شياطين نقادة ال 5 روجوا لبيع سيارة على مواقع التواصل.. وإبن الجيزة بلع الطعم وسافر
مهندس البترول استقل مع شقيقه القطار.. فى رحلة آخر مشوار
نزلوا محطة الوصول وفى الطريق للقرية خرج عليهم اللصوص .. وسرقوا الفلوس
قاوم.. أطلقوا على رأسه رصاصة.. وعاد به أخوه فى كفن
سيناريو الجريمة تكرر مرات ومرات.. وطلعت ورومانى لم يكونا آخر الحكايات
الأهالى: نتمنى إسدال الستار على مجموعة الأشرار .. ونشر الكمائن الأمنية على الطرق الفرعية
كتب – عبدالرحمن أبوزكير:
لجأ خمسة عاطلين بمركز نقادة، بمحافظة قنا، إلى حيلة شيطانية، بحثًا عن تحقيق الثراء السريع، حيث قاموا بنشر إعلان وهمى على موقع التواصل الاجتماعى “الفيس بوك” لبيع سيارة ملاكي بثمن بخس، الأمر الذي جذب موظفًا بإحدى شركات البترول ومقيم بمحافظة الجيزة والذى لم يتردد عن الاتصال برقم التليفون المنشور في نهاية الإعلان ليتمم الاتفاق قبل أن يسافر إلى قنا لإحضار السيارة رفقة شقيقه، وهو لا يدرك أنها ستكون الرحلة الأخيرة التى سيعود منها جثة هامة.
تفاصيل الواقعة التى تنشرها “المساء” كشفها بلاغ لمركز شرطة نقادة بمديرية أمن قنا من إحدى المستشفيات باستقبال موظف بإحدى شركات البترول، مقيم بمحافظة الجيزة “مُصاب بطلق نارى بالرأس وتوفى أثناء إسعافه”.
وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن بناء على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وبإشراف اللواء مصطفى مبروك درة، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، وبسؤال شقيق المتوفى؛ قرر بحضوره رفقه شقيقه المجنى عليه لشراء سيارة ملاكى وحال إستقلالهما مركبة “توك توك” متجهين لمعاينة السيارة استوقفهما أربعة أشخاص مجهولين (ملثمين) أثناء سيرهما بإحدى قرى مركز نقادة، وبحوزة أحدهم بندقية آلية وطلبوا منهما ما بحوزتهما من مبالغ مالية فحدثت بينهم مشادة كلامية تطورت لمشاجرة قام على إثرها المجهولين بإطلاق عيار نارى تجاههما نتج عن ذلك إصابة شقيقه التي أودت بحياته وتمكنوا من الإستيلاء على مبلغ 350 ألف جنيه و 2 هاتف محمول كانوا بحوزتهما ولاذوا بالهرب.
وعلى الفور وجه مدير أمن قنا، بسرعة كشف ملابسات الواقعة وضبط مرتكبيها، وبالفحص وإجراء التحريات أمكن تحديد مرتكبى الواقعة وهم خمسة عاطلين مقيمين بدائرة المركز، حيث قام أحدهم بنشر إعلان على مواقع التواصل الإجتماعى لبيع سيارة بقيمة أقل من سعرها وقام آخر بإنتظار المجنى عليه وشقيقه وإصطحابهما إلى مكان إرتكاب الواقعة وقيام باقى المتهمين بإستيقافهما وإرتكاب الواقعة على النحو المشار إليه.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهم ، وعثر بحوزة أحدهم على السلاح المستخدم عبارة عن بندقية آلية و 5 طلقات، وبحوزة آخر الدراجة النارية المستخدمة فـى الواقعة، وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكاب الواقعة وأرشدوا عن جزء من المبلغ المستولى عليه والهاتفين، وأضافوا بإنفاقهم باقى المبلغ المالى، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية.
الواقعة التى نشرنا تفاصيلها في السطور السابقة، لم تكن الأولى داخل مركز نقادة الذي تحول إلى مصيدة لضحايا الإعلانات الوهمية، فقد نشرنا في العدد الصادر بتاريخ 10 يونيو الماضي، تفاصيل مقتل الشابين روماني عطا وطلعت نبيه، اللذان ذهبا من منطقة الجبل الأصفر بمحافظة القليوبية، إلى مركز نقادة بمحافظة قنا، بعد استدراجهما كذلك بإعلان وهمي لشراء سيارة ربع نقل، وما إن وصلا إلى هناك حتى فوجئا بأنهما وقعا ضحية لإعلان وهمي، وانتهت الواقعة بمقتلهما على يد مسلحين بعد الاستيلاء على مبلغ مالى كان بحوزتهما، وتمكنت أجهزة الأمن بعد ساعات قليلة من تحديد هوية المتهمين ونجحت في ضبطهم وإحالتهم للنيابة العامة التى باشرت التحقيقات في الواقعة.
ربما تكون قصة “طلعت ورومانى” هى الأشهر، قبل الوصول إلى قصة موظف البترول، ولكن في المنتصف قصص وحكايات يرويها بعض المواطنين بمركز نقادة، تشير إلى أن هذه الوقائع تتكرر من وقت لآخر ولكن في أغلب الحالات يتم الاستيلاء على المبالغ المالية دون التخلص من الضحايا، ولكن من يقاوم ويرفض تسليم المبلغ يكون مصيره مثل طلعت وروماني أو موظف البترول .
المواطنون في مركز نقادة بمحافظة قنا، تبرأوا من هذه الجرائم التى يرتكبها شرذمة من الخارجين على القانون، مشيرين إلى أن عمليات النصب من خلال الإعلانات الوهمية أصبحت الأبرز في الفترة الأخيرة، ومن صورها بيع سيارات وجرارات بأسعار أقل من الأسعار الحقيقية لتلك المركبات، وآخرين يستدرجون الضحايا لبيع البصل والسكر بنصف سعر السوق مستغلين في ذلك الأزمة التى طالت السلعتين مؤخرًا .. وطالب المواطنين بتكثيف الجهود الأمنية وضبط كافة التشكيلات العصابية والخارجين عن القانون بمركز نقادة خاصة في المناطق التي يقطنها هؤلاء، من أجل تجفيف منابع الجريمة والقضاء عليها بشكل نهائي.
وجدد المواطنون مطالبهم، بإعادة إنشاء “كمين نقادة” الذي تمت إزالته قبل سنوات، ولم يتم إنشاء بديل في نفس الموقع أو أى موقع آخر، فأصبح الغرباء يستخدمون الطرق الداخلية ويمرون دون استيقافهم في الكمين كما كان يحدث من قبل، والنتيجة تعرضهم للنصب وأحيانًا القتل، وأشاروا إلى أن إعادة إنشاء الكمين مطلب جماهيري لدوره البارز في ضبط الخارجين عن القانون، وكذلك منع الجريمة قبل وقوعها من خلال توعية هؤلاء الذين انساقوا خلف الإعلانات الوهمية.
وطالب أهالى مركز نقادة أيضًا بتدخل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية والتوجيه بنشر التمركزات الأمنية على مدار اليوم بمدخل قرية البحرى قمولا الصحراوى وأمام كوبرى قرية صوص وقرية أسمنت لنشر الأمن في هذه البقعة التي تشهد معظم جرائم النصب على المواطنين.