بقلم ✍️ أحمد رفاعي ( أديب وروائي)
إنَّ المطالع لتاريخ اليهود يقفُ – دون صعوبة – على حقيقةٍ راسخةٍ عنهم على مر الزمان وهي عقدتهم الأبدية، والمتمثلة في كونهم أمةً مريضةً غير سوية، فاليهود مجتمع مصاب بعقدة الضعة والإحساس بالنقص والهوان ما حدا بهم لينغلقوا على أنفسهم ويروجوا الإشاعات عن الاضطهاد والظلم الذي تعرضوا له عبر التاريخ إلى أن انتهوا إلى أكذوبتهم الشهيرة بكونهم خير أجناس الأرض وأنهم شعب الله المختار.
ولقد كان لهذه العقدة المَرَضية عند اليهود أثراً عظيماً ظهر في عنصريتهم الغاشمة والتي تناقلوها جيلاً بعد جيل وغرسوها في نشئهم عن طريق التربية المغلوطة والانحراف في الثقافة نحو هذه الوجهة الضالة. لذلك تجدهم بلا إنسانية يتفننون في إراقة الدماء وصنع المجازر الوحشية كانت آخرها ما نشرته الأخبار عن قيامهم بقتل 80 فلسطينياً بعد اختطافهم ثم سرقة أعضائهم ليعيدوهم إلى الصليب الأحمر مجرد جلود وعظام! إنها الوحشية في أبرز صورها، وليت العالم المنافق يعترف بذلك!
وكما يذكر الدكتور حسن ظاظا الأستاذ بجامعة الإسكندرية في بحثه المعنون بـ (العنصرية أساس قيام إسرائيل) ما نصه: أما عقدة الضعة التي ذكرنا أنها تهيء بعض المجتمعات الحقيرة للإصابة بهذا الانحراف فهي أن توجد مجموعة ضعيفة حضارياً وفكرياً وعسكرياً في وسط محيط من مجتمعات أقوى منها، فترى في العزلة والانطواء ورفض الاندماج والأخذ والعطاء مع المجتمعات القوية الأخرى الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الكيان فتنتزع لنفسها نسباً مغلقاً، تدعي أن دمه لم يرشح على غيره، وأن الدماء الأخرى لم ترشح بدورها عليه، وتعلل ذلك بأن قوة غير منظورة قد رشحتها لدور قيادي دون البشر جميعاً، وأنها بفضل تلك القوة الخفية تبقى نقية الأعراق عبر الزمان والمكان، ثم تنشأ حول هذه الفكرة عنعنات وأساطير وجداول للآباء والأجداد، تأخذ بريقاً سحرياً في عين السذج والجهال من أبناء المجموعة البشرية المصابة بهذا الداء، فيقوم حول ذلك كله بناء عقائدي عنصري انعزالي يجعل من الظاهرة كلها مشكلة خطيرة على الإنسانية جمعاء.
وكل ذلك ينطبق بلا شك على الكيان الإسرائيلي، فيا لهم من مشكلة خطيرة ومرعبة على الإنسانية جمعاء. لطالما ادعوا أنهم مضطهدون ولقد نجحوا في استغلال نازية هتلر فضخموا حادثة المحارق الألمانية وتمكنوا من انتزاع اعترافات دولية بها فسنوا القوانين التي تجرم معاداة السامية، بالرغم من كونها مغالطة تاريخية كبيرة فليس اليهود وحدهم ساميون، فالسامية صفة لا تميز اليهود وحدهم، بل تحدد مجموعة من الأمم والشعوب من ضمنها ومن أقلها اليهود، وكان منها البابليون والأشوريون في العراق، والكنعانيون والأراميون والفينيقيون والسريان والنبط والحميريون والسبئيون والآدميون، والعربية التي لا تقل عراقةً في ساميتها عن اليهود.
مما سبق يتضح لنا كذب ونفاق اليهود، يدَّعونَ أنهم مضطهدون ولا سفاحون سواهم، ينشرون الأكاذيب عن تعرضهم للقصف والإرهاب وهم الإرهابيون والمتوحشون، وإن شئت فارجع إلى بداية حربهم على غزة عندما ادعوا كذباً أن رجال المقاومة الفلسطينية قتلوا أطفال إسرائيلين وفصلوا رؤوسهم، ولقد كانت كذبة شنيعة صدقها حتى الرئيس الأمريكي ورددها كالببغاء دون تيقن، ثم لم تلبث أن تكشفت عن أكذوبة حمقاء نفتها كل التقارير العالمية وأكدت ان ذلك لم يحدث وأن الإسرائيليين كذابون، ثم يقومون هم بأبشع مما يتخيله عقل دون استنكار أو دفاع عن حقوق الفلسطنيين العُزَّل. هذا أقرب مثال. إنها الحقيقة التي لا جدال فيها، لن تجد على وجه الأرض أمة مَرَضية بعقدة النقص كاليهود، ولكن للأسف العالم كله يقف إلى جانبهم عن جهلٍ أو إجبار فالصهيونية العالمية تحرك كثيرا من قادة العالم من خلف الستار.