بقلم ✍️ د.خالد سالم
(أستاذ بيوتكنولوجيا المحاصيل بمعهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية بجامعة مدينة السادات – دكتوراة تربية النبات والوراثة ألمانيا)
ونحن فى القرن العشرين ونجد يوميا مشاكل فى انخفاض المحصول والانتاجية وهناك فجوات كبيرة بين الانتاج والاستهلاك وعدم تحقيق الاكتفاء الذاتى لأغلب المحاصيل وفى تزايد الفجوة ،وايضا هناك فجوة زراعية اخرى بين نتائج البحوث التطبيقية وبين متوسط الانتاج الزراعى على أرض الواقع على مستوى الجمهورية فى اغلب المحاصيل .
وايضا حان الوقت أن نقلص مساحات المحاصيل البستانية من الفاكهة بالدلتا والتى تنتج فيها الموالح ٨ طن للفدان وفى الاراضى الحديثة الاستصلاح نجد مدى واسع من الإنتاجية قد يصل ٢٠ طنا أو أضعاف ذلك أحيانا.
ولذا لى أن اعلق كاستاذ جامعى فى مجال تربية وتحسين المحاصيل وكل عملى حقلى وفى المزراع البحثية بدأ منذ ان كنت طالبا فى جامعة المنوفية، ثم باحثا فى وزارة الزراعة المصرية بقسم تربية الارز بسخا كفرالشيخ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية ،ثم بمركز البحوث الزراعية بالجيزة ،إلى ان صرت استاذا.. وايضا على مستوى التكنولوجيا الحيوية وحفظ الاصول الوراثية النباتية بمصر والعالم فإنه لايمكن أن تنجح الزراعة دون تدخل المتخصصين الزراعيين بخبراتهم ولابد أن نقول بأن الزراعة فى العصر الحالى هى مهنة ولكن ليست مهنه من لا مهنة له ولابد من استشارة الخبراء الزراعيين .
وهذا سيجنبنا ظهور كثير من المشكلات فى خفض المحصول والانتاجية ،مع عدم توفر مساحات من الرقعة الزراعية فلا مجال لخفض المحصول ولابد من الاستفادة القصوى منها ولذا فالمشاهد أن اغلب ما يحدث من مشاكل زراعية من انخفاض الانتاج وظهور مسببات مرضية وآفات سببة عدم الالتزام بحزمة التوصيات الفنية لزيادة الإنتاجية والتى تمت وتم تعميمها من خلال نتائج الابحاث التجريبية الزراعية ..
وكلها تخدم نجاح نمو المحصول الخضرى والزهرى والثمرى وزيادة الإنتاجية وتقليل الفجوة بين الانتاج والاستهلاك ومن ثم الاكتفاء الذاتى.
والمشكلة النهائية فى الانتاج الزراعى يرجع السبب أو لآخر منها أن المستثمر الزراعى غير متخصص ولكن يريد أن يوفر ويضحك على النبات بأقل اوجه التكاليف والرعاية ،ولأن النبات كائن حى ، يظهر ذلك فى نهاية الموسم بعد فوات الأوان ولذا أجد اغلب المستثمرين الزراعيين إلا من رحم ربى يفكر في أن يضع الشتلات فى الأرض متيقنا أنها ستنجح ،والأرض ماهى كنز بة ثروات .
وكذلك من ضمن المشاكل لايوجد معرفة بخصائص التربة والحياة المستخدمة وعدم توفير مستلزمات الانتاج الزراعى واضافتها بالكمية والوقت المناسب.
وهذا لايتحقق ولذا نجد اغلب غير المتخصصين غير مدرك اهمية ذلك بان الكمية والوقت مهم للنمو الخضرى والزهرى والثمرى وكذلك مكافحة الآفات إما وقائى أو علاجى، وايضا يبدأ من انتخاب واختيار الصنف المثالى للمنطقة ونوع التربة وملوحتها وخصوبتها فالأمر معقد وليس بالسهولة وفي هذه الظروف لا نمتلك رفاهية الوقت ،أن نتخلى عن الخبراء الزراعيين من مهندس زراعى او باحث زراعى بالمراكز البحثية أو بالجامعات المصرية، فكلنا شريك فى دفع عجلة الانتاج وزيادة الإنتاجية.
لابد ان نشدد واقول كما تهتم بصحتك وتذهب للطبيب المختص عليك ان تذهب إلى الطبيب الزراعى المختص فى النهوض بالتنمية الزراعية المستدامة ،وكما تعطى الطبيب الكشف تعطى ايضا المهندس الزراعى حقه، وأتمنى من نقابة الزراعيبن المصرية أن تفعل ذلك كما فعلت نقابة المهندسين والأطباء ذلك ان يتم الترخيص فقط للمهندس الزراعى والباحث الزراعى سواء بالمركز البحثية او بالجامعات فى صرف وتشخيص المشاكل ،وأن تتم الزراعة تحت اشراف مهندس زراعى متخصص ،وهذا سيوفر علينا الكثير من الوقت وإهدار المال وتحقيق رغد فى الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتى وتقليل الفجوة الغذائية ،وتوفير العملة الصعبة لوطننا الحبيب مصر أم الدنيا.