دعا المجلس الأعلى للثقافة، المهتمين بالتراث الغنائي المصري، للاستماع إلى تسجيلات نادرة للفقرات الغنائية لمسرحية عبد الرحمن الناصر والتي لحنها خالد الذكر فنان الشعب سيد درويش ؛ وذلك على قناته على يوتيوب:
https://www.youtube.com/playlist?list=PL3bljYjHgo5yJ5AZSbL3nPl6bueoex10D
وتأتي التسجيلات ضمن نتاج أعمال لجنة جمع وتوثيق التراث الموسيقي المشكلة بالمجلس الأعلى للثقافة المكونة من أساتذة علوم الموسيقى من بينهم د. رشا طموم ، د. عزة مدين، ود. محمد شبانة، ود. أحمد الطويل، ود. خيري عامر، ود. أحمد الحناوي
وتضطلع اللجنة بمهمة فحص الوثائق والمدونات والتسجيلات ومحاضر جلسات اللجنة التي تشكلت في خمسينيات القرن الماضي من كبار الموسيقيين منهم الدكتور حسين فوزي وعبد الحميد عبد الرحمن ومحمد القصبجي وأحمد شفيق أبو عوف وعلى إسماعيل وعبد الحليم علي وإبراهيم شفيق وعلى فراج. وانضم لهم خلال عملهم المؤرخ الموسيقى محمود كامل وكانت مهمة تلك اللجنة جمع وتوثيق تراث المسرح الغنائي في مصر في عشرينيات القرن العشرين لوجود رغبة واضحة آنذاك في إعادة تقديمه برؤية جديدة.
وقد شُكلت لجنة فنية من كبار الموسيقيين لجمع ما بقى من تراث المسرح الغنائي ممثلاً في المدونات الموسيقية والنصوص الأدبية، و استمر عمل اللجنة أربعة عقود تغير خلالها أعضاؤها في محاولة لجمع تراث كل من سلامة حجازي وداود حسني وکامل الخلعى وسيد درویش .
وعلى الرغم من الجهد الكبير الذى تم في جمع وتدوين هذ التراث المهم لم تنته هذه اللجان من عملها وتوقفت أكثر من مرة دون أن يظهر عملها إلى النور، وبقى محفوظًا لدى المجلس الأعلى للثقافة دون نشره أو الاستفادة منه علميًا أو فنيًا.
ورغبة من وزارة الثقافة في استكمال أعمال اللجان السابقة تم تشكيل اللجنة الحالية والتي استأنفت عمل اللجان السابقة وكان أول انتاجها إصدار كتاب من جزئين عام 2022 يضم عددا من المدونات والمحاضر والنوت الموسيقية التي تعتبر من أهم الأعمال التراثية في المسرح الغنائي وضم الكتاب بعضا من أعمال سلامة حجازي وداود حسني وکامل الخلعى وسيد درویش.
وواصلت اللجنة أعمالها في الاستماع إلى الألحان الخاصة بالفنانين المشار إليهم ومعالجة بعضها لتجهيزها للبث للجمهور ،واستعانت خلالها ببعض الرواة (الحفظة) من الفنانين الذين شاركوا في الغناء في الفرق المسرحية لرواد المسرح الغنائي المصري وتسجيلها على شرائط ريل ثم تدوينها.
كما تم تكليف أحد أعضاء اللجنة بجمع كل المعلومات عن ظروف تقديم العمل وتاريخه والفنانين المشاركين فيه. وقد استعانت فى عملية التسجيل بمصاحبة آلة البيانو. وعلى الرغم من أن هذه التسجيلات عن رواة أو حفظة لأنه لم يكن معتادا في بدايات القرن العشرين تسجيل العروض المسرحية، كذلك لم يقم سيد درويش بتسجيل كل أعماله على أسطوانات إلا أنها تعد الأقرب إلى الأصل، خاصة أن كثيرا من هذه الأعمال فُقدت تماما وبالتالي فإن إتاحتها يمكن أن تكون مفيدة في حركة إحياء هذا التراث الغنائي الأصيل
. واختارت اللجنة أن يكون اول نشر لتلك التسجيلات فقرات غنائية من مسرحية “عبد الرحمن الناصر” ألحان سيد درويش”؛ على أن تواصل اللجنة بث باقي الأعمال تباعًا لإتاحتها للجمهور والمهتمين والمتخصصين من جهة ولتوثيقها رقميًا من جهة أخرى