طلبت من عشيقها الصغير خطبة ابنتها.. لاسكات الألسنة وعدم افتضاح أمرها
الزوجة اللعوب تحولت إلى امرأة من جهنم وقررت الخلاص من أبو العيال
اقنعت القناوى.. وخلته على قتل زوجها ناوى
تربص له ليلا أثناء حراسة المواشى.. وانهال عليه بالفاس وهرب وسط الزراعات
ربك بالمرصاد.. انكشف المستور.. والمحكمة أمرت باعدام ربة المنزل والعامل
كتب – عبدالرحمن أبوزكير :
عندما تقع المرأة في بئر الرذيلة، تكون النهاية دائمًا مروعة حيث تراق الدماء ليكون الضحية أزواجًا مخدوعين وأبناء وأهل يلاحقهم العار والذل مدى الحياة .. وما إن تسقط الزوجة في بئر الخيانة تجدها تفكر كيف تستبدل الحلال بالحرام، ويكون قرارها ومعها عشيقها أن تنهي حياة زوجها بأي وسيلة بعد أن ظنت أن ذلك سيكون حلًا للاستمرار في طريق الشيطان.
قبل 20 عامًا تزوجت “فاطمة.ر.ع.م” وشهرتها هويدا، صاحبة الـ 42 عامًا، من المدعو “محمد.ح.م.أ” وأقاما معًا في منزل متواضع بمنطقة الكرنك القديم بدائرة قسم الأقصر، وأنجبت منه ثلاث أطفال أكبرهم الابن “ح” الذي يبلغ من العمر 19 عامًا وفتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، والأخير يبلغ من العمر 12 عامًا.
كانت الحياة بين الزوجية هادئة رغم بساطتها، فالزوج يعمل حارسًا على حوش مواشي بذات الناحية، والزوجة ربة منزل، تقوم على رعاية أطفالها الثلاثة في غياب زوجها الذي يسهر الليل في عمله، ولا يعود إلى المنزل إلا ساعات قليلة في النهار يطمئن خلالها على زوجته وأطفاله، ويوفر لهم احتياجاتهم من المأكل والمشرب.
كانت الزوجة تقضي يومها أمام التليفزيون تشاهد الأفلام والمسلسلات الرومانسية، حتى بدأت تشعر بوجود فراغ عاطفي في حياتها؛ لم يفلح والد أطفالها الثلاثة في إشباعه .. وكيف له أن يفكر في ذلك وهو المنهمك في عمله ولا يهمه سوى تأمين حياة أسرته حتى لا يمد يده للغير.
أما الزوجة فكلما جلست مع نفسها لا تفكر سوى في سنوات عمرها التي ضاعت في تربية الأبناء دون أن تستمتع بشبابها، وهى تشعر بغربة زوجها رغم إقامتهما معًا في مكان واحد وتراه يوميًا، وبينما هي كذلك وجدت نفسها تجلس أمام الشيطان وهو يعظها ويقدم لها النصائح التي رأت أنها ستعوضها سنوات الحرمان، فأعماها إبليس حتى لا ترى نهاية ما بدأت تفكر فيه حينما قررت أن تستبدل الحلال بالحرام.
تحولت الزوجة التي لم يكن أحدًا يسمع صوتها في منطقة الكرنك، إلى امرأة من جهنم، فبدأت تبحث عن الطريقة التي تعوضها الحرمان العاطفي وغياب الزوج لفترات طويلة، حتى تعرفت في أحد أسواق القرية على شاب يصغرها بعشرين عامًا يدعى “محمد.ح.ع.ح” وشهرته القناوي – 22 سنة – عامل ومقيم قرية القناوية بمحافظة قنا.
بدأت الزوجة اللعوب في اللقاءات العاطفية مع ذلك الشاب الذى كان ينسج لها الكلام المعسول حتى نجح في اصطيادها بعدما وجدها فريسة سهلة كانت فقط تنتظر اللحظة لتبيع نفسها للشيطان .. فتكررت اللقاءات بينهما، وظل كلاهما يبحث عن الطريقة التي تجمعهما بعيدًا عن الأعين لإشباع رغباتهما ونزواتهما.
الزوجة التي تحولت إلى امرأة من جهنم، كانت تخشي أن ينكشف أمرها وتصبح سيرتها على كل لسان في القرية، فبدأت تفكر في الطريقة التي تجمعها مع عشيقها دون أن يشك فيها أحد، إلى أن توصلت إلى فكرة شيطانية لا تخرج إلا من شيطانة، حيث طلبت من عشيقها أن يتقدم لخطبة ابنتها والزواج منها وبذلك يصبح دخوله وخروجه للمنزل أمرًا عاديًا وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وفى نفس الوقت يجمع العشيق بينها وبين ابنتها في وقت واحد دون أن يعلم الزوج المخدوع أو الابنة التي أنجبتها أم من جهنم.
ومن أجل تنفيذ ذلك المخطط سمحت الأم للعشيق أن يبدأ في الاتصال بابنتها ويتبادل معها أحاديث الحب والعشق، من أجل أن تكتمل الخطة والبنت المسكينة لا تعلم حقيقة ما يدور حولها وصدقت الكلام المعسول الذى يطرب أذنيها .. إلا أن الأم وجدت أن بقاء الزوج أصبح عائقًا أمام تحقيق رغباتها بعد أن أخبرته بقدوم عريس لطلب ابنتهما للزواج، خاصة بعد أن أخبرها الزوج أن البنت لا تزال صغيرة ولا يجب أن تتزوج في الوقت الحالي.
جلست الزوجة تفكر من جديد كيف تنفذ مخططها لتصبح في أحضان عشيقها، حتى استقرت في نهاية المطاف إلى تنفيذ ما توصلت إليه بعد تفكير عميق مع شيطانها، حيث قررت الخلاص من زوجها نهائيًا واتفقت مع العشيق على قتله ليخلو لهما الجو.
تردد الشاب في بداية الأمر، إلا أن كثرة الالحاح من الزوجة اللعوب ورغبته هو الآخر في أن اشباع رغباته في الحرام جعله يرضخ لطلبها ويجلس معها يفكر كيف ينفذا جريمتهما .
اتفقت الزوجة والعشيق على أن يقوم الثاني بالتربص للزوج ليلًا وهو يقوم بحراسة حوش المواشي وينهال عليها ضربًا بآلة حادة، ثم تدعى هي أن اللصوص قتلوا زوجها عندما تصدى لمحاولتهم سرقة الحوش.
دارت ساعات النهار والعاشق يترقب أن يرخى الليل سدوله على أنحاء المكان حتى يتسلل إلى الحوش دون أن يراه أحد، بينما الزوجة تتابعه لتؤكد له في التليفون أن الزوج متواجد بالمكان ليتم التنفيذ دون إبطاء.
زيادة نباح الكلاب في تلك الليلة، كان كفيلًا أن يشد انتباه ابنة حارس المواشي وهى تجلس في المنزل الذى يقع على بعد أمتار من الحوش، فهرعت إلى والدتها التي كانت توحى لابنتها أنها تغط في نوم عميق قبل أن تترك فراشها وتهرع مع ابنتها إلى مكان الحوش ليجدا الزوج غارقًا في الدماء وبه آثار ضرب على الرأس وذبح بالرقبة في الوقت الذى أشارت الابنة إلى مشاهدتها لشخص ملثم ويحمل عصا في يده يجري وسط الزراعات.
تعالت صرخات البنت والأم التي حاولت أن تبدو وكأنها تفاجأت بما حدث، وبادرت الأم بالاتصال بابنها الأكبر الذي حضر مسرعًا من مدينة الأقصر وتجمع بعض الجيران الذين وجدوا الرجل ما بين الحياة والموت، فقاموا بطلب الإسعاف لنقله إلى المستشفى إلا أنه فارق الحياة متأثرًا بإصابته، بينما فشلت جهودهم في ضبط ذلك الشخص الذى أخبرت عنه الابنة وقالت الأم أنه قتل زوجها بعدما فشل في سرقة الحوش.
الأم تحاول أن توحى للجميع أن الجريمة كانت بدافع السرقة، وفى تلك الأثناء كان عشيقها المتهم قد فر هاربًا من مسرح الجريمة، بينما يراقب الأحداث من خلال اتصالات هاتفية يجريها مع الزوجة اللعوب ليطمئن على مجريات الأحداث، وهما لا يعملان أن هذه المكالمات ستكون سببًا في كشف مخططهما الإجرامي على يد مباحث الأقصر التى نجحت في ضبطهما بعد ساعات قليلة من وقوع الجريمة.
الجريمة البشعة التي شهدتها منطقة الكرنك كانت حديث محافظة الأقصر، بعدما كشفت تحقيقات النيابة العامة ارتكاب الجريمة مع سبق الإصرار والترصد، ووجهت النيابة العامة للمتهمين “محمد.ح.ع.ح” وشهرته القناوى 22 سنة عامل ومقيم بمنطقة القناوية بمحافظة قنا، و ” فاطمة.ر.ع.م” وشهرتها هويدا 22 سنة ربة منزل ومقيمة الكرنك القديم بقسم الأقصر، لأنهما في يوم 19 / 7 / 2020 قام المتهم الأول بقتل المجنى عليه “محمد.ح.م.أ” – زوج الثانية – عمدًا مع سبق الإصرار والترصد بأن بيت النية وعقد العزم على قتله وأعد لهذا الغرض سلاحًا أبيض وأداة ” كتر – عصا شوم ” محل الاتهاميين وتوجه للمكان الذي أيقن سلفًا تواجده فيه بجوار منزله متربصًا له مستغلًا ظلمة الليل، وما إن تأكد من سباته حتى دنا منه وكاله ثلاث ضربات على رأسه بالعصى التي كانت بحوزته وذبه بالكتر الذي كان محرزًا له قاصدًا من ذلك قتله فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفحة التشريحية والتي أودت بحياته على النحو المبين بالتحقيقات.
كما وجهت النيابة العامة للمتهم الأول تهمة إجراز بغير ترخيص سلاحًا أبيض ” كتر ” دون مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية، كما أحرز أداة ” عصا شوم ” مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص دون مبرر من الضرورة المهنية والحرفية .
واتهمت النيابة العامة المتهمة الثانية بالاشتراك بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول في ارتكاب جريمة القتل موضوع التهمة الأولى بأن حرضته واتفقت معه على قتل زوجها وأمدته بالمعلومات الكافية عن مكان تواجده وكيفية الوصول إليه وقد وقعت تلك الجريمة بناء على هذا التحريض وذلك الاتفاق وتلك المساعدة على النحو المبين بالتحقيقات.
وانتهت النيابة العامة في تحقيقاتها إلى إحالة القضية التي حملت رقم 12109 لسنة 2020 جنايات قسم الأقصر والمقيدة برقم 1090 لسنة 2020 كلى الأقصر إلى محكمة جنايات الأقصر بدائرة محكمة استئناف قنا المحكمة المتهمين طبقًا لمواد الاتهام الواردة بأمر الإحالة وقائمة أدلة الثبوت المعدلة مع استمرار حبس المتهمين على ذمة القضية.
وتضمنت قائمة أدلة الثبوت، ما شهد به الشاهد الأول أحمد سعيد عبدالعزيز محمد جادو 35 سنة رئيس مباحث قسم شرطة الأقصر، بأن تحرياته السرية توصلت إلى قيام المتهم الأول بقتل المجنى عليه بأن بيت النية وعقد العزم على قتله وأعد لذلك الغرض سلاح أبيض ” كتر ” و ” عصا شوم ” وتوجه لمكان تواجد المجنى عليه وما إن ظفر به حتى كاله عدة ضربات باستخدام عصى شوم استقرت برأسه وقام بذبحه بالكتر الذى كان بحوزته قاصدًا من ذلك قتله فأحدث به إصابته الواردة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته بتحريض ومساعدة من المتهمة الثانية التي أمدته بالمعلومات الكافية عن مكان تواجده وكيفية الوصول إليه فتمت الجريمة بناء على ذلك التحريض وتلك المساعدة.
كما تضمنت قائمة أدلة الثبوت ما شهد به الشاهد الثاني “ح.م.ح” 19 سنة عامل ومقيم بمدينة الأقصر بأنه وبناء على اتصال هاتفي من المتهمة الثانية حضر إلى مكان تواجد المجنى عليه وتبين له وجود إصابات به فأحضر سيارة الاسعاف وقامت بنقله للمستشفى وتوفى متأثرًا بتلك الإصابات وأضاف بأن سالفة الذكر أخبرته بتحريضها واتفاقها مع المتهم الاول على قتل المجنى عليه .
فيما تضمنت ملاحظات النيابة العامة أن المتهم الأول أقر بارتكاب الواقعة لدي سؤاله بالتحقيقات وقام بتمثيل كيفية ارتكابها حال إجراء المعاينة التصويرية بمعرفة النيابة العامة، كما أقرت المتهمة الثانية بتحريضها المتهم الأول على قتل المجنى عليه وامدادها له بالمعلومات الكافية التي مكنته من اتمامها.
وثبت من تقرير الصفة التشريحية أن إصابة المجنى عليه بالرأس المشاهدة ظاهريًا وتشريحيًا هي رضية حيوية حديثة حدثت من المصادمة بجسم صلب راض أيا كان نوعه وجوز حدوثه من مثل عصى خشبية أو ما في حكمها، وأن إصابته بالرقبة هي اصابة ذبحية حيوية حدثت من التعدي على المذكور بجسم صلب ذو نصل حاد أيًا كان نوعه ويجوزه حدوثه من مثل الكتر أو ما في كمه وتعز وفاة المجنى عليه غلى إصابته الرضية بالرأس والذبحية بالرقبة وما أحدثته من كسور بعظام الجمجمة وتهتك ونزيف بالمخ وقطوع بالأوعية الدموية الرئيسية بيسار الرقبة أدي إلى حدوث نزيف دموي حاد وتوقف للمراكز الحيوية بالجسم والوفاة وان إصابته جائزة الحدوث من مثل التصوير الوارد على لسان المتهم بمذكرة النيابة العامة وتاريخ يتفق وتاريخ الوقعة.
كما تضمنت ملاحظات النيابة العامة أن ثبت من مطالعة التتبع الوارد من شركة المحمول وجود مكالمات صادرة من الهاتف الخاص بالمتهم موجهة الى الهتاف المحمول الخاص بنجلة المتهمة الثانية بتاريخ 18 / 7 / 2020 وهما عدد مكالمتين احداهما الساعة الخامسة إلا عشر دقائق مساءً ونطقاها الجغرافي محافظة قنا والثانية الساعة الحادية عشر وخمسة وثلاثون دقيقة مساءً ونطاقها الجغرافي محافظة الأقصر، كما تبين وجود مكالمتين صادرتين وواردتين باستخدام خطى المحمول المملوكين للمتهم الأول ونجلة المتهمة الثانية بتاريخ 19 / 7 / 2020 احداهما الساعة الثانية عشر وتسعة دقائق صباحًا ونطاقها الجغرافي محافظة الأقصر والثانية الساعة السانية عشر وعشرون دقيقة صباحا ونطاقها الجغرافي محافظة الأقصر، بالإضافة إلى مكالمة صادرة من الهاتف المحمول الخاص بالمتهم الى الهاتف المحول الخاص بالمتهمة بتاريخ 19 / 7 / 2020 الساعة السادسة ودقيقتين صباحًا ونطاقها الجغرافي محافظة الاقصر .
وبعد تداول القضية، أصدرت محكمة جنايات الأقصر الدائرة الأولى، حكمها بإعدام المتهمين شنقًا.
أصدر الحكم المستشار كمال فخري شمروخ، بعضوية المستشارين أحمد عصام الدين، ونهاد أبوالنصر، وأسامة أحمد محمود، وبحضور كريم حسني وكيل النائب العام، بأمانة سر محمد حفني محمد، ومصطفى محمود العمدة.