتِ بُرْهَــــــــانًا ، وَلم تَـزَلى
أُمًّا وَلُــودًا ، تَبَــــــــــــــاهـى بِالمَـوَالِيــــــــدِ
قُــرْآنُنَا حِصْنُكِ الأَوْفى حمَــاكِ ، فَـلَا
تَخْشَىْ سِــوَى اللهِ، زِيدِينَـــــا بِتَوْلِيـــــدِ
أَنْتِ التى لَنْ يَـرَاهَا الدَّهْــــرُ وَاهِنَةً ،
هَيَّا إِلى النُّورِ؛ زِيدِى رُوحَنَا، زِيدِى
يَا سِـــفْـرَ غَابِرِنَا ، يَا نَبْـــــعَ حَاضِرِنَا
يَا رَحْبَ بَاكِرِنَا ، يَا حُــــــــــــرَّةَ الجِيــــــــدِ
أَبْلَتْ قُــــــرُونٌ أُولِى طَــــوْلٍ وألسِــــنةً
لَكِنَّــهَا خَلَّدَتْـنَـــــــــــــــا خَـيرَ تخْلِيــــــــــــــدِ
أَهْـدَاكِ مَوْلاكِ مجْـدًا لمْ يَهَـبْهُ سِــوًى
يُبْقِيكِ فى الخُلْدِ فى مَيْـمُـونِ تَنْضِيـدِ
هُيَّا اتْرُكِى هَـمَّ مَنْ عَقُّوكِ يَصْفُ لَنَا
أ ُفْقُ التَّجَلِّى بِصًبْحٍ طَــافَ فِى عِيــــدِ